تنمية سيناء تتم وبنجاح ساحق

أحمد رفعت

أحمد رفعت

كاتب صحفي

ها هو الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، يذهب إلى الأرض المقدسة بسيناء ليفتتح المرحلة الثانية لأكبر وأوسع وأشمل عملية تنمية تتم فى سيناء.. المرحلة الثانية بميزانية تبلغ أربعمائة مليون جنيه!

وهى أرقام لم نعرفها من قبل.. والأسباب متعددة، منها مساحة سيناء الهائلة التى تصل إلى أكثر من 60 ألف كيلومتر تعادل ست مرات بلداً حبيباً على المصريين هو لبنان الشقيق!

كذلك الإهمال الكبير الذى عانت منه سيناء لعشرات السنين رغم تحريرها وعودتها إلى حضن الوطن وكذلك لحجم الأفق الحالى فى التنمية والإصرار على السير فى كافة مسارات واتجاهات التنمية من الطرق إلى الكهرباء ومن الصحة إلى المياه، ومن الإسكان إلى النقل ومن الموانئ إلى المطارات ومن الصناعة إلى الزراعة!

وإذا كانت التجمعات البدوية إحدى أهم أمنيات أهالى سيناء ومطلباً أساسياً لهم، فتم والحمد لله الانتهاء من إنشاء 22 تجمعاً تنموياً جديداً بشمال وجنوب سيناء 18 تجمعاً سكنياً منها بالشمال و4 بالجنوب وجارٍ تنفيذ المرحلة الثانية لـ17 أخرى لزيادة عدد البيوت البدوية بإنشاء 1000 منزل إضافى لاستيعاب من تقدموا للمشروع وبأعداد لم تكن متوقعة!

وهذا كله بخلاف ما تم من مدن كاملة مثل رفح الجديدة وشرق بورسعيد والشروع فى بئر العبد الجديدة، فضلاً عن الإسماعيلية الجديدة التى ورغم تبعيتها إدارياً لمحافظة الإسماعيلية، فإنها تقع بالكامل على الضفة الشرقية لقناة السويس، أى فوق رمال سيناء بالكامل، وهى مدينة كبيرة منتظر أن تستوعب ٣٤٠ ألف نسمة بعد عمل كبير شارك فيه ثمانون ألف مهندس ومحاسب وعامل وسائق!

وكذلك قرية الأمل التى استصلحت ثلاثة آلاف وخمسمائة فدان وزعت على شباب مصر من أبناء الإسماعيلية، ثم شباب أقرب محافظتين، مع نصيب لذوى الاحتياجات الخاصة!

ولم يكن ذلك ليتم إلا ببنية أساسية كبيرة للطرق بأكثر من مائة وتسعة وعشرين مشروعاً للطرق كى ترتبط كل هذه المناطق بشبكة جيدة وآمنة!

ومع ذلك لا ننسى ما تضمنته بيانات الجهاز المركزى للتعمير بسيناء، حيث تقول إن الجهاز نفذ ما يقرب من 17 ألف وحدة سكنية بتكلفة تتجاوز الـ3.77 مليار جنيه لتوفير المسكن المناسب لأهالى سيناء وكافة مدن القناة ممن سينتقلون إلى العمل والإقامة بسيناء، وبما يتناسب مع طبيعة الأهالى والمنطقة، ولذلك تتنوع الوحدات السكنية التى تم ويتم تنفيذها بين إسكان بدوى وآخر اجتماعى.

وهناك بالقرب من «الإسماعيلية الجديدة» قرية «الأمل»، أكبر مشروع مائى يمر أسفل قناة السويس لنقل المياه إلى سيناء لتوفير المياه للزراعة التى تحدثنا عنها، وينبغى الحديث عنها، وهى طبعاً سحارة سرابيوم أحد المشروعات المهمة التى أنجزت فى زمن قياسى الفترة الماضية!

وفى وصف هذا المشروع الهندسى الكبير المهم نقول لمن لا يعرف إن طول قطر سحارة سرابيوم الداخلى يصل إلى عشرين متراً مع أربعة أنفاق أفقية طول كل منها أربعمائة وعشرون متراً، وقطر الواحد منها أربعة أمتار، وكلها بالكامل أسفل القناة بنحو ستين متراً تنقل يومياً مليوناً ومائتى ألف متر مكعب تنتقل من مياه مصرف «المحسمة» بعد معالجتها ثلاثياً لتكون صالحة للرى الزراعى! بعدما كانت مهدرة بل كانت أحد أسباب تلوث عدة محافظات كاملة تنقل الأمراض وتلوث البيئة وتحولت اليوم إلى مصدر للخير!

ولم يتم وسط كل ذلك تجاهل الصناعة ولا المشروعات العملاقة الاستراتيجية الكبرى التى تغير معالم سيناء كاملة، حيث تبلغ خطوط مصانع الرخام والجرانيت بالجفجافة مثلاً 5 مصانع بحجم إنتاج قد يتجاوز 3 ملايين متر مكعب سنوياً، فى حين تصل خطة تأهيل وتشييد المطارات والموانئ إلى 5 مطارات.

و5 موانئ هى: شرم الشيخ والطور وطابا والبردويل وسانت كاترين، وموانئ طابا البرى والقنطرة شرق البرى ونويبع والعريش وشرق بورسعيد بتكلفة إجمالية 44 مليار جنيه، وقد بدأت المرحلة الثانية من عملية التنمية الشاملة فعلاً، حيث افتتحها الثلاثاء الماضى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بتكلفة أسطورية تبلغ أربعمائة مليون جنيه كميزانية أسطورية لم نعرفها من قبل!

وهكذا نواصل الليل بالنهار حتى تكتمل عملية زرع سيناء بالخير.. وبالبشر أيضاً