«القاهرة الإخبارية» وثلاثية المصداقية.. المسئولية.. والصدارة

أحمد رفعت

أحمد رفعت

كاتب صحفي

الإعلام كأى صناعة يحتاج إلى الفكرة والرؤية ودراسة الجدوى والتمويل والتخطيط والإعداد والتنفيذ ثم الانطلاق.. ولسنوات طويلة حلم المصريين بقناة إخبارية بمعايير معاصرة يدرك القائمون عليها معنى وأبعاد التطور التكنولوجى الذى جرى فى العالم كله.

وتبدلت معه وبسيبه مفاهيم «الخبر» على كوكب الأرض.. الزمن اليوم يقاس بأجزاء الثانية وانتهى مفهوم الصحف اليومية التى نستقى منها الأخبار وتحول أغلبها إلى صحف للرأى وللمتابعات والخدمات وللمواقف السياسية وأضحت المعايير الموضوعية فوق كل اعتبار عند وضع ضرورات المنافسة، خاصة فى القنوات الإخبارية التى توجد متابعة دائمة من جهات ومؤسسات وقبلهم المشاهد نفسه عن «الأسرع» فى الخبر و«الأفضل» فى التغطية.

كل ما سبق لا يتم بالتمنيات الطيبة، إنما يحتاج إلى بناء جيد ومتماسك. يحتاج إلى أموال ويحتاج إلى كوادر.. أمام الشاشة وخلفها.. مذيعين ومحررين.... مهندسين وفنيين.. مكاتب ومراسلين.. فى عمل شاق دءوب ومكشوف. لا يتم سراً ولا فى الخفاء والغلطة منه تساوى الكثير الكثير..

كل هذه المقدمة لتبيان الحالة التى غبنا وتأخرنا عنها وكان على «القاهرة الإخبارية» تعويضه.. كل ما سبق لإظهار المناخ الذى انطلقت منه «القاهرة الإخبارية» وكان عليها التغلب عليه والوجود فيه.

وكل ما سبق لنوضح للعامة والبسطاء بعضاً من الجهد وعبر رؤوس عناوين وبغير تفصيل نوع وطبيعة المهمة التى كان على «القاهرة الإخبارية» تحقيقها وإنجازها!

كان على «القاهرة الإخبارية» الوجود وفى زمن قياسى.. أن تؤسس لاستوديوهاتها وأن تختار وتحدد فريق العمل.. وتعيد تشكيل الفريق كاملاً وأغلبهم فى ارتباطات قائمة وعلى المسئولين تحديد البديل أيضاً.. اختيار المراسلين فى العواصم المهمة المرتبطة بالأحداث المهمة والساخنة ذات الاتصال بمصالحنا وبالملفات المهمة وبعض هؤلاء محل ارتباط لقنوات أخرى ستكون بعد الانطلاق منافسة!

حتى مقرات المكاتب فى كل مكان، فضلاً عن التدريب وإجادة اللغة العربية ذاتها وغيرها وغيرها وغيرها مما لا يتصور أنه يمكن إنجازه فى زمن قصير.. ولكن عندما نعرف أن «القاهرة الإخبارية» أنجزته فى زمن قياسى علينا أن نعرف أولى صور النجاح!

عندما تتعرض القناة، كأى منجز للدولة المصرية، لحملات إرهاب معنوى لا حدود لها استُخدمت فيها حتى البذاءة، فإننا نكون أمام تحديات إضافية تقترب.. أو كادت أن تقترب.. من معنويات فريق القناة الذى تحول -وكان عليه أن يتحول- إلى مقاتلين بأعصاب حديدية يدركون معنى وأشكال الحروب الجديدة!

اليوم لـ«القاهرة الإخبارية» فريق كبير بالقناة وخارجها.. وفى أغلب عواصم الأخبار العالمية.. وفى كل أحداث العالم العنيف والناعم منها.. وبأداء إعلامى رفيع.. اعتماداً على الموضوعية والمهنية.. المسئولية الوطنية والقومية.. على أسسٍ من المسئولية الأخلاقية والقانونية.. ووجوه عربية شقيقة ناجحة تجمعهم «القاهرة».

كما تجمعهم دائماً لاستكمال نجاحهم فيها.. ورشاقة فى الحركة لتأخذك -كمشاهد- إلى احترام القناة ومن فيها راضياً مرضياً.. لتكسب قناة ولتكسبك القناة!

«القاهرة الإخبارية» عمل شاق. كبير وناجح.. وسط أجواء شديدة الصعوبة والتعقيد.. ومعادلات سياسية لا تعرف الاستقرار.. ووسط عالم فى حالة سيولة كل يوم هو فى شأن.. وربما كان كل ذلك حيثيات النجاح ومذكرته التفسيرية!

خالص التهانى لكل القائمين بأدوارهم فى قناتنا الإخبارية.. وقد ذابوا وانصهروا وأصبحوا فى كيان واحد.. وهذا لا يتم إلا بإدارة رشيدة واعية وذكية للصديق العزيز أحمد الطاهرى، فله كل التحية وله كل الدعوات والأمنيات باستمرار ودوام النجاح والتوفيق على طريق المصداقية وإلى الصدارة دائماً.