سجادة صلاة وكتب دين.. آخر ما تبقى من بيوت شهداء «غزة»

كتب: سمر صالح

سجادة صلاة وكتب دين.. آخر ما تبقى من بيوت شهداء «غزة»

سجادة صلاة وكتب دين.. آخر ما تبقى من بيوت شهداء «غزة»

نال الاحتلال من بيوت أهالي غزة، وحرمهم من ذويهم، ولم ينَل من إيمانهم، كلما أفزعت قلوبهم من دوىّ رصاص الاحتلال، هرعوا إلى سجادة الصلاة، ورتلوا القرآن لتسكن قلوبهم وأرواحهم، حتى إذا رحلت أجسادهم ورُفعت أقلامهم، بقيت آثار صبرهم فى الأرض.

من بين حطام المنازل التي قصفها طيران الاحتلال اليومين الماضيين، في منطقة دير البلح بقطاع غزة المحتل، بقيت سجادة صلاة، وكتب دين وفقه لاثنين من الشهداء من سكان البيت، كما هي دون ضرر، رحلا ونالا الشهادة، وبقيت آثارهما على الأرض، وشهد لهما الجيران بحسن الخلق والتدين.

سجادة الصلاة متبقية من حطام المنزل

تحكي آلاء أبوالقاسم، جارتهما في المنطقة، لـ«الوطن»، عن كواليس الصورة التي التقطتها بعدسة هاتفها المحمول: «كانت سجادة الصلاة معلقة بسيخ حديد تبقى من حطام المنزل، صاحبها الشهيد رأفت محمود المزين، شخص خلوق متدين، كان يصحبها معه كل صلاة إلى المسجد، لم ينقطع عن الصلاة ولا مرة، رغم الأحداث الدامية»، حسب روايتها.

«من عاش على شيء مات عليه»، اسم الكتاب الذي تبقى من آثار علم الشهيد موسى أحمد إسماعيل، في المربع السكني نفسه بمنطقة دير البلح في غزة، وجار الشهيد الأول، بجانبه كتاب فقهي آخر بعنوان «الإرشاد في صحيح الاعتقاد»، وصفته «آلاء» بالشاب المثقف فقهياً: «الشهيد موسى كان شاباً في نهاية العشرينات، ومن محبي الاطلاع في الفقه والدين»، كان يقضي ساعات طويلة من يومه في القراءة والتفقه، حتى مات على الشيء الذي عاش عليه، رحل الجسد وبقي كلام الله محفوظاً.

فلسطينية: بطّلنا نعد الشهداء والجرحى

غالبية منازل منطقة دير البلح بقطاع غزة المحتل أصبحت حطاماً، حسبما وصفت الفتاة العشرينية الغزاوية: «بطّلنا نعد الشهداء والجرحى، ولا نعرف تاريخ الأيام، ما في معنى لشيء»، حسب تعبيرها.


مواضيع متعلقة