مؤسسات دينية تحذر من «التخبيب» بين الأزواج: فساد في الأرض

كتب: أحمد الشرقاوي

مؤسسات دينية تحذر من «التخبيب» بين الأزواج: فساد في الأرض

مؤسسات دينية تحذر من «التخبيب» بين الأزواج: فساد في الأرض

حذرت المؤسسات الدينية في مصر من ظاهرة «التخبيب» التي اتنشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي بين العديد من الأزواج والزوجات بعد عرض مشاكلهم، وهي عبارة عن محاولة بعض الأشخاص لإفساد وتخريب العلاقة بين الزوجين حتى تُطلق المرأة فيتزوجها المُخبب أي الشخص الذي أفسد بينهما.

الإفتاء: زواج المخبب صحيح مع الحرمة 

وفي هذا السياق، أكدت دار الإفتاء المصرية بأن الرسول الكريم حذر من «التخبيب» وذلك لما روى  عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَفَ بِالأَمَانَةِ، وَمَنْ خَبَّبَ عَلَى امْرِئٍ زَوْجَتَهُ أَوْ مَمْلُوكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا» رواه أحمد بإسناد صحيح واللفظ له، والبزار، وابن حبان في "صحيحه".

وأوضحت الإفتاء أن الرجل الذي ينظر إلى زوجة غيره ويتطلع إليها ثم يطمع فيها يعد من أفعال الفساد في الأرض، ويوشك  أن يُدينه الله بمثل ما فعل، كما أنه رغم إثم وجُرم المُخَبِّب إلا أن زواجه يعد أمرا صحيحا حال استيفائه الشروط والأركان ولكن الزواج يكون صحيا مع الحرمة، كما أستدلت الإفتاء في حديثها بأن قد روى عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا، أَوْ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ» رواه أبو داود وهذا أحد ألفاظه، والنسائي، وابن حبان في "صحيحه".

بعض الفقهاء حرموا زواج التخبيب

وكان قد تلقى مجمع البحوث الإسلامية سؤلا ونصه:« كنت بحب امرأة ثم تزوجت من شخص آخر وهي الآن تشتكي لي من زوجها فهل يجوز أن يطلقها ثم أتزوجها؟».

وردت لجنة الفتوى بأنه يجب على السائل بأن يتوب إلى الله توبة نصوحا، ويعلم أن «التخبيب» محرم شرعا ويقع على فاعله إثم كبير لقول النبيب الكريم: «ليس منا من خبب امرأة على زوجها»، كما أن هناك بعض الفقهاء من المالكية والحنابلة والإباضية  ذهبوا إلى يُحرم على المخبب أن يتزوج المرأة التي أفسد بينها وبين زوجها وذلك معاملة له بنقيض قصده الفاسد.

التخبيب عمل عظيم الإثم

وفي المقابل، قال الشيخ  محمود سماحة عضو مجلس الأزهر العالمي للفتوى بأن التخبيب يعد عمل عظيم الإثم لقول النبي الكريم:« لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا، أَوْ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ»، كما اسستشهد «سماحة» في حديثه لـ«الوطن» بأن ورد في  صحيح مسلم: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ».


مواضيع متعلقة