قرية فلسطينية تنجو من القصف الإسرائيلي بسبب مضايقات الجنود.. ماذا حدث؟

قرية فلسطينية تنجو من القصف الإسرائيلي بسبب مضايقات الجنود.. ماذا حدث؟
«نجت من القصف، ولم تنج من التهجير القسري».. هكذا بدى المشهد بقرية زنوتا الواقعة بجنوب الضفة الغربة بمحافظة الخليل، والتي تبعد 50 كيلوجرامًا عن قطاع غزة، بعد أن طالتها يد الاحتلال الإسرائيلي ليس بقصف جوياً أو حتى برياً لكن بأمور يبدو هي الأصعب.
«الأوضاع في القرية سيئة للغاية نتيجة مضاقيات المستوطنين الإسرائيليين بالقرية».. بهذه الكلمات وصف رئيس مجلس قروي زنوتا فايز الطل، الأوضاع في حديثه لـ«الوطن»: «نحن جنوب الضفة الغربية محافظة الخليل وللأسف الأوضاع سيئة للغاية نتيجة مضايقات المستوطنين».
جرائم وصلت لحد التهجير
يبلغ تعداد سكان القرية نحو 400 شخص، لم يسلم منهم أحد من الاعتداءات من قِبل المستوطين سواء بالضرب أو الترويع والتهديد بالسلاح، الأمر الذي وصل إلى السيطرة الكاملة على مصدر رزق سكان القرية ألا وهو الأراضي الزراعية: «نعمل بالزراعة وتربية الأغنام الوحيد وفي ظل منعنا من المراعي تفاقم الوضع».
يعتمد سكان القرية على الزراعة كمصدر رزقهم وتربية المواشي والأغنام، وكل ذلك تعرض لاعتداءات وحشية من قبل المستوطنين الإسرائيليين بالقرية، فيقول «فايز»: «تمثلت الجرائم في الاعتداءات بالضرب على السكان وترويعهم وتهديدهم بالسلاح وكذلك الاعتداء على المواشي، وتم السيطرة على جميع المراعي وآبار المياه وكذلك الأراضي الزراعية أخدها المستوطنين واستولوا عليها».
لم يحدث قصف في القرية، وهو ما أكد رئيس المجلس القروي، فيكفيها ما حدث بها من تهجير للشعب، خاصة أن الجميع يتعرضون لمضايقات دون استثناء رجالًا ونساء وشيوخاً وأطفالاً، الأمر الذي أدى إلى التهجير للخليل أكبر مدينة بالضفة الغربية.. انقطعت الكهرباء عن القرية تماماً، حتى الألواح الشمسية التي كان يعيش عليها السكان كسّرها المستوطنون.
المستوطنات الإسرائيلية
تبلغ مساحة الأراضي الزراعية بالقرية نحو 12 ألف كيلومتر، بحسب فايز الطل، وكلها لم تسلم من اعتداءات المستوطنين: «البلدة محاطة بـ4 مستوطنات مستوطنة تينا وشمعا والمنطقة الصناعية ميتاريم ومستوطنة عشوائية ما يسمى مستوطنين التلال وكذلك الشارع الإلتفافي»، فيبلغ تقريبًا تعداد سكان هذه المستوطنات 1500 مستوطن على مساحة تقريبا 500 دونم منذ 1985، فضلاً عن المستوطنة العشوائية، وكلها مستوطنات بدعم الحكومة الإسرائيلية لترحيل ومضايقة الشعب، نتيجة المضايقات والاعتداءات، تم تهجير سكان القرية إلى منطقة قريبة من منطقة الظاهرية بجنوب الخليل، بحسب ما رواه رئيس مجلس قروي زنوتا، مؤكدًا أنّ المستوطنين يعيشون بدعم من حكومتهم والتي توفر لهم كل سبل الراحة والعيش والمال.