الذهب يرتفع لأعلى مستوياته عالميا بسبب الحرب في فلسطين

كتب: مارينا رؤوف

الذهب يرتفع لأعلى مستوياته عالميا بسبب الحرب في فلسطين

الذهب يرتفع لأعلى مستوياته عالميا بسبب الحرب في فلسطين

ارتفعت أسعار الذهب العالمية في الساعات الأولى من تعاملات اليوم، مع استمرار قلق المستثمرين حيال الصراع في الشرق الأوسط، وصمد المعدن الأصفر الذي يعد ملاذا آمنا رغم ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية.

وحقق سعر الذهب عالميا مكاسب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% إلى 1986.79 دولار للأوقية، كما زادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.1% إلى 1997.10 دولار.

ورغم ذلك ارتفع الدولار وعوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، بعد أن أشارت البيانات إلى أنّ مبيعات المنازل الجديدة ارتفعت إلى أعلى مستوى في 19 شهرا في سبتمبر، ما يؤكد توقعات السوق ببقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول حتى عام 2024، وفق وكالة «رويترز».

ترقب أرقام الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي

ويترقب المستثمرون أرقام الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثالث من العام، والمقرر أن ينشر اليوم، ومؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي غدا، قبل قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي المتعلق بسعر الفائدة الأسبوع المقبل.

وقال نيكوس كافاليس المدير العام لشركة ميتالز فوكس، إنّه من الواضح أنّ الاحتياطي الاتحادي يرى أنّ أسعار الفائدة المرتفعة وسيلة لكبح التضخم، وأنّه لا يوجد ما يمنع إعلان زيادة أخرى لأن الاقتصاد الأمريكي قوي جدا.

تأثر معنويات المستثمرين بالصراع في الشرق الأوسط

وفي الوقت ذاته، يُتوقع أن يبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوى مرتفع قياسي اليوم، لينهي سلسلة من الزيادات استمرت 15 شهرا. 

وغالبا ما يتم اللجوء إلى الذهب باعتباره من أصول الملاذ الآمن في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، رغم أنّ أسعار الفائدة المرتفعة تقلل جاذبية السبائك التي لا تدر عائدا.

 بعد مرور حوالي 3 أسابيع على الحرب بين فلسطين والاحتلال الإسرائيلي، حدثت العديد من التغيرات الكبيرة في أسواق الذهب سواء على السعر العالمي أو الطلب عليه.

حسام العجمي، الخبير التحليلي في مجال أبحاث الذهب التابع لمؤسسة جولد بيليون، قال إنّ سعر الأوقية ارتفع عالميا في الأسبوع الأول من الحرب في فلسطين بنسبة 5.5% بمقدار 100 دولار للأونصة، وأغلق الأسبوع عند مستوى 1932 دولارا للأونصة.

وأضاف في تصريحات، أنّ الأوقية العالمية ارتفعت بنسبة 2.5% بمقدار 48 دولارا في الأسبوع الثاني، وأغلق الأسبوع عند المستوى 1980 دولارا للأونصة، بعد ما سجل أعلى مستوى عند 1997 دولارا للأونصة.

وسيطرت أخبار الحرب في الشرق الأوسط على مجريات الأمور في الأسواق المالية العالمية، وكان لها أثرا كبيرا على الذهب الذي يعتبر الملاذ الآمن الأول في الأسواق المالية، ولذلك ارتفع الطلب العالمي عليه بشكل كبير وتسبب في الارتفاعات الكبيرة في سعره عالميا.

وأرجع العجمي، سبب ارتفاع الذهب عالميا إلى ارتفاع سعر البترول الأمريكي بأكثر من 6.5% الأسبوعين الماضيين بمقدار أكثر من 5 دولارات، ووصل أعلى سعر للبرميل عند 90 دولارا، بسبب المخاوف من تأثير الحرب على إمدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط، وززيادة التضخم العالمي، وبالتالي لجأ المستثمرين إلى الذهب باعتباره تحوط ضد التضخم.

ولفت الخبير إلى أنّ ارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن ساعده على الارتفاع بشكل كبير رغم ارتفاع العائد على السندات الأمريكية، وحديث رئيس البنك الفيدرالي، الذي أكد استمرار التشديد النقدي، إضافة إلى مؤشر S&P500 للأسهم الأمريكية الذي انخفض خلال الأسبوع الأخير بنسبة 2.4%، ومؤشر التذبذب VIX أو ما يسمى بـ«مؤشر الخوف»، الذي يقيس تقلبات الأسواق المالية وتقييم المخاطر ويرتبط بشكل عكسي مع الذهب.


مواضيع متعلقة