أمريكا والصين واستعراض الأساطيل
ربما كانت الحرب الاسرائيلية الفلسطينية فرصة سانحة للدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة الامريكية والصين لاستعراض اساطيلها وقوتها العسكرية بمنطقة الشرق الاوسط ..فور اندلاع الحرب في ٧ اكتوبر انتفضت امريكا لمناصرة حليفتها اسرائيل وبادرت بارسال حاملة الطائرات جيرالد فورد الهجومية الى المياه الإقليمية بالبحر المتوسط قرب غزة ووفقًا لما اعلنته وزارة الدفاع الامريكية " البنتاغون " فإن حاملة الطائرات الأمريكية فورد تعد الأحدث والأكثر تقدماً والأكبر في العالم وتضم طرادة صواريخ موجهة من فئة و ٤ مدمرات صواريخ موجهة قادرة على القيام بمجموعة واسعة من العمليات، بدءًا من المهمات الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع وإلى الهيمنة البحرية، والضربات الدقيقة بعيدة المدى، وربما الأكثر أهمية الدفاع الصاروخي.
ومع استمرار الحرب لاسبوعها الثالث فوجئنا منذ يومين بأن وزارة الدفاع الامريكية " البنتاجون "عززت تواجدها العسكري بالمنطقة بارسال حاملة الطائرات الأمريكية الثانية "أيزنهاور" في سابقة لم تحدث من قبل مؤكدة ان ذلك خطوة ضمن حزمة مساعدات تقدمها لإسرائيل بعد عملية "طوفان الأقصى".
تمركزت حاملة الطائرات الاولى “ فورد” في شرق البحر الأبيض المتوسط لتكون بمثابة رادع لأي طرف ثالث قد يفكر في الانضمام إلى الصراع ضد اسرائيل، وحاملة الطائرات الثانية " ايزنهاور " انضمت إلى حاملة الطائرات " فورد " بالقرب من إسرائيل، وذلك بعدما أعلنت إيران أنها قد تتدخل لوقف التصعيد في غزة إذا لم توقف إسرائيل عدوانها على القطاع، كما وضع البنتاجون ما يقرب من ٢٠٠٠ فرد من الجيش والقوات الجوية ومجموعة من الوحدات في حالة استعداد بينما تستعد إسرائيل لهجومها البري على غزة.
وأعلن البنتاجون أيضاً عن خطط لتعزيز وجود طائراته المقاتلة في المنطقة وأشار أحد كبار المسؤولين الأمريكيين في الشؤون الدفاعية، فإن الوجود المتزايد يجب أن يدفع الخصوم إلى "التفكير مرتين" قبل الدخول في المعركة الحالية.
التحرك العسكري للاسطول الأمريكي اثار استفزاز وقلق عدد من الدول الكبرى صاحبة النفوذ في منطقة الشرق الاوسط خاصة الصين وروسيا وايران، الامر الذي دفع الصين لارسال اسطول البحرية التابع لجيش التحرير الشعبي الصيني الى الابحار الى منطقة الشرق الاوسط ونشر ٦ سفن حربية من بينها مدمرة صواريخ في الشرق الأوسط واجراء مناورات على ساحل البحرين، وذلك بعد تحذير مبعوث الصين بالشرق الأوسط، الاسبوع الماضي من الوضع الخطير في قطاع غزة،. وإبدائه القلق من تصاعد الصراع بشكل كبير.
ويضم الأسطول الصيني فرقة العمل زيبو ومدمرة صواريخ موجهة وفرقاطة جينجتشو وسفينة الإمداد كيانداوهو.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينج قد أكد أن حل الدولتين لإقامة فلسطين المستقلة هو السبيل الأساسي للخروج من الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال إن الأولوية القصوى الآن هي وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، لتجنب الصراع من التوسع أو حتى الخروج عن نطاق السيطرة والتسبب في أزمة إنسانية خطيرة، وكانت إيران ايضا قد بعثت برسالة إلى إسرائيل اكدت فيها أنها لا تريد مزيداً من التصعيد وإنه سيتعين عليها التدخل إذا استمرت العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
وبعثت إيران بهذه الرسالة إلى إسرائيل عبر الأمم المتحدة عندما التقى وزير خارجيتها مع المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، وحتى الآن الامور تزداد تعقيدا والحرب يشتد سعيرها والعالم يتفرج على نزيف الدماء في حرب ابادة جماعية وجرائم حرب يندى لها جبين الانسانية.. فهل يستيقظ ضمير العالم أم يسير العالم إلى الهاوية ؟
الأيام القادمة كفيلة بالاجابة عن هذا السؤال.