وصية هيكل.. الحب والموت والرحلة (الحلقة الأولى)
الأستاذ محمد حسنين هيكل
احتفل بعيد ميلاده الرابع والسبعين قبل يومين بصحبة الزوجة وبين الأبناء. بعد 48 ساعة من إطفاء شمع عيد الميلاد أصبح الجميع على متن طائرة متجهة إلى لندن لقضاء إجازة عائلية، بينما هو وحده يجلس فى بيته الريفى فى برقاش، على وعد بأن يلحق بأسرته بعد سبعة أيام.
كان يوماً من أيام الخريف الأولى، هو الخامس والعشرون من سبتمبر من العام 1997.
وكان ذلك اليوم هو الخميس، آخر أيام الأسبوع الذى يُفضِّل الأستاذ أن يقضيه فى منزله الريفى، بين الأشجار والنخل وحدائق الورود، ويبقى هناك ليلتين، ثم يعود السبت لمباشرة عمله وكتاباته ولقاءاته من داخل مكتبه بالجيزة، الملحق بمنزل يطل على النيل.
كعادة كل يوم، استيقظ فى الخامسة صباحاً. ارتدى ملابسه الرياضية ومارس بعض التمارين الخفيفة. ثم قضى استراحته التى يهنأ فيها بهواء أول الصبح وهو لا يرى أمامه على مرمى البصر إلا الورود والأزهار من كل اتجاه. فى السابعة والنصف كان يجلس داخل مكتبته المكتظة عن آخرها من الأرض إلى السقف على أربعة جدران بالكتب والموسوعات العربية والأجنبية فى كل المجالات، من السياسة إلى الفلسفة والفن والأدب، ومن التاريخ إلى الجغرافيا والعلوم.
أنغام «بيتهوفن» تتشابك مع حفيف أشجار برقاش
جلس وحيداً داخل البيت الكبير، وحيداً داخل المكتبة، لا صوت يعلو حفيف الأشجار القادم من خارج المكتبة. اتجه إلى مُشغل الموسيقى وأدار الأسطوانة التى كانت عليه دون أن يختارها أو يستبدلها، فامتلأت حجرة المكتب بواحدة من سيمفونيات الموسيقار الألمانى العالمى الشهير لودفيج فان بيتهوفن.
عاد إلى مقعده مرة أخرى، طالع بعض الكتب والأوراق، ثم توقف عن القراءة، وبدأ يرتب أفكاره فى هدوء شديد وهو ينظر من نافذة الحجرة نحو الورود والأزهار فى الخارج، بينما كانت مخيلته تنظر إلى أبعد من ذلك، إلى ما لم يره وما لن يحضره، إلى لحظة الوفاة، أو بحسب ما يصف هو لحظة النوم العميق.
هيكل.. حظُّ المهارة إذ تجتهدْ!
يتمتع الأستاذ محمد حسنين هيكل بمخيلة واسعة شاهقة قادرة على قراءة ما يحمله المستقبل.. والكتابة عنه أو الكتابة من أجله. هذه واحدة من نقاط قوة الأستاذ، فهو مثل زرقاء اليمامة حاد البصر والبصيرة، ولديه ركام هائل من التاريخ والمعلومات والتحليلات التى يستطيع أن ينظر من فوقها إلى مسافات أبعد من أن يصل إليها الآخرون.
يميل البعض إلى تسمية هذه المهارة بـ«الوحى»، لكن ما هو الوحى الذى يلائم حالة الأستاذ هيكل هنا؟ بطبيعة الحال ليس وحى الأنبياء، ولا وحى أساطير الحضارات القديمة، ربما هو على وجه الدقة والحقيقة «حظُّ المهارة إذ تجتهدْ» كما وصفه وفسره الشاعر الكبير محمود درويش فى قصيدته «لاعب النرد». مهارة هيكل الفائقة، إلى جانب اجتهاده الدؤوب، هو ما صنع منه كل هذه الأسطورة.
العاشرة وأربعين دقيقة صباحًا.. هيكل يبدأ في كتابة وصيته
نعود مرة أخرى إلى حجرة المكتبة. مرت الساعة من السابعة والنصف صباحاً إلى العاشرة وأربعين دقيقة. هنا أمسك هيكل قلمه وعلى عشر صفحات بيضاء بدأ يكتب وصيته وهو فى سن الرابعة والسبعين من عمره، ومن ورائه لا تزال دقات بيانو بيتهوفن تدور فى سماء الحجرة.
رسالة هيكل إلى زوجته فى أول الوصية
«هدايت..
لا أعرف هل أقول لكِ صباح الخير يا حبيبتى أم مساء الخير يا عمرى.
فأنا حين تطالعين هذه السطور أكون أنا طالعاً على بداية ذلك الجسر الواصل من هذا العالم إلى ما وراءه.
كنت أردد بيتاً من الشعر عندما يرحل واحد من أحبابنا أو أصدقائنا،
ولست أذكر الآن ناظم هذا البيت من الشعر،
لكنك بالتأكيد ما زلتِ تذكرين إيقاعه،
لأن ترديدى له تكرّر كثيراً، خصوصاً فى السنوات الأخيرة.
هذا البيت من الشعر يقول للراحل:
عليك سلام الله إنك إن تكن..
عبرت إلى الأخرى فنحن على الجسر!
والآن فقد جاء دورى للرحيل، طالعاً إلى الجسر ماشياً عليه إلى هناك.
واليوم هو الخميس 25 سبتمبر 1997،
وأنتِ الآن وقت كتابة هذه السطور على طائرة تحملك إلى لندن،
وبيننا موعد ألحق بكِ هناك يوم الخميس القادم الأول من أكتوبر 1997.
وأنا الآن وحدى فى برقاش، وقد دخلت إلى غرفة المكتبة.
وأنتِ تعرفين كم أرتاح إليها وأشعر بالسكينة بين الكتب والصور والأفلام والمدفأة الخشبية.
وقد دخلت من الشرفة إلى غرفة المكتبة وأدرت مُشغل الموسيقى دون أن أعرف أى نغم فيه من الأسبوع الماضى حين كنا معاً هنا.
واكتشفت أنه كونشرتو البيانو الأول لبيتهوفن، وتركته يجرى ويملأ فضاء الغرفة كما يشاء».
الشعر في حياة هيكل.. من المتنبي إلى شوقي
البيت الشعرى الذى افتتح به الأستاذ وصيته، دون الإشارة إلى اسم صاحبه، هو للشاعر أبوالحسن على بن محمد بن فهد التهامى، من كبار شعراء العرب فى القرن الخامس الهجرى، وُصف بأنه «شاعر وقته» من بلاغة شعره، ومولده ومنشأه فى اليمن، وأصله من أهل مكة.
وكان الشعر جزءاً من حياة هيكل، فقد حفظ ما يقارب عشرة آلاف بيت شعرى، وكان شديد التأثر بالمتنبى قديماً، وأحمد شوقى حديثاً. ولم تخلُ كتاباته السياسية ولا أحاديثه الخاصة والعامة من الاستدلال الدائم بأبيات من الشعر العربى.
قائمة الموسيقيين الستة.. جانب آخر من هيكل يظهر في الوصية
لم تكن موسيقى بيتهوفن غريبة على مسامع هيكل ورفيقة دربه هدايت تيمور، كان الأستاذ محباً للموسيقى، وعلى وجه الخصوص الموسيقى الكلاسيكية، وعلى وجه الخصوص آلة البيانو. كانت لديه قائمة مفضلة من الموسيقيين العالميين، فى مقدمتهم الموسيقار النمساوى العالمى فولفغانغ أماديوس موتسارت. وتضم القائمة أربعة آخرين، هم: النمساوى جوزيف هايدن، والبولندى الفرنسى فريدريك شوبان، والألمانى يوهانس برامز، وأخيراً «بيتهوفن» الذى صاحب هيكل لحظة كتابة الوصية منفردين فى حجرة المكتبة بين مزارع برقاش.
درجة تعلق هيكل بهذه القائمة الموسيقية كانت كبيرة إلى الحد الذى قرر معه أن يدوّن أسماءهم الخمسة فى إحدى صفحات وصيته، طالباً ألا يتوقف عزفهم حتى بعد وفاته. ثم فى سنة متأخرة قبل رحيله، وبعد أعوام طويلة من كتابة الوصية والاحتفاظ بها فى مكانها الآمن، أضاف على ورقة صفراء أرفقها بالوصية اسم موسيقار عالمى سادس، هو الأمريكى جون تاونر ويليامز، عازف البيانو الشهير الحائز على خمس وعشرين جائزة جرامى، وسبع جوائز للأكاديمية البريطانية، وخمس جوائز أكاديمية، وأربع جوائز جولدن غلوب، وصاحب موسيقى فيلم «حرب النجوم» الأمريكى الشهير الصادر لأول مرة فى سبعينات القرن الماضى.
جانب آخر من جوانب الأستاذ هيكل أدركته على الفور بمجرد أن طالعت الورقة الصفراء المرفقة بالوصية، والتى تسجل اسم أحد الموسيقيين كان قد تعرّف عليه فى سنوات عمره الأخيرة بعد أن حضر إحدى حفلاته فى لندن.
أوجه هيكل.. محاولة للفهم!
لماذا يحرص رجل، هو صحفى أولاً، وسياسى ثانياً، ومؤرخ ثالثاً، ومفكر أمن قومى وعلاقات دولية رابعاً، لماذا يحرص على تسجيل اسم أحد الموسيقيين فى وصيته مهما كان هذا الموسيقى فذاً؟!.. لماذا يقرر أن يفتح الوصية ليضيف إليها ورقة صفراء دوّن عليها اسم موسيقى سادس إلى جانب الموسيقيين الخمسة المذكورين بالوصية؟!.. تساءلت مع نفسى كثيراً حتى اكتملت عندى صورة هيكل، الرجل شديد الحرص، شديد الدقة، شديد الوفاء إلى ما أحب، والوفاء إلى ما آمن به.. حتى ولو كان عزفاً من البيانو!
انتهى هيكل من الصفحة الأولى من الوصية المفعمة بمشاعر حب مستقرة وصادقة إلى رفيقة الدرب التى التقى بها أول مرة فى يناير من العام 1954، فكان الحب من أول نظرة، ثم كانت الخطبة فى نوفمبر من نفس العام، ثم كان عقد القران فى يناير من العام التالى 1955. وهما (هكيل وهدايت) منذ هذا التاريخ حتى لحظة النوم العميق -كما وصفها هيكل- فى السابع عشر من فبراير 2016 لم يفترقا أبداً.
لحظة النوم العميق.. «لى طلب أو مطالب»
مرت عقارب الساعة، كان لا يزال الأستاذ يمسك بقلمه، على صفحة جديدة من صفحات الوصية أخذ يرسم صورة لحظته الأخيرة، كيف يراها؟ وكيف يريدها؟. لم يكن هيكل على خصام مع الموت، كان متصالحاً معه، ينظر إليه باعتباره - بحسب ما وصف هو داخل الوصية- «استمراراً للحياة وليس انفصالاً عنها».
كعادته فى الكتابة السياسية، يحاول هيكل أن يستخدم أساليب المنطق والاستدلال العقلى التى استمدها من قراءته للفلسفة فى وقت مبكر من حياته، فيقول:
«لم يكن لى رأى فى اللحظة الجميلة للميلاد،
فلم يكن لى فى هذا الأمر شأن،
أما اللحظة الجليلة للموت فلى طلب أو مطالب».
فى الأسطر التالية من وصيته يبدأ هيكل فى سرد مرتب لمطالبه فى تلك اللحظة التى أرادها «لحظة محصّنة بالكبرياء» كما وصف. صفة «الكبرياء» جزء أصيل من تكوين الأستاذ هيكل، اكتسبها من والده «حسنين» تاجر الغلال والقطن، ووالدته «هانم» التى حرصت على أن يسلك مسار العلم وليس طريق التجارة، ثم تنامت عنده من خطوات الكفاح الأولى التى علّم فيها نفسه بنفسه، ثم استقرت كمكون رئيسى من مكونات الشخصية من خلال عمله كمراسل حربى متجول بين دوائر الحروب والصراع حول العالم. هناك شاهد قسوة الموت وقيمة الحياة.
الكبرياء جزء من أى قرار بالحرب، والكبرياء جزء من أى انتصار قد يحدث أو قيمة إنسانية يمكن أن تفرض نفسها.
شمعة وحيدة موقدة.. وأشياء أخرى
«أكتب هذه السطور على عجل،
أسارع بها قبل أن تسبقنى الأيام،
راجياً أن تُعتبر جزءاً أو مقدمة لوصية آمل أن تتاح لى فرصة أوسع لكتابتها بالتفصيل لكِ ولأولادنا وأحفادنا،
وهم التجسيد الفعلى لاستمرار الحياة وانفصالها.
هدايت؛
أعود الآن إلى ما أريد قوله بشأن تلك اللحظة التى أنتظرها
وأعيد عليكِ مرة أخرى أننى أريدها لحظة جليلة محصنة بالكبرياء وليس بالتكبر، وتلك هى الأمانة التى أحفظها بين يديكِ وبين يدى أبنائنا الثلاثة:
- عندما يحن وقت النوم العميق فإنى أريدها أن تكون لحظة حافظة لكرامتها وقيمتها، وأعرف أن الأحزان فى تلك اللحظات إنسانية، لكنك تعرفين رأيى أن الأحزان أعمق وأصدق إذا حفظ الوقار قدرها.
- إننى لا أعرف أين تحين تلك اللحظة التى أتمناها جليلة،
وسواء جاءت فى بيتى أو جاءت خارجه (وذلك ما لا أتمناه)
فإنى أطلب فى ساعات الانتظار قبل التوجه إلى المرسى الأخير أن أكون فى غرفة وعلى سرير،
وأن تكون هناك شمعة وحيدة موقدة،
وأن يتردد فى الغرفة وبصوت خفيف رنين قرآن مسجل بصوت أحد المقرئين الذين أحببت الاستماع إليهم فى الأيام السابقة:
الشيخ محمد رفعت، أو الشيخ مصطفى إسماعيل، أو الشيخ عبدالباسط عبدالصمد».
القائمة المفضلة.. من جمال الموسيقى إلى حسن التلاوة
قائمة أمام قائمة، الأولى لستة موسيقيين والثانية لثلاثة مقرئين، الأولى كونها خلال مراحل متقدمة من العمر والثانية كونها خلال المرحلة الأولى وقت طفولته. اعتاد الأستاذ هيكل زيارة مسجد الحسين فى طفولته بصحبة جده سيراً على الأقدام من منزل العائلة بالدراسة إلى المسجد، أتم حفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة، ساعده القرآن على إتقان اللغة العربية، عندما كبر احتفظ بحبه لسماع القرآن، ومالت أذناه ومال قلبه لأصوات ثلاثة من كبار مدرسة التلاوة المصرية، وهم: «رفعت وإسماعيل وعبدالباسط».
هذا الترتيب الذى ورد بالوصية هو تماماً ترتيب ميله للأصوات الثلاثة. أقربهم الشيخ محمد رفعت، وأوسطهم الشيخ مصطفى إسماعيل، وثالثهم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد. كان هيكل يهتم بحسن التلاوة للدرجة التى جعلته يردد ضاحكاً فى أكثر من مرة، بحسب السيدة هدايت، قوله «لو أن صوتاً به نشاز قرأ القرآن على قبرى فإننى قد أموت فيها».
لم تكن الإشارة إلى الموسيقيين والقراء التسعة فى صفحات الوصية سوى تعبير واضح عن شخصية هيكل المتنوعة الثرية، ودلالة بالغة على اتساع الثقافة وعمق الحضارة لدى الرجل إلى القدر الذى جمع فيه بين مدارس أوروبا فى الموسيقى الكلاسيكية، ومدارس بلاده فى القراءة والتلاوة والترتيل.
مخرج سينمائى يرسم «ماستر سين» لنهاية الرحلة
واصل الأستاذ هيكل كتابة الوصية، واصل رسم الأطر العامة للحظة النوم العميق، بدا لو أنه أحد كبار مخرجى هوليوود يضع مشهد النهاية لرواية متعددة الفصول والأجزاء، رواية اقترب عمر صاحبها من مائة عام، شاهد فيها أنظمة حكم مختلفة، وشهد فيها على أحداث فارقة، صاغ سياسات من داخل غرف صنع القرار، وجلس على كرسى التحقيقات واقتيد إلى زنزانة وراء أسوار شاهقة، قدم رؤى سياسية وتصورات فكرية وقراءات فى الماضى ونبوءات نحو المستقبل. بدا لو أنه مخرج سينمائى يرسم «ماستر سين» أخير سيبقى فى الذاكرة طويلاً بعد أن يغادر المشاهدون قاعة السينما.
مشهد الرحيل الأخير.. مسيرة بلا زحام ولا ضوضاء
يضيف هيكل في وصيته:
«لا أريد أن يحضر أحد من أبنائنا -ولا أنتِ بالطبع- تلك الإجراءات والتحضيرات التى تتم علىَّ لتهيئتى للنوم العميق،
لكن أريد أن تكون تلك آخر صورة لى فى ذاكرة أبنائى.
أريد أن يكون مرقدى الأخير للنوم العميق فى ذلك الركن من حافة مزرعتنا فى برقاش، وهذا الركن هناك وسط مقابر القرية موصول وملتصق بها، وقد أردته كذلك.
وأنتِ تعرفين أننى لست مبهوراً بالأسلوب الذى نُلقى فيه بأحبابنا وأصحابنا وسط الصحراء المهجورة بعيداً عن مجرى الحياة الرئيسى.
صحيح أن الراحلين إلى الناحية الأخرى خرجوا من المجرى الرئيسى لهذه الحياة، لكن حقهم فيه لا بد أن يظل لهم.
وأبسط حقوقهم هذا الحق؛ أن يبقوا بقرب أبساط الطبيعة من ظواهر، وهى خضرة النبات وظل الشجر، وربما عطر زهرة قريبة، نخلة، ونسائم الصباح أو المساء.
أريد أن تكون رحلتى، من حيث يحل النوم العميق إلى حيث المرقد الأبدى، مسيرة بلا زحام ولا ضوضاء.
كذلك أتمنى ألا يكون هناك إعلام عن الرحيل إلا بعد وصولى إلى المرقد الأخير ودخولى إليه،
ولا أريد أن يكون هناك نشر فى صفحات الوفيات».
وصايا أخرى.. وشهادة يجب أن تكتمل
انتهى هيكل فى أول وصيته من رسالته إلى الحبيبة، رفيقة الدرب، الزوجة والعشيقة والعاشقة. ثم انتهى فى أوسطها من حديثه عن لحظة النوم العميق، حديثه عنها وعما قبلها وأثناءها وبعدها أيضاً. تعامدت أشعة الشمس قليلاً مع مرور عقارب الساعة واقترابها من الثانية وعشر دقائق من ظهر اليوم.
لكن الأستاذ كان لا يزال ممسكاً بقلمه، لديه وصايا وشهادات أخرى يريد أن يودعها فى وصيته.. بعضها للعائلة وبعضها للمهنة وبعضها للمشروع العربى القومى الذى شارك فيه رُفقة من وصفه بـ«الصديق والحبيب» جمال عبدالناصر.
انتظرونا فى الجزء الثانى..