محرومون من العلاج.. حكايات معاناة أصحاب الأمراض المزمنة في غزة

كتب: سمر صالح

محرومون من العلاج.. حكايات معاناة أصحاب الأمراض المزمنة في غزة

محرومون من العلاج.. حكايات معاناة أصحاب الأمراض المزمنة في غزة

اشتدت الحرب على أهالي غزة، وتضاعفت أعداد الجرحى والشهداء، في ظل استمرار استهداف المدنيين في منازلهم من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأوشك النظام الطبي في القطاع المحتل على الانهيار، وسط تحذيرات من عواقب كارثة إنسانية قد تقع في حال عدم إدخال المساعدات.

أمام تكدس المستشفيات بالمصابين ذوي الإصابات المعقدة، تعجز المستشفيات في غزة الآن، عن توفير الخدمات الطبية الأخرى لأصحاب الأمراض المزمنة، منهم مرضى الفشل الكلوي، الذي يحتاجون إلى جلسات غسيل الكلى أكثر من مرة في الأسبوع الواحد، وتأخر المريض عن الانتظام في الجلسات الدورية تؤدي إلى مخاطر صحية كبيرة قد تصل إلى الوفاة.

«وفاء»: حُرمنا من شربة ماء نظيف

بعد أنّ استهدف الاحتلال منزلها، اضطرت «آمال المسارعي» مريضة فشل كلوي، بقطاع غزة، إلى اللجوء إلى أحد المدارس التابعة للأونروا بصحبة أسرتها للاحتماء بداخلها، ومنذ نحو خمسة أيام لم تتمكن من إجراء جلسة الغسيل الكلوي التي تخضع لها يومًا بعد يوم في الأسبوع الواحد، بحسب روايتها لـ«الوطن»، وذلك بسبب امتلاء المستشفيات بالجرحي وعجز الطواقم الطبية عن تلبية احتياجات أصحاب الأمراض المزمنة الأخرى.

حرمان من جلسات الغسيل الكلوي

تحاول الأم الغزاوية الامتناع عن تناول «شربة ماء نظيفة» للحفاظ على صحتها، إذ يحذر الأطباء مرضى الفشل الكلوي من كثرة شرب الماء، حسب وصفها.

ويحتاج مرضى الفشل الكلوي إلى نظام غذائي صحي، بالتوازي مع جلسات الغسيل الكلوي، وفي ظل الحصار الذي فرضه الاحتلال على القطاع المحتل، يعانى المرضى وكبار السن خاصة من مخاطر كبيرة قد تودي بحياتهم.

معاناة مرضى القلب

ليس فقط مرضى الفشل الكلوي الذين يعانون من نقص حاد في الخدمات الطبية بالمستشفيات داخل قطاع غزة، وإنما كافة أصحاب الأمراض المزمنة، حيث تكدس المصابين والجرحى داخل المستشفيات أمام نقص حاد في الأدوات والإمكانيات الطبية، حتى عجزت الطواقم الطبية عن تقديم أي خدمات إلا لإنقاذ الجرحى.

«جمال بعلوشة» يعاني من ضعف في عضلة القلب ويحتاج إلى متابعة دورية مع الطبيب المعالج له كلما داهمته الأزمة القلبية، إلا أن القصف المستمر وتدهور النظام الصحي في غزة منعه عن المتابعة والكشف في الأيام الماضية، مشددًا: «كل شئ تدمر في الحي بتاعنا ما في حياة آدمية، معرضين للموت في أي لحظة حتى العلاج حرمونا منه»، بحسب روايته لـ«الوطن».

استسلم العجوز السبعيني للواقع الصعب، في ظل انهيار النظام الصحي بالقطاع المحتل، وحسب وصفه، ترك مصيره لله، «اللي بيصير بيصير ما باليد حيلة».


مواضيع متعلقة