الرئيس السيسي.. كشف أبعاد تصفية القضية الفلسطينية
اعتاد المواطن من الرئيس عبدالفتاح السيسى المكاشفة بصراحة حول كل همومه.. صوت أزماته كان يصل ليبادر سريعاً إلى توضيح أبعاد الصورة بالدلائل والأرقام بعيداً عن المبالغة أو التهوين. حتى وسط أدق تطورات الأحداث التى تشهدها المنطقة العربية منذ 7 أكتوبر لم تكن أعين العالم بعيدة عن مصر بحكم عوامل الجغرافيا وارتباط مصر بحدود مشتركة مع فلسطين. أيضاً التاريخ ربط مصر بالقضية الفلسطينية بكل التضحيات والأدوار التى اضطلعت بها منذ 1948 حتى اليوم الحالى. مصر هى دائماً صاحبة المبادرة الأولى سياسياً وإنسانياً فى احتواء وتهدئة أى صراع فى الأرض المحتلة. إنسانياً، عند المسارعة لتقديم المعونات وتعمير الدمار الذى تخلفه القوات الإسرائيلية على البنى التحتية والمبانى الخدمية عند كل تدخل عسكرى تقوم به على قطاع غزة.
الرئيس عبدالفتاح السيسى التزم بمصارحة العالم خلال لقاء جمعه مع مستشار ألمانيا أولاف شولتس بعدما واكبت وحشية العمليات الانتقامية التى تنفذها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى محاولات وقحة للمساس بأمن مصر القومى.. بل أمن المنطقة العربية بأسرها، بما ذلك الأردن التى تربطها أيضاً حدود مشتركة مع إسرائيل. جريمة الاعتداء على أرض مصر لم تعد تدور داخل غرف مغلقة أو ضمن تحليلات سياسية، هى مخطط واضح أعلنه قادة وساسة إسرائيل بكل تبجح أمام الإعلام.
كشف الرئيس عبدالفتاح السيسى أبعاد المخطط المسموم بكل تداعياته الكارثية على أمن مصر القومى، إذ لم تعد خطورة المخطط تكمن فى تصفية القضية الفلسطينية وتحويل الفلسطينيين إلى شعب بدون وطن، علماً بأن التاريخ لم يشهد أى عودة فلسطينية للأرض المحتلة بعد التهجير. الأمر الذى دأب على تأكيده قادة وشعب فلسطين من رفض قاطع للتخلى عن أرضهم مقابل التوطين فى أى بقعة بديلة، كما أكدته مواقف دول المنطقة بأسرها خلال الأيام الماضية على الصعيدين الرسمى والشعبى.
اليوم واجه الرئيس عبدالفتاح السيسى المجتمع الدولى بمخاطر الشق الأمنى التى قد يسفر عنها المخطط من تحويل المناطق المتاخمة للحدود فى مصر والأردن إلى مناطق مواجهة بين من تسعى إسرائيل إلى تهجيرهم وقوات الاحتلال واحتمالية اشتعال الأوضاع مع دول عربية لم تحترم إسرائيل حتى ارتباطها معها بمعاهدات سلام! جنون إسرائيل الوحشى غيب عنها أن كلمتى البداية والنهاية فى عقيدة الجيش المصرى لا يحددهما أحد سوى قادته وأبطاله.. هو جيش من صلب كل مصرى وعربى، لا يتدنى فى حساباته إلى عقلية المحاربين المرتزقة. لم تنتظر جميع نقابات مصر ومؤسساتها التشريعية وأحزابها على اختلاف توجهاتها كى تعلن فوراً عن الالتفاف حول قضية الأمن القومى المصرى. المعارضة الوطنية التى تتبنى هدف بناء الوطن تطرح جانباً رؤيتها سواء بالاتفاق أو الاختلاف أمام لحظات حرجة ومتخمة بالتحديات والمخاطر لتنضم فوراً إلى حالة الاصطفاف الجماعى حرصاً على مصلحة واستقرار الوطن. حالة إجماع تعكس وعياً ونضجاً تجاه كل التحديات العربية والإقليمية المرتبطة بالتصعيد العسكرى الذى يشهده قطاع غزة وأبعاد الأوهام التى يرددها الإعلام الأمريكى والإسرائيلى حول تهجير الشعب الفلسطينى.
الرئيس عبدالفتاح السيسى قدم فى كلمته للعالم دليلاً على حالة الاصطفاف العام حول موقف مصر الصارم، مؤكداً أنه فى حالة طرح استفتاء شعبى لخرج الشارع تعبيراً عن التأييد الجماعى والتضافر بين موقف جميع شرائح وفئات مصر على الصعيدين السياسى والشعبى الداعم لرفض تهديد أمن مصر القومى.. عندها ستظهر الصورة أمام العالم.
كلمة الرئيس لمست بدقة ما يدور فى وعى وضمير كل مصرى وعربى، لذا لم يكن التأييد الحاشد والفورى الذى تلاقت معه الكلمات غريباً.. فهو أمن مصر القومى والضامن القوى للأمن القومى العربى.