«طوفان الأقصى».. «القاهرة الإخبارية» تحتل الصدارة

لينا مظلوم

لينا مظلوم

كاتب صحفي

من غير المألوف فى مقاييس الطبيعة أن يبلغ المولود قمة النضج وهو ما زال فى العام الأول من عمره، خصوصاً فى مجال تحكمه المنافسة وسرعة حركة التطور مثل الإعلام.

قناة القاهرة الإخبارية منذ انطلاقها نجحت فى احتلال موقع متفرد بين القنوات الإخبارية العربية.. لعل آخر الأدلة على سلسلة التغطيات المهنية التى قدمتها القناة عبر العام الماضى تغطية إطلاق عملية «طوفان الأقصى» فى فلسطين، التى جاءت كرد مشروع على خلط مسارات غير قابلة للالتقاء بين تحقيق الأمن وتراكمات القمع الوحشى للفلسطينيين من جانب الاحتلال الإسرائيلى.

تغطية قناة القاهرة الإخبارية للأحداث الأخيرة قدمت نموذجاً للتغيير الحقيقى الذى كنا نستهدفه منذ أعوام مضت فى الإعلام. نهج رصين يؤكد أن إيجابية الإعلام لا تصنعها الشعارات، تصدر قناة القاهرة الإخبارية جاء نتيجة صناعة نموذج متكامل لطبيعة الدور المهنى للإعلام.

أبرز القواعد المهنية التى لمسها متابعو القناة خلال الأيام الماضية؛ أولاً، اعتمادها منذ بداية إطلاقها على الكفاءات المهنية على نطاق الإعلاميين داخل الاستوديو أو مستوى أداء المراسلين فى نقل تفاصيل الأحداث بدقة.

ثانياً، ملاحقة الإيقاع السريع للأحداث المتوالية لحظة بلحظة دون إغفال أى منها.

ثالثاً، الاعتماد على التعددية فى نقل الآراء، ما خلق قدراً من التنوع الذى يضع أمام المشاهد صورة تحليلية متكاملة.

رابعاً، لم تخنق القناة أداءها داخل أسر القوالب الإعلامية النمطية التى تعتمد على التصورات المغلوطة.

خامساً، الحرص على الخطوط الفاصلة بين تغطية إعلامية عن أحداث تمس مشاعر كل مواطن عربى دون الانزلاق إلى فخ الخطاب الإنشائى.

سادساً، لم يحدث فى تغطية قناة القاهرة الإخبارية الناجحة لأحداث «طوفان الأقصى» ما يصدر أحياناً عن بعض القنوات الإخبارية من ذرائع افتقاد مصدر إخبارى يقدم الحقائق كى تبرر مواطن القصور فى الأداء. وهو ما يؤكد نجاح قطاع المتحدة للأخبار كونه المنظومة التى تفند كل المزاعم عبر عرض الحقائق.

لم يكن وصول قناة القاهرة الإخبارية إلى هذا المستوى من التميز فى نقل الرسالة الإعلامية، كما ظهر فى مواكبة تفاصيل عملية «طوفان الأقصى» مفاجأة بعدما اعتمدت منذ تشكيل كوادرها على عناصر مهنية بقيادة الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى بكل رصيده من الخبرة الصحفية والإعلامية بالإضافة إلى امتلاكه موهبة القدرة على المنافسة والتفوق وهى عامل مهم مع العدد الكبير والمتزايد من الفضائيات الإخبارية. مسار القناة وفق خطة عمل لا تتوقف عن التطوير واستحداث أنماط إعلامية تواكب كل المستجدات الوافدة على عالم الإعلام.

أهمية استحواذ قناة القاهرة الإخبارية -تحديداً فيما يتعلق بالأحداث الدائرة داخل فلسطين- على اهتمام المشاهد العربى أنها قدمت له بديلاً يثق فى مصداقيته مقارنة بكل العدائية والالتواء التى تبثها منابر إعلامية من أمريكا والغرب عند طرح القضايا الخاصة بفلسطين.. إعلام لا يخلو من نبرة غطرسة تصل إلى اعتبار أن ما يبثه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه! قناة القاهرة الإخبارية حرصت مع كل تطور فى أحداث «طوفان الأقصى» على تحرى مصدر المعلومة من أرض الواقع بعيداً عما قد يشوب تغطية القنوات الإخبارية الأخرى من محاولات فرض توجهاتها الخاصة.

بينما استمدت القناة وهج نجاح التغطية الإعلامية وقدرتها على امتلاك المشاهد عبر تقديمها صورة مجردة بكل تفاصيلها تاركة الاستنتاج والانطباع النهائى للمشاهد. مستوى التغطية التى قدمتها قناة القاهرة الإخبارية يؤكد دور قطاع المتحدة للأخبار والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى تلبية مطلب حيوى طالما انتظره المشاهد العربى. إذ تثبت القناة كل يوم أنها الصوت العربى الرصين والناقل لكل أحداث المنطقة وفق كل التطور الذى طرأ على الخطاب الإعلامى بكل المستجدات على مقومات صناعته.

أخيراً.. النجاح الذى حققته قناة القاهرة الإخبارية لم يأت من فراغ، فالمكانة المميزة التى حققتها خلال عام بين قنوات إخبارية جاوز مدة عملها عشرات السنين تؤكد أنها منذ ولدت وهى تضع أمام عينها هدف الوصول إلى مكانة صرح إعلامى قادر على التنافس.. بل التفوق.