«المنشأة» قلعة صناعة العسل الأسود في المنيا.. تاريخ طويل تتوارثه الأجيال

«المنشأة» قلعة صناعة العسل الأسود في المنيا.. تاريخ طويل تتوارثه الأجيال
يعد مركز ملوي، جنوبي محافظة المنيا، قلعة إنتاج العسل الأسود في مصر، إذ يتم إنتاج العسل الأسود بخبرة ومهارة عالية، ويتم تسويقه في الأسواق المحلية في منتصف شهر أكتوبر من كل عام، كمنتج طبيعي صحي وذو جودة عالية.
وتمر صناعة العسل الأسود بعدة مراحل، إذ يتم إنتاجه بواسطة طباخين مهرة ومهرة في هذا المجال، ويعود تاريخ هؤلاء الطباخين إلى الأجداد الذين ورثوا هذه المهنة، ويتم تحويل قصب السكر إلى عسل أسود من خلال حوالي 120 عصارة تقريبًا، وتوزع منتجاتها في جميع أنحاء مصر.
قرية المنشأة الأشهر في إنتاج العسل الأسود بملوي
وقال موسي علي، صاحب معصرة عسل أسود، إن قرية المنشأة واحدة من أشهر القرى التي تنتج العسل الأسود في مركز ملوي، وتضم 7 عصارات قديمة يعود عمرها لما لا يقل عن 50 عامًا، وعملية الإنتاج تبدأ في منتصف شهر أكتوبر من كل عام، وتستمر حتى حلول فصل الصيف، مع بداية عمليات حصاد قصب السكر، حيث يُعتبر مركز ملوي الأكثر شهرة في زراعة القصب في محافظة المنيا، ويتم حصاده بعد مرور حوالي 8 أشهر من زراعته، بعد ذلك، تتم عملية العصر لإنتاج العسل الأسود.
تخزين القصب في مساحات واسعة أمام العصارة
وأوضح ماهر عدلي، طباخ بمعصرة عسل أسود بقرية قلندول في ملوي، أنه قبل عملية العصر يتم تخزين قصب السكر في مساحات واسعة أمام العصارة، وتستخدم اللوادر لرفعه من الأرض إلى فوهة العصارة التي يبلغ ارتفاعها حوالي 5 أمتار، ثم يقوم الطباخون بتسوية العسل داخل حلل نحاسية كبيرة الحجم، حيث يتم غلي عصير القصب على درجة حرارة مرتفعة، ويتم استخدام مصاص القصب بعد عملية العصر لتسخين تلك الحلل النحاسية، حتى يتحول العصير إلى عسل يتميز بدرجة لزوجة معينة، بعد ذلك يترك العسل ليبرد قبل تعبئته في صفائح استعدادًا للبيع.
وقال ثروت طلعت، أحد الطباخين المشهورين للعسل الأسود في مركز ملوي، إن عملية طبخ العسل الأسود تتطلب خبرة ومهارة، حيث يمر إنتاج العسل بعدة مراحل داخل الحلل النحاسية الكبيرة التي تحتاج إلى خبراء، وتكون درجة الغليان مختلفة في كل حلة من الحلل الستة، وتكون أعلى درجة غليان في الحلة الأخيرة التي يصل فيها العسل إلى درجة لزوجته المطلوبة، والعسل الأسود الناتج يتميز بنكهة غنية ولون داكن، ويعتبر منتجًا طبيعيًا وصحيًا يتمتع بخصائص عديدة.
صناعة العسل الأسود مصدر دخل لأهالي القرية
وأضاف أحمد محمود، عامل بعصارة قصب في قرية الروضة، أن صناعة العسل الأسود في مركز ملوي من مصادر الدخل الهامة لأهالي القرية، وتتعاون العديد من الأسر في عملية الإنتاج، حيث يساهم الرجال في حصاد وجمع قصب السكر والعصر، بينما تقوم النساء بعمليات التعبئة والتغليف والتسويق، ويُعتبر العسل الأسود منتجًا محليًا ذو جودة عالية وطعم رائع، مما يجعله محط اهتمام الكثيرين، كما يستخدم العسل الأسود في مختلف الوصفات الغذائية والمشروبات، كما يُعرف بفوائده الصحية والغذائية، مثل تعزيز المناعة وتحسين صحة الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى ذلك تعتبر صناعة العسل الأسود مصدرًا هامًا لتوفير فرص العمل وتحسين الظروف الاقتصادية.