أول جندي رفع العلم «استقبلته قريته بالطبل».. «العباسي» الذي عاد بعد غياب طويل
![البطل المصرى محمد العباسى](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/6569426191696523753.jpg)
البطل المصرى محمد العباسى
يقبضون بأيديهم على أسلحتهم، ويحركون زورقاً صغيراً فى مياه قناة السويس للمرور منها، والوصول إلى خط «بارليف» بسلام، بينما يُسرع جنود آخرون فى عبوره، يحاولون تحريك المُعدات للوصول إلى أرض سيناء، يهرول الجنود مسرعين فوقه، بينما تعوق الرمال الترابية حركتهم، يحاولون الوصول إلى لحظة نصر السادس من أكتوبر، أحد هؤلاء الجنود، كان يجرى ممسكاً بعلم مصر، وفور العبور، مزّق شعار إسرائيل، ورفع علم مصر، ليكون أول جندى يرفعه على خط بارليف.
الجندى هو البطل «محمد العباسى»، ابن قرية قورين بمحافظة الشرقية، عاش بعد حرب أكتوبر 46 عاماً، قبل أن يتوفى قبل حلول الذكرى السادسة والأربعين عن عمر 72 عاماً، تاركاً وراءه بطولة يفتخر بها المصريون جميعاً، ليس أسرته وأبناء قريته فقط، وأصبح اسمه يُكتب بأحرف عريضة، فى كل ذكرى تمر على انتصار حرب 73.
«العباسى» رفع علم مصر أثناء الحرب، لكن التوقيت والترتيب كان فاصلاً فى إعلان أنه أول من رفع العلم، فطول القناة يصل إلى أكثر من 150 كيلومتراً، وبه 35 نقطة حصينة.
ظل الجندى المعروف بـ«محمد أفندى العباسى» متغيباً عن أسرته أسابيع طويلة، حتى عاد مرفوع الرأس منتصراً، طارداً العدو من أرض سيناء الحبيبة، وكانت أسرته تعتقد أنه مُصاب أو شهيد، وبالفعل أصيب بطلق نارى فى الفخذ اليمنى، لكنه استمر فى القتال حتى الانتصار.
عاد «العباسى» منتصراً إلى أهل قريته القورين بمحافظة الشرقية على جواده، واستقبلته القرية بالطبل البلدى، وجاب القرى المجاورة فرحاً بعودته، وأدى العمرة هو ووالده ووالدته على نفقة القوات المسلحة، ورغم مرور سنوات طويلة على الحرب، إلا أنه كان يقوم من نومه مفزوعاً، ولم ينسَ المواقف التى مر بها أثناء الحرب، ولا زملاءه الذين رآهم بعينيه يلفظون أنفاسهم الأخيرة.