مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي.. كيف يُحيي المسلمون سنة الرسول الكريم؟

كتب: أمنية سعيد

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي.. كيف يُحيي المسلمون سنة الرسول الكريم؟

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي.. كيف يُحيي المسلمون سنة الرسول الكريم؟

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، مظهرًا من مظاهر شكر الله تعالى على نعمة مولد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، وقد سنَّ لنا سيدنا رسول الله بنفسه جنسَ الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف، فقد صحَّ أنه كان يصوم يوم الاثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه»، فإذا ثبت ذلك، وعُلِم؛ فمن الجائز للمسلم -بل من المندوبات له- ألا يمرَ يومُ مولدِه من غير البهجة والسرور والفرح به، وإعلانِ ذلك، واتخاذِ ذلك عُنوانا وشعارًا.

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي

أشار مركز الأزهر العالمي للفتوى، إنّه في يوم الميلاد تتم نعمةُ الإيجاد التي هي سببُ كلِّ نعمةٍ بعدَها، ويومُ مولد النبي صلى الله عليه وسلم سبب كلِّ نعمة للخلق في الدنيا والآخرة، وقد كرَّم اللهُ تعالى أيام ميلاد الأنبياء على نبينا وعليهم الصلاة والسلام، وجعلها أيام بركة وسلام؛ فقال سبحانه وتعالى عن سيدنا يحيى بن زكريا على نبينا وعليهما الصلاةُ والسلامُ: «وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ»، وقال على لسان سيدنا عيسى ابن مريم على نبينا وعليهما السلام: «وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ». 

الذكر والإنشاد في مدح الرسول

ومن مظاهر الاحتفال بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم وإحياء سنته، تجمع الناس علي الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وسلم إلي الدنيا.

ومن بين المظاهر الدينية للاحتفال أيضًا قراءة القرآن الكريم، وتلاوة السيرة العطرة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإحياء مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والإنشاد والتغني بمدائحه الكريمة وشمائله العظيمة صلى الله عليه وآله وسلم.

قراءة سيرة النبي 

وبحسب دار الإفتاء، فقد نصَّ جماهير العلماء سلفًا وخلفًا على مشروعية قراءة المولد النبوي الشريف، وقد ألَّف في استحباب ذلك كثير من العلماء والمحدثين والفقهاء، بَيَّنُوا بالأدلة الصحيحة استحبابَ هذا العمل ومشروعيته؛ حتى إنهم ألفوا كثيرًا من الموالد التي تروي قصة مولده الشريف وقدومه المنيف من أوله إلى آخره؛ ومن هذه المؤلفات ما وضعه الإمام القاضي عياض في كتابه «الشفا بتعريف حقوق المصطفى» خصيصًا لتعريف حقوق النبي عليه الصلاة والسلام.

الصلاة على النبي

ومن مظاهر الاحتفال بيوم مولد الرسول، الصلاة عليه، وتكون أفضل صيغة للصلاة على النبي، هي ما ذكرها رسول الله والمعروفة بالصلاة الإبراهيمية، كما ورد في الحديث الشريف: «يا رسولَ اللَّهِ أمرتَنا أن نصلِّيَ عليكَ وأن نُسلِّمَ عليكَ فأمَّا السَّلامُ فقد عرفناهُ فَكيفَ نصلِّي عليكَ قالَ قولوا اللَّهمَّ صلِّ علَى محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ كما صلَّيتَ علَى إبراهيمَ وبارِك على محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ كما بارَكتَ على إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ»، ويستحب أيضًا أي صيغة أخرى، لكن الأصل هي التي وردت عن الرسول عليه الصلاة والسلام.

وتعد الصلاة على النبي من أعظم ما يقدمه المسلم في يوم مولده عليه الصلاة والسلام، فهي مغفرة للذنوب وكشف الهم عن المصلي، إذ يقول الله عز وجل: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا».

وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أحدٍ يُسلِّم عليَّ إلا ردَّ اللهُ عليَّ روحي حتى أردَّ عليه السلام»، فإذا صلى المسلم على النبي فإنّه يُسَّر بالصلاة عليه وباتباع المسلمين له ويفرح بكثرة المصلين عليه.

شراء حلوى المولد

وقد أجازت دار الإفتاء في يوم مولده إظهار الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشراء حلوى المولد والتهادي بها، بل هو أمرٌ مستحبٌّ مندوبٌ إليه؛ لتعلقه بحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، ولا يعد هذا من البدعة المذمومة ولا من الأصنام في شيء.

فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ» رواه البخاري.


مواضيع متعلقة