«الوطن» مع جيران هيكل في «برقاش».. «جبريل»: «دخّل لي الكهربا في بيتي»

كتب:  كريم عثمان

«الوطن» مع جيران هيكل في «برقاش».. «جبريل»: «دخّل لي الكهربا في بيتي»

«الوطن» مع جيران هيكل في «برقاش».. «جبريل»: «دخّل لي الكهربا في بيتي»

طريق طويل يتسع لأكثر من حارة للسيارات، ممتد على طول الجهة المقابلة لترعة صغيرة بقرية برقاش مركز منشأة القناطر، على جانبه سور طويل، تعلوه أشجار تحجب الرؤية عما بالداخل، وعلى بعد أمتار بسيطة توجد ورش للسيارات والنجارة وبيوت أهل القرية، التى يعرف الكبير والصغير منهم أن هذا المكان هو مزرعة «هيكل»، التى كانت بمثابة ملاذه للهرب من صخب القاهرة وسط الزراعات والهدوء.

عاش «الأستاذ» فى مزرعة برقاش جاراً هادئاً محباً لقريته، وعلى الرغم من استقباله لكبار المشاهير والرؤساء من بينهم عبدالناصر، والسادات، وأم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، وجيفارا، وعبدالمنعم رياض... وغيرهم، فإنه لم يغلق بابه فى وجه أهالى القرية البسطاء، بالعكس كان سخياً ومساعداً لهم، وهو ما قالوه خلال حديثهم عنه لـ«الوطن» فى ذكرى ميلاده.

على باب مزرعة برقاش يقف «عم جبريل» متحسراً على رحيله بعدما سُئل عنه، قائلاً إنه كان ودوداً ومساعداً لأهالى قريته، ويحبه الجميع، الكبير والصغير، بسبب مساعدته لهم فى مختلف الأوقات: «دايماً كنت تلاقيه مع اللى بيبنى أو بيعمل عملية أو مراته حامل ما كانش بيسيب حد»، ما جعل الجميع يفتقدونه بشدة بعد رحيله.

يستند «عم جبريل» على عكازه ويسترجع ذكرياته مع «الأستاذ»، حينما علم منه أن منزله بلا كهرباء: «قال لى النهارده الكهرباء هتكون عندك»، وهو ما حدث بالفعل فى اليوم نفسه، «كنا بنقعد معاه فيها ونتكلم ويسمع لنا»، وبصوت يحمل الأنين والاشتياق، قال: «افتقدناه».

على بعد خطوات تقع ورشة مينا عادل للنجارة، الذى حكى ذكريات عمله داخل المزرعة مع جده الراحل «صاحب الورشة»، فيما يتعلق بأخشاب استراحة «هيكل» المكونة من طابقين داخل المزرعة: «كان متواضع جداً وبيبص على الشغل ويبتسم لى ويقول: الله ينور».

يتذكر «مينا» مشاهد من زيارات بعض الشخصيات المهمة لهيكل فى مزرعته، إذ يكون الشارع فى حالة من الهدوء، وبعدها يعلم أهالى القرية بالزيارة نظراً لمدى الاهتمام، «دلوقتى الزيارات قلّت كتير، لكن ما زال ناس بنشوفها لكن ما نعرفش مين، بييجوا ويمشوا فى عربياتهم».


مواضيع متعلقة