يتحدثون كثيرا عن التغيير.. لكنه تغيير للمجهول!
- اجتماعا طارئا
- الرئيس الأمريكي
- الشئون العربية
- مؤتمر صحفي
- مجلس النواب
- اجتماعا طارئا
- الرئيس الأمريكي
- الشئون العربية
- مؤتمر صحفي
- مجلس النواب
تتحدث المعارضة دائما عن التغيير، حديث دائم مستمر، حديث لا ينقطع في كل المحافل والمقالات والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.. يتحدثون بكل حماس عن التغيير..
ولكن!
الحقيقة اللغوية البديهية البسيطة تقول إن التغيير هو انتقال من حال إلى حال، نعرف جميعا ما هو حالنا الآن، يعرفه المؤيد لاستمرار السلطة المُدرك لأن الأزمة الحالية مؤقتة وخارجة عن إرادتنا، ويعرفه المُعارض الذي يقول إن ثمة سوء إدارة أوصلنا إلى تلك الأزمة.
لكن ما لا يعرفه المؤيد، وما لم يقله المعارض، هو الهدف من التغيير الذي لا ينقطع حديث المعارضة عنه.. ما الهدف من التغيير المطلوب تحديدا؟
هذا السؤال بلا أي إجابة تُذكر، باستثناء مجموعة من الشعارات المحفوظة حول التعليم وصحة المواطن وحرية التعبير، وهي شعارات ستظل كلاما أجوف ما لم تتحول إلى سياسات تنفيذية قابلة للتطبيق على الأرض.
المعارضون يتحدثون بحماس شديد عما يقولون إنها قرارات اقتصادية خاطئة، دون أدنى حديث يُذكر عن القرارات الصائبة التي سيتم اتخاذها بعد "التغيير".
المعارضون يتحدثون بحماس شديد عمّا يقولون إنه سوء في إدارة العلاقات الخارجية، دون أدنى حديث يُذكر عن حزمة السياسات الخارجية الصائبة التي سُتطبّق بعد "التغيير".
يتحدثون عن السلطة الحالية.. ولا يقدمون للمصريين أي شيء يُذكر عن تصوراتهم للسلطة التي يتمنون أن تكون قادمة!
هنا مربط الفرس، ولهذا السبب تحديدا لا يلتفت الغالب الأعم من المصريين لهذا الحديث العمومي، فهو كلام بلا جمرك يُمكن أن يُقال على أي مقهى، حديث لا يشتبك مع هموم المصريين بالشكل الذي يجعلهم يتجادلون حول "الحل المقترح" فلا حلول مقترحة، فقط كلمات وشعارات.
كل ما سبق مبني على افتراض أن المصريين يسعون أصلا للتغيير، وهو فرض -في تقديري- غير دقيق على الإطلاق، ولكن حتى لو سلمنا بهذه الفرضية، فأي تغيير هذا الذي يمكن للمصريين بعد كل ما مروا به منذ 2011، أن يتم بهذه الخطاب السطحي؟
كيف لرب أسرة يسعى يوميا لتأمين احتياجات أسرته أن ينتحر للمجهول سعيا وراء كلام معسول؟
وكيف لسياسي يُفترض أنه يمتلك خبرة في العمل السياسي أن يظن كل ذلك سيحدث؟