كيف كسر صالح سليم قاعدة عدم نجاح نجوم الكرة في السينما؟.. كاريزما وجاذبية

05:47 ص | الاثنين 11 سبتمبر 2023

بملامح جادة وصوت رخيم لا يخلو من المشاعر الصادقة وطلة مصبوغة بالهيبة وشخصية تتمتع بالجاذبية والكاريزما الطاغية، شقّ صالح سليم طريقه بسهولة ويسر نحو النجومية كلاعب كرة قدم بالنادي الأهلي ثم كرمز من رموز الكرة المصرية والعربية، وكممثل ناضج أيضا.

صالح سليم هو الابن الأول لطبيب التخدير الشهير محمد سليم أحد أهم رواد أطباء التخدير بمصر، ووالدته تنتمي إلى أصول عربية فيرجع نسل والدته السيدة زينب الشرف إلى أشراف مكة المكرمة المقيمين بتركيا، تعرف عليها والده خلال زيارتها للعلاج بمصر، حيث أجرى لها خلالها عملية جراحية قبل أن يعرض عليها الزواج ويتزوجها وينجب منها أبناءه الثلاثة صالحين وعبد الوهاب وطارق.

شغف كبير بكرة القدم وموهبة استثنائية سرعت بخطوات صالح سليم نحو النجومية، فمن اللعب بحي الدقي محل سكنه حتى فرق الكرة بالمدرسة وناشئي النادي الأهلي وصولا للفريق الأول وهو ابن ال 17 عاما ليحرز هدف الفوز بأول لقاء له مع الفريق الأول عام 1948.

رحلة كروية زاخرة

خاض رحلة طويلة من اللعب بصفوف النادي الأهلي للاحتراف بالنمسا والعودة للأهلي قبل الاعتزال، ليخطو صالح سليم خطوة بمرحلة مهمة بحياته وهي الإدارة التي بدأت بمدير للكرة وصولا لترشحه لرئاسة النادي الأهلي التي أخفق بانتخاباتها الأولى وحقق الفوز بعد تأييد نجوم النادي وقتها بالمرة الثانية، ليطبع على اسمه كرمز من رمز مصر ويصبح اسمه مرادفا للقيم والمثل العليا والأخلاق والالتزام.

دخول المايسترو السينما

وبعيدا عن كرة القدم والمجال الرياضي، خاض تجربة هي الأنضج والأنجح من بين لاعبي كرة القدم بمشاركته بالتمثيل بعدد قليل من الأفلام السينمائية، بحسب ما ذكر محمد شوقي المؤرخ الفني، بعد أن أحبت الكاميرا ملامحه ولقي قبولا جماهيريا غير مسبوق لغيره من نجوم كرة القدم الذين كانت تستهدفهم السينما رغبة في استقطاب جماهير الكرة المستديرة.

كابتن صالح سليم كأحد عمالقة الرياضة في مصر حفر اسمه بسلاسة في ذاكرة الجماهير بمصر والوطن العربي، كرمز من رموز الرياضة، وبأفلام رغم قلتها غير أنها أعمال مهمة وجزء من تاريخ السينما المصرية، «مكانش زي ما بنقول غول تمثيل لكن نجح أكتري من نجوم كثير»، وفقا لحديث «شوقي» لـ «الوطن».

شوقي: الشموع السوداء أبرز الأعمال السينمائية الخالدة

دور كضيف شرف بفيلم «السبع بنات» اتسم بالسلاسة والقبول لدى الجماهير الذين لم يشعروا بالغرابة أو بأنها الطلة الأولى لنجم كرة القدم، كان بوابة مرور صالح سليم على شريط السينما، ليؤكد بعدها وجود كاريزما وجاذبية من نوع خاص جدا وراء حب الكاميرا لملامح المايسترو بعيدا عن الصدفة والنجاح العارض، بعد مشاركته ببطولة الفيلم السينمائي الشموع السوداء أبرز الأعمال السينمائية الخالدة ليكون الدور المناسب بالفيلم المناسب، بحسب ما أكد المؤرخ الفني.

3 أعمال سينمائية رصيد صالح سليم بالسينما

تدبير حسن وحظ وافر حظي به صالح سليم في 3 أعمال سينمائية هي رصيده بالسينما، إذ أتيح له العمل مع أعلام الإخراج السينمائي بمصر والوطن العربي، وأبرز نجوم السينما على مدار تاريخها، بوقوفه أمام نادية لطفي وسعاد حسني بفيلم السبع بنات لمخرج الواقعية عاطف الطيب، إلى الوقوف أمام نجاة الصغير وفؤاد المهندس بالشموع السوداء لمخرج الروائع والأب الروحي للسينما الرومانسية هنري بركات، ليختتم أعماله بالعمل الأهم بالسينما أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة لتصبح كلماته برسالته لها بالفيلم محاولات على لسان المصريين باختلاف أجيالهم وعلى صفحات السوشيال ميديا بوصفها أجمل ما قيل عن المرأة لمخرج الرومانسية الأبرز عز الدين ذو الفقار، بحسب ما ذكر «شوقي».

المايسترو تنازل عن مستقبل واعد بالسينما

محمد شوقي المؤرخ الفني أكد في تصريحاته ل «الوطن»، أن صالح سليم كان ينتظره مستقبلا واعدا بالسينما كونه لم يقدم سوى أعمالا مهمة وأدوار البطولة، غير أنه هو من اختار الاكتفاء بهذه الأعمال رغم نجاحه وقدرته على الاستمرارية بالنجومية وفقا لرواية السيدة فاتن حمامة في أحد حواراتها الإذاعية، وكشف المؤرخ الفني أنه كان بإمكانه اختيار سيناريوهات مصنوعة له خصيصا تناسب إمكانياته الفنية وكانت ستمكنه من صنع تاريخ فني أعظم وأطول واهم لكنه اختار العزوف عن الفن لصالح كرة القدم، لتبقى أفلامه دليلا على نجاحه الفني فرغم كونهم 3 أفلام غير أن الفيلم الواحد كان بمثابة 100 فيلم بذاكرة الجمهور العربي.