حلقة السمك فى الإسكندرية من معلم أثرى إلى خرابة
حلقة السمك فى الإسكندرية من معلم أثرى إلى خرابة
تحولت حلقة السمك (أحد معالم الإسكندرية) إلى خرابة، بسبب حالة التدهور التى لحقت بها. على بُعد أمتار من الحلقة كان أهالى الإسكندرية يشمون الرائحة المميزة والتى يعشقها أهالى المحافظة وزائروها، لكن ما إن يقطع أحدهم تلك الأمتار القليلة حتى يكتشف ما لحق بها من دمار، بعد أن أغرقتها مياه الصرف الصحى، وأكوام القمامة المنتشرة فى الشوارع المحيطة بها والظروف غير الآدمية التى يعيش فيها الباعة الجائلون، فى مشهد يديره بالكامل مجموعة من البلطجية والمسجلين خطر.
واختفت كافة المعالم الأثرية المدونة على حوائط وأسوار الحلقة، والتى يرجع تاريخها إلى عام 1834، بعد أن أصبح مبنى متهالكاً، الأمر الذى أجبر الباعة على افتراش الأرصفة لبيع بضائعهم، على الرغم من إنفاق 2٫5 مليون جنيه لتطويرها منذ سنوات.
ويواجه الباعة اتهامات مستمرة بالغش وخلط الأسماك الحية والطازجة مع المجمدة لبيعها وتحقيق مكاسب مالية كبيرة، مما أفقدها شهرتها الواسعة بين السكندريين.[Image_2]
تجولت «الوطن» داخل حلقة السمك لتقف على المكان الأثرى الذى تحول إلى خرابة، لاستكشاف حجم المشكلة التى تعانى منها، اعترف عدد من الباعة بوجود غش فى بيع الأسماك، مشيرين إلى أن عدداً من الباعة يبيعون الأسماك المجمدة على أنها طازجة بأسعار مرتفعة رغم الفصال.
يقول محمد عبده، أحد الباعة بالحلقة «الصيادون قبل شراء طاولات الأسماك الحية من المزاد يعدون الكراتين الخاصة بالأسماك المجمدة لخلطها بالأسماك الحية، وهذه الظاهرة جديدة على الحلقة بسبب انخفاض إنتاجية البحر من الأسماك».
ويوضح السيد على، بائع، أن حركة البيع كانت ضعيفة جداً خلال الأعوام السابقة، بسبب عدة عوامل، منها تدهور حالة الحلقة حيث أصبحت «خرابة» وانتشار القمامة والصرف الصحى فضلاً عن البلطجية وسيطرتهم على مقاليد الحلقة، إلى جانب الأحوال الاقتصادية للبلاد، والتى أثرت على حركة البيع، وعدم تنظيم شئون البيع داخل الحلقة.
وأضاف: «تعطل حركة المرور الدائم بالكورنيش بداية من مكتبة الإسكندرية وحتى منطقة بحرى تسببت فى إحجام كثير من المواطنين عن الذهاب إلى الحلقة بسبب الوقوف لساعات طويلة فى المنشية للوصول إلى الحلقة».
وكشف عن أن كثيراً من البائعين لم يسددوا إيجار المحلات منذ عدة أشهر للحى، بسبب توقف حركة البيع نهائياً فى الحلقة، قائلاً: «نظل عدة أيام لبيع طاولة واحدة من السمك، زمان كنا ننتهى من بيع الطاولات الساعة 10 الصبح».
ويحكى عم محمد، أقدم سماك فى الحلقة «زمان كان عدد البياعين قليل، وكان المكان نضيف وجميل وفيه نظام واحترام، كنا بعد ما نخلص المزاد، ونبيع كمان التجزئة للزبون اللى عارف الحلقة، ننضف المكان الأثرى وينام فيه الصبيان، والحال كان ماشى حتى فى عيد الأضحى كنا نبيع أكتر من الجزارين، أما الآن الوضع اختلف وتحولت الحلقة إلى خرابة تنتشر بها القمامة، والمعلّمين الكبار بعد ما أجروا دكاكين واستغلوا الأرصفة خارج الحلقة، تركوا أعمدة المبنى متهالكة جداً وقد تنهار فى أى وقت».