الشركة المتحدة.. تزامُن النجاح في أهم حدثين فنيين
على مدى الأعوام الماضية انطلق إبداع ومكانة القوى الناعمة إلى أفق أكثر اشراقاً وتعبيراً عن المتلقى، أو الشريك، الذى تتوجه إليه الفنون بأنواعها، فإذا أراد الفن الوصول إلى مرتبة الخلود، لا بد أن يكون قريباً من ضمائر وعقول من يخاطبهم، حريصاً على خلق تواصل لهم مع مبدعين حصدوا شعبية ومحبة الجمهور.
الأمر المؤكد أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية واكبت ذلك بكل مهنية ودعم الدولة للإبداع والقوى الناعمة، إذ يكفى -على سبيل المثال لا الحصر- حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على لقاء وتحية أبطال أروع ملحمة سطرتها الدراما خلال السنوات الماضية.. «الاختيار»، بأجزائه الثلاثة، ودعوته المتكررة إلى نقل بطولات يعجز القلم عن حصر عددها كى تبقى حاضرة فى الذاكرة، بالإضافة إلى الاقتراب من قضايا المواطنين المجتمعية والإنسانية.
الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بدورها بادرت إلى التقاط أقرب الفنون وأكثرها تأثيراً، الدراما التليفزيونية.. والموسيقى والغناء. أعادت إشراقة هذه الفنون مع تنظيم مهرجان القلعة للموسيقى والغناء فى صورة هى الأرقى والأكثر إبهاراً.. الأهم أنه يتوجه إلى كل فئات المجتمع المصرى دون تفرقة.
نظرة واحدة إلى الأجواء الحميمية تجدها تعكس سعادة وتفاعل جمهور المهرجان على اختلاف شرائحه مع مطربات ومطربين ما زالت أعمالهم فى الذاكرة، بالإضافة إلى مواهب شابة أتاح لها المهرجان فرصة اللقاء بعدد هائل من الجمهور.
مهرجان القلعة للموسيقى والغناء ليس مجرد حدث سنوى حرصت الشركة المتحدة أيضاً على نقله عبر شاشة التليفزيون، لكنه يعبر عن حرص على التواصل مع الطبقات البسيطة داخل موقع هو أعظم شاهد على روعة وعراقة الحضارة المصرية.. قلعة محمد على.
فنون دار الأوبرا لم تعد قاصرة على حضور محدد، لكنها توجهت إلى جمهور قد يكون بعيداً عن أنشطة دار الأوبرا، وهو عدد لا يستهان به بالنظر إلى الحضور الهائل مع دقة وقدرة التنظيم على استيعاب حجمه.
ساعات السعادة والفرح التى غمرت الحضور أيضاً أعطت فرصة لمطربى جيل الثمانينات للالتقاء بجمهور ما زال يحن إلى أعمالهم، فالغناء والموسيقى هما اللغة التى تتجاوز كل الحدود والفوارق بين البشر.
قرار آخر لم يغب عن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أهمية اتخاذه ضمن سياق أضخم حدث متكامل جمع بين مسارات السياحة، والترفيه، والاقتصاد، والرياضة.. كل هذا على أرض كانت منذ أعوام صحراء قاحلة مهملة تختزن موت الألغام فى باطنها لتصبح، بشهادة كبار الشخصيات العامة، سواء العربية أو الأجنبية، أروع بقاع العالم فى جمال شواطئها وتناسق مبانيها الحديثة.
إقامة مهرجان القاهرة للدراما وسط الأجواء الساحرة قدمت مدينة العلمين الجديدة فى أبهى الصور إلى العالم. كان الالتقاء حتمياً وسط هذه الطبيعة الساحرة مع الدراما التليفزيونية المصرية بكل تاريخها العريق، فهى الإبداع الأول الذى لمس مشاعر المواطن العربى من المحيط إلى الخليج، إذ وصلت درجة تفاعله معها إلى خلوّ الشوارع فى سائر المدن العربية أثناء عرض روائع الدراما التليفزيونية المصرية.
التاريخ يؤكد أن كل المحاولات الساذجة للمقارنة لم تُفقد هذه الدراما مكانتها وريادتها عند المشاهد العربى، هى أداة التواصل الأقرب إلى قلب المتلقى، إذ يفوق تأثير رسائلها التى تصل إليه فى المنزل كل الصيغ المباشرة.
هذه الثوابت لم تكن بعيدة عن دعم الدولة للدراما التليفزيونية ولا عن حرص الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على التركيز على تنوع أعمالها بين قضايا وطنية، واجتماعية، وإنسانية.
الاهتمام أيضاً امتد إلى تحقيق حلم إقامة مهرجان للدراما ليصبح احتفالية تتكرر خلالها المنافسة بين أعمال الدراما التليفزيونية على صعيدين.. لجنة تحكيم متخصصة ومسابقة أخرى تُشرك الجمهور فى منح جوائز لأعمال اختارها.
مهرجان القاهرة للدراما يكتسب فى هذه الخطوة بُعداً جديداً يضاف إلى كونه أكبر تجمع لمبدعى وصُناع الدراما التليفزيونية، إذ خلق حالة تفاعل مع المشاهد الحريص على متابعة هذا اللون من الفن، لكى تكتمل ملامح الصورة التى ظهرت منذ اللحظة الأولى فى رقى وجمال الديكور حتى كل تفاصيل التنظيم والجلوس داخل القاعة التى جمعت بين الكتاب والإعلاميين وصُناع الدراما التليفزيونية فى أجواء أتاحت التحاور بين الطرفين.
لم يغب عن اهتمام الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تقديم التحية إلى جيل الرواد وتكريم عطائهم عبر عقود من الإبداع.. وهى إشكالية كانت تمثل غصة فى قلب هذا الجيل الذى أعطى فى ظروف عمل وإمكانيات تبدو الآن محدودة أمام كل التطور الذى شهدته صناعة الدراما التليفزيونية، وهو ما ظهر واضحاً من التعبير عن السعادة والامتنان وهم يشهدون التكريم فى حياتهم.
التنظيم الدقيق والصورة الأنيقة التى اتسم بها تنظيم مهرجانين فى وقت واحد هما الأهم بين الأحداث الفنية التى شهدتها مؤخراً الساحة الفنية العربية يؤكدان أن كياناً بحجم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وهو يُحدث نقلة كبيرة فى مجال الإبداع الفنى لا يترك شيئاً للصدف.. سواء فى اختيار الأعمال.. تواصله مع الجمهور.. ارتباطه بقضايا مصر الاجتماعية والوطنية وحتى الخدمية كما حدث مع إعلان الشركة المتحدة قبل مهرجان القاهرة للدراما تخصيص عائد مهرجان العلمين لصالح مبادرة «حياة كريمة» فى نموذج قدمته للآخرين يحث على التواصل مع مبادرات الدولة لتوفير سبل المعيشة الإنسانية داخل أكثر المجتمعات احتياجاً.