«السيسي»: نعتز بثقة تجمع البريكس ونستهدف إعلاء صوت دول الجنوب

كتب:  محمد أبوعمرة وأسماء زايد

«السيسي»: نعتز بثقة تجمع البريكس ونستهدف إعلاء صوت دول الجنوب

«السيسي»: نعتز بثقة تجمع البريكس ونستهدف إعلاء صوت دول الجنوب

ثمَّن الرئيس عبدالفتاح السيسى إعلان تجمع «بريكس» دعوة مصر للانضمام لعضويته اعتباراً من يناير 2024، معرباً عن اعتزازه بثقة دول التجمع التى تربطها بمصر جميعاً علاقات وثيقة.

وأضاف الرئيس السيسى، فى بيان اليوم: «أُثمِّن إعلان التجمع دعوة مصر للانضمام لعضويته، ونعتز بثقة دول التجمع كافة التى تربطنا بها جميعاً علاقات وثيقة، ونتطلع للتعاون والتنسيق معها خلال الفترة المقبلة، وكذلك مع الدول المدعوة للانضمام لتحقيق أهداف التجمع نحو دعم التعاون الاقتصادى فيما بيننا، والعمل على إعلاء صوت دول الجنوب إزاء مختلف القضايا والتحديات التنموية التى تواجهنا، بما يدعم حقوق ومصالح الدول النامية».

«مدبولي»: مصر مستعدة لاستضافة مركز عالمي لتوريد وتخزين الحبوب بالتعاون مع المجتمع الدولي

من جانبه، أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، خلال كلمته بجلسة الحوار رفيع المستوى حول التعاون بين أفريقيا والبريكس، على هامش القمة الـ15 لتجمع البريكس، التى شارك فيها نيابة عن الرئيس السيسى، بجنوب أفريقيا، إن مصر تتطلع لأن تكون عضواً فاعلاً ومؤثراً داخل التجمع من أجل الإسهام فى جهوده الرامية إلى إيجاد حلول عملية وفعّالة وقابلة للتنفيذ لمواجهة التحديات التى تُعانى منها دولنا، والتى تتطلب تكثيف العمل المشترك فى إطار التعاون الجنوب-جنوب.

وأضاف «مدبولى»: «أود الترحيب بالخطوة التى أقرها تجمع البريكس باتجاه توسيع عضويته، والتى أثق فى أنها ستسهم فى جعل التجمع أكثر فاعلية وأكثر قدرة على التعبير عن رؤاه على الصعيد الدولى»، مشيراً إلى حرص مصر خلال السنوات الماضية على توثيق علاقاتها مع تجمع البريكس من خلال المشاركة فى الجلسات المختلفة التى عُقدت فى إطار صيغة «بريكس بلس»، كما انضمت إلى بنك التنمية الجديد فى عام 2021.

واستعرض رئيس الوزراء رؤية مصر بشأن المجالات التى تمثل أهمية فى التركيز عليها فى إطار التعاون بين البريكس والدول النامية خلال المرحلة الراهنة، موضحاً أن رؤية مصر تتضمن ضرورة تكثيف الجهود المُشتركة للتعامل مع أحد أهم المخاطر التى تواجهها الدول النامية، وهى أزمة الغذاء وتبعاتها، من خلال تنسيق وتكثيف الجهود فى إطار العمل المتعدد الأطراف الدولى والإقليمى بما يلبى حاجات الدول النامية، بالإضافة إلى تطوير قطاعات الزراعة والصناعات الغذائية ونقل وتوطين التكنولوجيا، وبناء القدرات وتحسين البنية التحتية فى المناطق الريفية، ونقل تكنولوجيا الزراعة ونظم الرى الحديثة المُستدامة، لافتاً فى هذا الصدد إلى استعداد مصر، بالتعاون مع المجتمع الدولى، لاستضافة «مركز عالمى لتوريد وتخزين الحبوب» بما يسهم فى مواجهة أزمة الغذاء العالمية.

وأضاف «مدبولى»: «تتضمن رؤية مصر العمل على إصلاح الهيكل الاقتصادى والمالى الدولى لجعله أكثر إنصافاً وعدالة واستجابة لاحتياجات الدول النامية، بما فى ذلك الدول ذات الدخل المتوسط، ووضع آليات لتخفيف عبء الديون الخارجية، عبر الإعفاء أو المبادلة أو السداد الميسَّر، بالإضافة إلى المقترحات ذات الصلة بحوكمة النظام المالى العالمى».

وفى هذا الإطار قال رئيس الوزراء: «نتطلع إلى دعمكم لما أطلقناه مؤخراً مع الدول الأفريقية الشقيقة من مبادرة تحت مُسمى (تحالف الديون من أجل التنمية المستدامة) بهدف خلق إطار مشترك لتنظيم معاملات الديون المستدامة، خاصة للدول النامية متوسطة الدخل، بما يتضمن مبادلة الديون بمشروعات تنموية، بالإضافة إلى أهمية العمل المشترك على تشجيع الصفقات المتكافئة والتبادل التجارى بالعملات المحلية فيما بين دول تجمع البريكس والدول النامية، وأيضاً فيما بين الدول الأفريقية».

وأكد «مدبولى» أهمية البناء على نتائج مؤتمر «COP27»، الذى استضافته مصر فى عام 2022، والعمل على تعزيز دور بنوك التنمية متعددة الأطراف والمؤسسات التمويلية فى تمويل العمل المناخى، إلى جانب تنفيذ مُخرجات مؤتمر شرم الشيخ، وتدشين صندوق لدعم الدول النامية فى مواجهة الخسائر والأضرار، وكذا دعم جهود التحول العادل إلى الطاقة النظيفة والمتجددة، قائلاً فى هذا السياق: «نُقدر أهمية تحقيق التوازن بين تأمين احتياجات دولنا من الطاقة وواجباتنا تجاه مواجهة أزمة المناخ العالمية».

وأكد رئيس الوزراء، خلال كلمته، ضرورة إعلاء مبادئ القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة فى العلاقات بين الدول، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، والاستناد إلى المحافل المتعددة الأطراف، والعمل الجماعى لمواجهة التحديات المشتركة، والاعتماد على سياسة التهدئة والحوار والتفاوض من أجل التوصل إلى حلول سلمية للنزاعات، لاسيما أن السلام والأمن والاستقرار شروط أساسية لتحقيق التنمية.

ونوه «مدبولى» إلى أهمية تعزيز التعاون بين البريكس وأفريقيا بهدف تحقيق المصالح المشتركة بما يُسهم فى إطلاق الطاقات غير المُستغلة فى الدول الأفريقية، موضحاً أن رؤية مصر فى هذا الصدد، فى ضوء رئاستها الحالية للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الأفريقى للتنمية «النيباد»، تستند إلى دفع معدلات التكامل الاقتصادى والعمل على تسريع تنفيذ أجندة التنمية الأفريقية 2063، وكذا أهداف اتفاقية التجارة الحرة القارية، مع تسخير الخبرات والإمكانات المصرية فى مجالات البنية التحتية، والطاقة، والاتصالات، والتحول الصناعى، والأمن الغذائى، بمشاركة القطاع الخاص، وبالتشاور المستمر مع الأشقاء فى الدول الأفريقية. هذا، بالإضافة إلى العمل على حشد الموارد المالية للمجالات ذات الأولوية لدول القارة من خلال تنبى مقترح «النيباد» بإطلاق مبادرة «فريق أفريقيا لحشد الموارد».

وفى ختام كلمته، أكد رئيس الوزراء تطلع مصر إلى تعزيز التعاون ومواصلة العمل المشترك مع دول البريكس فى مختلف المجالات، على المستويين الثنائى والمتعدد الأطراف، وترحيب مصر بكافة المبادرات والمشروعات التى تهدف إلى تحقيق المصالح المشتركة، وبناء شراكة مُستدامة.


مواضيع متعلقة