"الآشوريون".. ملوك العالم القديم "المهددون" من "داعش"

كتب: أحمد محمد عبدالباسط

"الآشوريون".. ملوك العالم القديم "المهددون" من "داعش"

"الآشوريون".. ملوك العالم القديم "المهددون" من "داعش"

أصحاب حضارة قديمة يعود تاريخها لأكثر من 6 آلاف عام.. أقوام سامية عاشت في أعلى بلاد ما بين النهرين.. نجحوا في تكوين ممالك نافست كل من "بابل" و"أورارتو" و"عيلام" و"مصر" على زعامة العالم القديم، ونجحت في ذلك حتى سقوط عاصمتها عام 612 ق.م، لينتهي عهد حضارة عظيمة لكن لم يعلن عن انتهاء شعبها بعد. الشعب الآشوري نحت اسمه في التاريخ بأحرف من ذهب، فهم من كونوا 3 ممالك آشورية، تنوعت ما بين القديمة والمتوسطة والحديثة، التي تولت كانت يومًا الأمة الأقوى على وجه الأرض، متفوقة على بلاد بابل، مصر، أرمينيا، بالإضافة إلى الهيمنة على الشرق الأدنى، آسيا الصغرى، القوقاز، شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط الشرقي. وينظر بعض العلماء، مثل ريتشارد نيلسون فراي، إلى الإمبراطورية الآشورية الحديثة بأنها الإمبراطورية الحقيقية الأولى في تاريخ البشرية. ولكن التاريخ لم يقف دائمًا في صف صانعيه، فجاء الوقت الحالي ليشهد حالة من الاضطهاد والعنف تجاه الآشوريين الموجودين في سوريا، على يد تنظيم "داعش" الإرهابي الذي لا يفرق بين الشعوب والديانات، يهدم التاريخ والحضارات. عقب مجازر العراق واضطهاد وتهجير المسلمين والمسيحيين منه، ها هو مسلسل التطهير الديني يفتح بابه على مصراعيه في سوريا، لتكن ضحيته هذه المرة قرى مسيحية آشورية، فاستباح يد الإرهاب الداعشي المقدسات، وأحرقت المنازل وخطف السكان، وبات مصير هذه المدن التي تقع على المحور الجنوبي لنهر الخابور يشبه مصير "الموصل" وغيرها من البلدات المسيحية التي حطّ الإرهاب رحاله فيها. واستفاقت القرى الأشورية الواقعة على الضفة الغربية لنهر الخابور لجهة جبل عبد العزيز على هجوم نفذه التنظيم الارهابي "داعش"، وطاول حوالي 12 قرية تقريبًا هي على طول الخط الممتد من تل تمر الى تل هرمز، وخطف خلال اجتياحه عددًا من سكان تلك القرى. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم، ارتفاع عدد المسيحيين الآشوريين الذي اختطفهم "داعش" إلى 220 فردًا، في الوقت الذي دمرت فيه ميليشيات التنظيم، متحف "نينوى" بالموصل في العراق، الذي يضم عدد كبير من تماثيل وآثار الحضارة الآشورية. وكان من أبرز الآثار التي دمرتها أيادي التنظيم الإرهابي في الموصل، الثور المجنح، هو تمثال ضخم يبلغ طوله 4.42 متر، ويزن أكثر من 30 طنًا بجسم ثور وجناحي نسر ورأس إنسان، وكان يرمز إلى القوة والحكمة والشجاعة والسمو، واشتهرت الحضارة الآشورية بالثيران المجنحة، ولاسيما مملكة آشور وقصور ملوكها في مدينتي نينوى وآشور في شمال بلاد ما بين النهرين.