العائدون من ليبيا.. حكايات حزينة لا تنتهى
العائدون من ليبيا.. حكايات حزينة لا تنتهى
ارتفعت أعداد المصريين العائدين من ليبيا إلى مصر عبر مطار «جربا» التونسى إلى 2825 مواطناً منذ بداية رحلات إعادتهم من ليبيا الجمعة الماضى، حيث وصلت إلى 3 رحلات جوية، حتى مثول الجريدة للطبع، أمس، ليرتفع بذلك عدد الرحلات الجوية لنقل العائدين من ليبيا إلى 11 رحلة، بعدما أبلغت وزارة الخارجية والسفارة المصرية بتونس شركة مصر للطيران بوجود أعداد من العاملين المصريين وأسرهم عبروا إلى الأراضى التونسية عبر منفذ «رأس جدير» الحدودى بين ليبيا وتونس.
ورصدت «الوطن» أثناء استقبالها العائدين من ليبيا نقل السيدة سارة محمد صبحى من مدينة المنصورة إلى مستشفى منشية البكرى بعد إصابتها بنزيف حاد بسبب متاعب السفر والتجول داخل الأراضى الليبية، كونها «حامل»، وذلك بعد الكشف عليها من أطباء الحجر الصحى بمطار القاهرة، فيما ظهرت للمرة الأولى منذ بداية رحلات عودة المصريين من ليبيا قافلة الهلال الأحمر المصرى التى قدمت الوجبات الخفيفة للعائدين.
وقال خالد محمود، مسئول العلاقات العامة بالهلال الأحمر المصرى، إنه تم تقديم الوجبات الخفيفة للمصريين العائدين من ليبيا فضلاً عن تقديم الإسعافات الأولية للمصابين ومساعدتهم على إجراء اتصالات هاتفية لأقاربهم لإبلاغهم بوصولهم إلى مصر وذلك عبر اصطحابهم 6 هواتف محمولة لإجراء تلك الاتصالات من داخل صالة الوصول بمطار القاهرة. وأضاف «محمود» لـ«الوطن» أن الهلال الأحمر يدرس تأجير أوتوبيسات لنقل العائدين من مطار القاهرة إلى محطة سكك حديد مصر أو أحد مواقف النقل البرى، خصوصاً أن أغلب العائدين من الصعيد والمحافظات البعيدة عن القاهرة، لافتاً إلى أن أعضاء القافلة قدموا دعماً نفسياً للعائدين بعد أن فقدوا أعمالهم هناك، وضاع من أغلبهم «تحويشة العمر» وفقاً لقوله. فى السياق نفسه، كشفت مصادر أمنية بمطار القاهرة أنه تم تحويل مواطن واحد إلى النيابة العامة منذ بدء الرحلات الجوية لإعادة المصريين من ليبيا الجمعة الماضى، لحيازته جواز سفر مزوراً، لافتة إلى أن الأجهزة الأمنية بالمطار أجرت الكشف الجنائى والسياسى على المصريين العائدين من ليبيا، خشية وجود أحد العناصر الإرهابية أو المنتمية لتنظيم «داعش» بينهم، مشيرة إلى أن الدوائر الجمركية بالمطار أعفت المصريين العائدين من أى رسوم جمركية. وأضافت المصادر لـ«الوطن» أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية حول مطار القاهرة وصالات الوصول والسفر، خوفاً من اندساس أحد العناصر الإجرامية والإرهابية بين أهالى العمال العائدين.
من جهته، قال أحمد عبدالرحمن، مسئول صالة 2 بمطار القاهرة الدولى القديم، إنه تم تقديم كافة التسهيلات إلى العائدين من ليبيا، حيث تم تخصيص أماكن لإنهاء إجراءات استقبال العائدين وتخصيص أماكن لوجود المستقبلين من أهاليهم بالقرب من صالة الوصول، فضلاً عن تجهيز عربات الإسعاف لاستقبال أى حالات مرضية تحتاج إلى النقل للمستشفى. «حافظوا على مصر».. أولى الكلمات التى نطق بها سيد حسين، 45 سنة، من بنى سويف، وكان مقيماً بطرابلس ويمتلك محل ملابس هناك، فور هبوط الطائرة بمطار القاهرة، وذلك بعد أن تحولت ليبيا من دولة إلى أقاليم متفرقة، كل مدينة يتحكم بها مسلحوها، وفقاً لقوله، ولفت إلى أن له مبالغ طائلة هناك اضطر لتركها خوفاً على حياته فى ظل وجود حالة من العداء تجاه المصريين العاملين بليبيا من بعض الفئات، خاصة بعد الضربة الجوية التى نفذتها القوات المسلحة ضد تنظيم «داعش» الإرهابى، مطالباً الحكومة المصرية بالعمل الجاد والسريع لإنقاذ آلاف المصريين العاملين بليبيا وسرعة إعادتهم إلى مصر فى ظل وجود حالة من الاستهداف لهم ببعض المناطق الليبية. فيما قال أمير عبده إسماعيل، 31 سنة، نجار مسلح، كان مقيماً بمدينة الزاوية الليبية التى تبعد 60 كيلومتراً مربعاً عن منطقة رأس جدير الحدودية، مشيراً إلى أنه تم توقيفه وهو ومجموعة من مرافقيه على البوابات الموجودة فى الطريق إلى منطقة رأس جدير، وتم تحصيل مبالغ مادية كبيرة منهم نظير السماح لهم بالمرور، لافتاً إلى أن بعض المسلحين هناك، خصوصاً قوات «فجر ليبيا» كانوا يتعاملون بشكل جيد مع المصريين خشية تكرار الضربات الجوية المصرية على ليبيا، موضحاً أنه هرول مسرعاً إلى العودة لمصر رغم أن له ما يقرب من 3 آلاف دينار ليبى لم يستطع تحصيلها، وذلك خوفاً من أن يتعرض للقتل أو الاختطاف هناك.[SecondImage]
وقال العربى أحمد كامل من محافظة الفيوم، 26 سنة، يعمل مزارعاً بإحدى المزارع الليبية، إنه لم يتعرض لأى اعتداء من الليبيين هناك، وإن كبار العائلات هناك يحتضنون المصريين، ويساعدونهم فى الوصول إلى منفذ رأس جدير الحدودى، وذلك خوفاً من تعرضهم لأى حالات اختطاف أو تعدٍ قد تنسب بالخطأ لليبيين، مشيراً إلى أن أصعب ما قابلهم هو إعادتهم أكثر من مرة من منفذ رأس جدير لإغلاقه واضطرارهم للمبيت بالصحراء، فضلاً عن تحصيل أموال منهم من قبل بعض المسلحين كضريبة لخروجهم من ليبيا. من جهته، أعلن سمير جمعة، 33 سنة، يعمل «كهربائياً» من مدينة المنصورة، ومقيم ببلدة الزاوية الليبية أنه يذهب إلى ليبيا منذ أن كان عمره 12 سنة وأن السبب الرئيسى فى عودته إلى مصر هو رغبة أهله فى عودته السريعة إلى مصر بعض مشاهدة التقارير الإعلامية المصرية عن استهداف المصريين بليبيا وبعد مشاهدة الفيديو البشع لذبح 21 من المصريين هناك، مشيراً إلى أنهم دفعوا مبالغ كبيرة حتى يتمكنوا من الوصول إلى معبر رأس جدير، لافتاً إلى أن أهالى الزاوية أصيبوا بالضيق من الضربة الجوية المصرية إلا أنهم أدركوا أنها موجهة لقوات تنظيم داعش الإرهابى وليس للشعب الليبى، مشيراً إلى أن عودته من جديد إلى ليبيا التى يصفها ببلده الثانى خلال الفترة المقبلة فى علم الغيب فى ظل الأوضاع غير المستقرة بليبيا حالياً.
من جهته، شكا عمرو إبراهيم، يعمل بمخبز بليبيا من طول الإجراءات التى يستغرقونها بمطار القاهرة حتى الخروج، واصفاً إياها بالطويلة والمكررة، خاصة أنهم يمتلكون جوازات سفر فضلاً عن أنهم لم يأخذوا قسطاً من الراحة منذ 6 أيام، واصفاً الأجواء بالنسبة للعمالة المصرية بليبيا بالخطيرة خاصة فى مدن الشرق الليبى، موضحاً أن العديد من العائدين فضلوا عدم ذكر المآسى التى تعرضوا لها خلال الأيام الماضية خشية تعرض المصريين الموجودين هناك لعمليات انتقامية خاصة أن الليبيين يتابعون وسائل الإعلام المصرية بشكل مستمر.