وزير الأوقاف: الأديان السماوية تجمع على رفض الخروج عن الفطرة السوية
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنّ ديننا وحضارتنا وقيمنا وأخلاقنا وإنسانيتنا ترفض الانحراف، مضيفا أنّ الأديان السماوية تُجمع على رفض الخروج عن الفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها، وتريدها فطرة نقية بلا إفراط ولا تفريط ولا إلحاد.
وأضاف وزير الأوقاف، في بيان له: «هنا نلفت النظر إلى أمرين: الأول هو أنّ قدرة الله عز وجل فوق قدرة جميع الخلق منفردين أو مجتمعين، وأن البشر مهما امتلكوا من التحصن بالعلم فإن ذلك مع أهميته ودعوتنا إليه وتمسكنا به، لن يغني عنهم من الله شيئًا إن هم خرقوا السنن الكونية الإلهية وانتكسوا عن الفطرة الإنسانية السوية وجاهروا بالعداء رب الأرض والسماوات الذي أمره إذا أراد أمرًا أن يقول له كن فيكون، حيث يقول سبحانه: (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)».
عواقب من يحيد عن أمر الله
وأوضح وزير الأوقاف أنّ الأمر الثاني هو أنّ على الجميع مراجعة ما ذكرته الأديان السماوية كلها عن عواقب من حادوا عن منهج الله، وعصوا أمره واتبعوا شهواتهم وأهواءهم وأسرفوا في الانحراف، وعليهم أن يراجعوا تاريخ البشرية في ذلك، وأن يتدبروا ما قاله الحق سبحانه في سورة هود في خاتمة الحديث عن إهلاك قوم لوط بسبب شذوذهم الجنسي وجحودهم بآيات الله: «فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ» (هود: 82 - 83)، فانظر إلى قوله تعالى «وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ».
وتابع: «سنظل نعلنها صيحة قوية مدوية بأنّ ديننا وحضارتنا وقيمنا وأخلاقنا وإنسانيتنا ترفض هذا، ونحذّر من عواقبه الوخيمة، فذلك نذير شؤم على البشرية كلها، مؤكدين أن الدعوة إلى ذلك ليست مجرد خروج على ما جاءت به الأديان فحسب، بل هي خرق للنواميس الكونية وانسلاخ من كل المعاني الإنسانية، وإن من يراقب سلوك الحيوان والطير وكل ما على اليابسة وما تحت الماء يدرك أنّ الحياة قائمة على التزاوج بين الذكر والأنثى، واقتضت حكمة الخالق «عز وجل» أن يخلق من كل شيء زوجين الذكر والأنثى، وبهما معًا يستقيم أمر هذه الدنيا.