ليليان داود.. لبنانية بقلب مصري

ليليان داود.. لبنانية بقلب مصري
وجه هادئ يحمل لمحة جمال تزيده رقيا، حين تطل علي الشاشة بصوت رصين، وديباجة واضحة تختلط بعربية صحيحة لا تخلو من لهجة تشير إلي جذورها اللبنانية، لتناقش ممجموعة من القضايا الشائكة علي الساحة السياسية محاولة التزام الموضوعية والحيادية، لخلق علاقة ممميزة بينها وبين المشاهد المصري، ليأتي الرد من جانب الجمهور من خلال تدشين هاشتاج "ليليان لازم ترحل".
"من إمتى اللى يتكلم عن قضايا مصر لازم يحمل جنسيتها" كلمات أطلقتها الإعلامية ليليان داود في محاولة للدفاع عن نفسها أمام الحملة الشرسة التي شنت ضدها، ووصلت للمطالبة بترحيلها من مصر، بعد أن انتقدت خلال تدوينة لها على "تويتر" الحكم الصادر في القضية المعروفة إعلاميا بـ"أحداث مجلس الشورى"، قائلة: "شباب ما تخلو شيء يحبطكم..الشعب ده ياما شاف وكمل، بإيديكم سلاح اسمه إرادة الحياة، والجلاد مش بإيده إلا يحاول سلبها منكم، اتمسكوا بيها"، ليعتبروا الأمر تدخلا في سياسة الدولة وتعليق على أحكام القضاء، والتحريض على الدولة.
نجحت ليليان من خلال امكانيات محاورة محترفة تمتلك عددا كبيرا من الادوات المهنية والأسلوب الخاص والجدية والصرامة، فضلا عن الجرأة، أن تقدم مضمونا مختلفا وترسم أبعادا جديدة للواقع الحالي يختلف مع ما يقدمه عدد كبير من الإعلاميين على الشاشة، ما جعلها لا تخشي محاورة ضيوفها على الهواء أو الرد على سيل من الإتهامات برحابة صدر، بعد أن عبرت عن الجانب الثوري وانحيازها له وللمواطن من قبله، رافضة عددا من الممارسات، ما جعلها تقف موقف الدفاع عن النفس كأنها ارتكبت سقطة مهنية أو إعلامية.
بين مهنية وكالة "اسوشيتد برس" التي بدأت ليليان خطواتها الأولي في عالم الإعلام والصحافة داخلها، وبين رصانة هيئة "بي بي سي" البريطانية، تكونت بداخل الإعلامية اللبنانية مجموعة من الضوابط المهنية والأخلاقية الصارمة بعد أن قضت 12 عامًا فى تنقل بين مجموعة من القنوات الفضائية ما طور أدواتها وخلق لها بصمة مميزة واسما لامعا براقا في عالم الإعلام، حصلت خلالها على درجة الماجستير في "الأنثروبولوجيا"، بالإضافة إلي عملها في الصحافة المكتوبة مع صحف عربية منها "الشرق الأوسط" السعودية و"النهار" اللبنانية.
"كانت المرة الثانية التي أكون فيها على الهواء لإعلان سقوط ديكتاتور عربي بعد مبارك"، ليليان كانت على موعد مع الهواء لإعلان عزل محمد مرسي، ما مثل رابطا مميزا بين ثورات الربيع العربي ومشوار ليليان المهنى، حيث انتقلت إلي قناة "أون تي في" بعد ثورة يناير، وقدمت\ برنامج "الصورة الكاملة"الذي شهد أنحيازها الكامل لثورة 25 يناير ثم لثورة 30 يونيو، وتبنت خلاله عددا من القضايا السياسية البارزة وهاجمت جماعة الإخوان، واستضافت حملة "تمرد" في بدايتها، وقادتها جدارتها أن تتطرق إلي عدد من القضايا الحساسة بحرفية وحرية عالية أهلتها للتعامل مع كل هموم المصريين اليومية.