حرائق اليونان تحول جزيرة سياحية إلى رماد.. إجلاء في 6 ساعات

كتب: منى سعيد

حرائق اليونان تحول جزيرة سياحية إلى رماد.. إجلاء في 6 ساعات

حرائق اليونان تحول جزيرة سياحية إلى رماد.. إجلاء في 6 ساعات

لم يعد يخفى على أحد تأثير ارتفاع درجات الحرارة العالمي الذي أدى إلى نشوب حرائق ضخمة في الغابات في أكثر من دولة، لعل أكثرها تضررًا كان اليونان، إذ إنه مع بدء عودة السياح مرة أخرى لجزيرة رودس لقضاء عطلتهم على الشواطئ الفارغة ووسط الأراضي المحروقة والأشجار المتفحمة.

جنة الله على الأرض تتحول إلى رماد

جزيرة رودس اليونانية المعروفة بطبيعتها الخلابة، والتي يقصدها الأوروبيون خلال فصل الصيف هربًا من حرارة الطقس لقضاء عطلة لطيفة، حتى أن بعضهم أطلق عليها جنة الله على الأرض، الذين أكدوا أنها على وشك الضياع بسبب الحرائق التي دمرتها، وفق ما نشر بموقع قناة ABC الأمريكية.

ففي وقت سابق من هذا الأسبوع تحولت السماء المشمسة إلى مظلمة فجأة بعد وصول درجة الحرارة إلى 45 وزيادة نشاط الرياح، مما أدى إلى إندلاع الحرائق بشكل أسرع وتسبب الدخان في تحول السماء للون الأسود، واضطرت الحكومة إلى إجراء أكبر إجلاء للسكان والسائحين خوفًا على حياتهم.

حصار 3500 شخص في اليونان

تسببت تلك الحرائق في حصار 3500 شخص على الأقل على شواطئ رودس، فبدلا من الاستمتاع بالمياه الدافئة والطقس المشمس، وقف الجميع على الشاطئ في انتظار قوارب النجاة لتنقلهم إلى بر الأمان، وقد ظل بعضهم منتظرًا عملية الإجلاء لأكثر من 6 ساعات.

وقال Kyriakos Peristeridis أحد العاملين في الجزيرة الذين تم إجلاؤهم من مسار الحرائق في رودس، إن الجميع شاهد انتشار النيران تتحرك على منحدر التل، وكان الأطفال يصرخون «ماما لا أريد أن أموت» إذ كانوا يعتقدون أن النيران ستسقط على الشاطئ.

وأضاف إن الصيادين ومالكي القوارب ساعدوا في نقل الناس والسائحين عن طريق البحر، وقد بقي رجال الإطفاء في الجزيرة الذين وصفوا المشهد بأنه «جحيم» فكانت النيران تلتهم الفنادق، والسيارات المشتعلة، والانفجارات في كل مكان، ومما زاد من صعوبة الأمر هو الرياح الشديدة، التي تسببت في ارتفاع ألسنة اللهب لنحو 20 مترا تقريبًا.

بعد العودة مرة أخرى إلى الجزيرة، فوجئ العاملو والسائحون أن النيران التهمت الجزيرة حتى 20 مترا فقط من حافة البحر.

جنوب أوروبا يواجه مأساة حقيقة

في كل صيف يتدفق ملايين السياح من جميع أنحاء العالم إلى اليونان للاستمتاع في جزيرة رودس، وتمثل السياحة 25% من إجمالى الناتج المحلي لليونان، وهي توفر وظيفة من كل 5 وظائف متاحة، وتعتمد ردوس وباقي الجزر اليونانية على السياحة بشكل أكبر.

لكن الخبراء يؤكدون أن موجات الحر الشديد، والحرائق الكارثية يمكن أن تزداد بشكل كبير في المستقبل، إذ يزعم العلماء أنه بحلول عام 2050 سيكون الطقس في لندن مثل برشلونة، وستشعر روما كأنها مدينة أضنة التركية.


مواضيع متعلقة