«المصري للفكر»: القمة الروسية الأفريقية تعزز مستوى جديدا من العلاقات

كتب: محمد علي حسن

«المصري للفكر»: القمة الروسية الأفريقية تعزز مستوى جديدا من العلاقات

«المصري للفكر»: القمة الروسية الأفريقية تعزز مستوى جديدا من العلاقات

تعد القمة الروسية الأفريقية هي النسخة الثانية من نوعها بعد قمة سوتشي في أكتوبر 2019 التي عقدت برئاسة مصرية روسية مشتركة، وتم خلالها الاتفاق على عقد قمة روسية أفريقية كل ثلات سنوات.

أهداف القمة الروسية الأفريقية

وتهدف القمة الروسية الأفريقية الثانية إلى تعزيز التعاون الشامل والمتساوي بين روسيا والدول الأفريقية في جميع أبعاده السياسة والأمنية والاقتصادية والمجالات العلمية والتقنية والثقافية والإنسانية، فضلا عن تحقيق مستوى جديد نوعيا للشراكة مع الدول الأفريقية على أساس المنفعة المتبادلة وفقا لمجالات التعاون ذات الأولوية للعمل المشترك في العقود المقبلة من القرن الحادي والعشرين، بحسب تحليل معلوماتي لـ«المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية».

تأتي القمة الروسية الأفريقية في ظل توترات جيوسياسية بالغة الشدة وفي سياق عالمي مضطرب، تتصدر أحداثها الأزمة الروسية الأوكرانية التي اندلعت في 24 فبراير 2022 وتسببت في أضرار بالغة السوء للدول الأفريقية، وتأجل على إثرها انعقاد القمة الثانية من موعدها الأصلي في يوليو 2022 إلى يوليو 2023 وذلك بعد أيام من إعلان روسيا انهيار اتفاقية الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وسط مخاوف من تفاقم أزمة الأمن الغذائي في الدول الأفريقية التي تعتمد على الحبوب المستوردة من أوكرانيا وروسيا، والتي شهدت تقلبات في الفترة السابقة من جراء الأزمة.

بوتين يطمأن الدول الأفريقية قبل انعقاد القمة

وهو ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طمأنة الدول الأفريقية قبل انعقاد القمة حول أزمة الغذاء المحتملة بسبب هذا الإجراء الأخير، حيث نقل الكرملين عن بوتين خطاًبا يطمئنفيه الدول الأفريقية بأنها ستعوض الحبوب الأوكرانية الموردة إلى القارة السمراء سواء على أساس تجاري أو مجاني، خصوصا أن روسيا تتوقع محصوًال قياسيا هذا العام.

وكذلك تكتسب هذه القمة أهمية أخرى انطلاقا من رغبة روسيا في إعادة ضبط عالقتها مع الدول الأفريقية بعد تمرد قوات فاجنر، حيث يتزايد وجود مجموعة فاجنر بشكل كبير في عدد من البلدان الأفريقية المضطربة سياسيا وأمنيا، ما يثير تساؤلات حول مستقبل هذه القوة في أفريقيا، والتعاون العسكري الروسي مع بعض الدول الأفريقية.

دعم الدول الأفريقية لموسكو

بالإضافة إلى ذلك، تواجه روسيا عقوبات اقتصادية من واشنطن ودول الغرب بسبب أزمتها مع أوكرانيا، وتحاول من خلال القمة الأفريقية الخروج على هذه العقوبات، وإظهار فشل سياسة الغرب في عزلها، والتأكيد على كونها ما زالت تحظى بحضور مهم لدى عدد واسع من الدول الأفريقية.

وتسعى موسكو كذلك إلى كسب دعم الدول الأفريقية في المعركة الدبلوماسية المستمرة حول ردود الفعل العالمية على العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.


مواضيع متعلقة