دبلوماسيون: قمة «أفريقيا-روسيا» تُعقد في توقيت حساس للغاية.. ومشاركة الرئيس تؤكد فاعلية دور مصر

كتب: نهى نصر

دبلوماسيون: قمة «أفريقيا-روسيا» تُعقد في توقيت حساس للغاية.. ومشاركة الرئيس تؤكد فاعلية دور مصر

دبلوماسيون: قمة «أفريقيا-روسيا» تُعقد في توقيت حساس للغاية.. ومشاركة الرئيس تؤكد فاعلية دور مصر

أكد خبراء ودبلوماسيون أن توجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، إلى مدينة سان بطرسبرج بروسيا الاتحادية؛ للمشاركة فى فعاليات النسخة الثانية من القمة الأفريقية - الروسية، يأتى فى إطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين روسيا والدول الأفريقية، والارتقاء بها إلى مرحلة تطورها على أساس المنفعة المتبادلة مع جميع الدول الأفريقية والمنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقى، وهذه القمة هى الثانية من نوعها بعد قمة سوتشى الأخيرة فى أكتوبر 2019.

وفى هذا الشأن، قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إن القمة الروسية - الأفريقية لها دور كبير فى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الطرفين، حيث إن لكل منهما هدفاً، فالجانب الروسى يريد توجيه رسالة إلى الولات المتحدة الأمريكية بأن روسيا توجد فى أقاليم متعددة ومناطق مختلفة، خاصة أفريقيا، فبالتالى إجراء الحوار يؤكد أنها ليست دولة ضعيفة، وقادرة على تحقيق المزيد.

أستاذ علوم سياسية: الجانب الأفريقي الرابح الأكبر لرغبته في تحويل الأقوال في أزمة الغذاء في القارة إلى أفعال

وتابع «فهمى»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن عقد القمة الروسية - الأفريقية يعد أمراً مهماً للغاية، نظراً لحضور عدد من القيادات الروسية المهمة، مشيراً إلى أنه قد يكون الجانب الأفريقى هو الرابح من هذه القمة، فهم يريدون تحويل الأقوال التى صدرت فى قمة الاتحاد الأوروبى ومجموعة السبع والتجمعات الاقتصادية التى طرحت حلولاً لأزمة الغذاء فى أفريقيا إلى أفعال، مضيفاً أن الأفارقة بذلوا مجهودات كبيرة فى الاقتصاد بطرفى المعادلة الروسى والأوكرانى، حيث شكلت لجنة من الاتحاد الأفريقى والدول التابعة ولم يتمكنوا حينها من الوصول لحلول بينهما وهذا لا يعنى عدم نجاح الجانب الأفريقى، ولكن يعنى أن الأفارقة سجلوا حلولاً من أجل هذه الأزمة لأنهم هم الجانب الأكثر تضرراً فى الغذاء وأزمات أخرى متتالية لها.

ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مثل هذه القمة حضور مهم فى هذا التوقيت، إذ يؤكد فاعلية الدور المصرى وتحركه فى جوانب مختلفة فى العالم.

وقال السفير جمال رخا، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القمة تم عقدها فى السنوات الأخيرة بهدف تنمية العلاقات الروسية - الأفريقية من ناحية، وكيفية مساعدة روسيا للدول الأفريقية فيما تواجهه من تحديات سواء تحديات اقتصادية أو سياسية أو المناخ والأزمات العالمية الناتجة عن الظروف الاقتصادية أو الحروب من ناحية أخرى.

«رخا»: تستهدف تنمية العلاقات ومساعدة الدول الأفريقية في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية

وتابع «رخا» أنها جاءت فى توقيت مهم وحساس للغاية، لأن الحرب الروسية - الأوكرانية كان لها تأثير سلبى كبير على الدول الأفريقية من ناحية الطاقة، لأن هناك عدداً كبيراً من الدول الأفريقية إمكانياتها الاقتصادية محدودة، وليست منتجة للطاقة، وتعتمد على استيرادها، وهذا ما أدى إلى ارتفاع أسعارها، كما أن الحرب أثرت على الدول الأفريقية من الناحية الغذائية لأن روسيا وأوكرانيا من الدول المصدرة للحبوب والأسمدة التى تحتاج إليها العديد من هذه الدول، وبالتالى الحرب أثرت بشكل سلبى على هذه النقطة، خاصة بعد إلغاء اتفاقية الحبوب.

وفيما يخص إلغاء اتفاق تصدير الحبوب إلى أفريقيا، قال محمد ماهر، الباحث فى العلاقات الدولية، إن إلغاء اتفاقية الحبوب بين روسيا وأوكرانيا له تأثير على بعض الدول الأفريقية التى تعتمد بشكل كبير على استيراد الحبوب منهما، وهذا يسبب مشكلة كبيرة، ولكن فى نفس الوقت إلغاء هذه الاتفاقية يُستخدم كسلاح سياسى فى الحرب بين الطرفين.

وتابع «ماهر» أن هناك تصريحات من الجانب الروسى وأخرى من الجانب الأوكرانى بأن كلاً منهما سيعمل منفرداً، ويكونان حريصين ألا يحدث ضرر أو تأثير على الدول التى تستورد القمح والحبوب بكميات كبيرة، ومن أبرزها الدول الأفريقية، مشيراً إلى أن هناك وسائل بديلة فى حال عدم تجديد اتفاقية الحبوب، ولكن هذه الوسائل قد تحتاج إلى جهود كبيرة من جانب دول كثيرة ومن جانب الأمم المتحدة لمحاولة العودة إلى إتمام هذه الاتفاقية، موضحاً أنه ربما تكون روسيا وضعت هذا الانسحاب فى الاعتبار قبل المؤتمر الروسى الذى سوف يتم عقده حتى يخرج المؤتمر بنتيجة إيجابية.

وعلى الجانب الآخر، قال أحمد العنانى، باحث فى الشئون الدولية، إن هناك دولاً عديدة ستتأثر بإلغاء هذه الاتفاقية، من أبرزها دول شمال أفريقيا ودول أفريقيا الوسطى وغيرها من القارة الأفريقية لأنها تعتمد بشكل كبير على استيراد الحبوب من روسيا وأوكرانيا.

وأضاف «العنانى»: انسحاب الجانب الروسى من الاتفاقية جعل الأمم المتحدة تنادى بكل قوة بأن تكون هناك مفاوضات مرة أخرى لعودة الاتفاقية مجدداً وذلك لأن هناك دولاً عديدة سوف تتضرر من هذا الأمر، كما أن إلغاء هذه الاتفاقية يؤثر على الاقتصاد العالمى بشكل عام.

«بيومى»: إلغاء اتفاقية تصدير الحبوب يؤثر على بعض الدول.. ولكن لن يؤثر على مصر لوجود بدائل 

وقال السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن إلغاء الاتفاقية يؤثر على بعض الدول الأفريقية ولكن لن يؤثر بشكل سلبى على مصر، لأن هناك العديد من دول العالم تكون مستعدة لتصدير القمح لها ومن بينها فرنسا، مشيراً إلى أن إلغاء الاتفاقية مجرد سلاح سياسى بين الطرفين الروسى والأوكرانى لأن هناك بعض الدول الأفريقية قادرة على زرع الحبوب والاكتفاء بنفسها دون الحاجة إلى الاستيراد.

وأشار «بيومى» إلى أن هناك ملفات مختلفة يتم مناقشتها فى القمة الروسية - الأفريقية منها المنتدى الاقتصادى الروسى - الأفريقى الثانى، ويعتبر حدثاً فريداً من نوعه فى علاقات روسيا مع دول القارة الأفريقية، ويهدف لتنويع مجالات التعاون الروسى - الأفريقى، وتحديد تطور هذه العلاقات على المدى الطويل، فيما سيتم تنظيم معرض واسع النطاق وعقد ورش عمل فى إطار المنتدى، فضلاً عن ملف وضع حلول للمشكلات الاقتصادية.


مواضيع متعلقة