«حلمهم يبدأ بيك».. «الصحة» تستعد لإطلاق الحملة نهاية أغسطس المقبل والكشف والأدوية بالمجان
حملات لتنظيم الأسرة والتوعية بمخاطر الزيادة السكانية فى المحافظات
تستعد وزارة الصحة والسكان لإطلاق حملة «حلمهم يبدأ بيك» نهاية أغسطس المقبل، بهدف رفع الوعى المجتمعى تجاه قضية تنظيم الأسرة، والتوسع فى الحملات التنشيطية بـ26 محافظة للصحة الإنجابية فى إطار جهود الدولة لإتاحة خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية ذات الجودة فى الوحدات الصحية الثابتة التابعة لوزارة الصحة والعيادات المتنقلة المنتشرة بالمدن والقرى على مستوى الجمهورية.
مؤتمر عالمى لتجديد العهد بالالتزامات الدولية تجاه القضية السكانية من 5 لـ9 سبتمبر
وكشف مصدر مسئول بوزارة الصحة تفاصيل حملة «حلمهم يبدأ بيك»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، قائلاً إن الحملة من المقرر أن تنطلق نهاية أغسطس المقبل بالتزامن مع المؤتمر الذى تنظمه الوزارة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو مؤتمر عالمى خاص بالصحة والسكان والتنمية فى الفترة من 5 لـ9 سبتمبر المقبل.
وأضاف المصدر أن المؤتمر يأتى لتجديد العقد بالالتزامات الدولية تجاه القضايا السكانية وتأكيد جهود الدولة فى تحقيق الاستفادة من عائدها، مشيراً إلى أنه يتم حالياً الاستعداد لإطلاق الحملة لتكون طريقاً جديداً، ومن المقرر أن تنطلق على مراحل، كل مرحلة منها تضم مجموعة من المحافظات ويتم خلال الحملة توقيع الكشف الطبى وصرف وسائل تنظيم الأسرة والأدوية بشكل مجانى.
وتابع المصدر أن جميع الخدمات تقدم بالمجان ولا يتحمل المواطن فيها أى أعباء مالية، والخدمات تقدم من خلال العيادات الثابتة والمتنقلة والمراكز الحضارية ومراكز رعاية الأمومة والطفولة، مؤكداً حرص الوزارة دائماً على توفير وسائل عديدة ومتميزة لإرضاء جميع المنتفعات ورفع معدلات الاستخدام وخفض معدلات الإنجاب.
من جانبه، أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، أن الحملات التى تطلقها الوزارة والخاصة بتنظيم الأسرة تهتم بتمكين المرأة بهدف تنمية الأسرة ورفع مستواها الاقتصادى من خلال تدريب السيدات وتنمية مهاراتهن ضمن مجموعة من الأنشطة المقدمة للمرأة بنوادٍ مقامة فى الوحدات الثابتة التى تعتمدها الوزارة ويتم الإعلان عنها وهى موزعة على مستوى الجمهورية.
«عبدالغفار»: حملات تنظيم الأسرة تسعى لتمكين المرأة بهدف رفع الوعى بمخاطر كثرة الإنجاب على المرأة وتوعية الشباب والمراهقين
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى الحملات التى تنظمها الوزارة من فترة لأخرى، هناك مجموعة من الندوات على مستوى المديريات والإدارات مقدمة لكل الفئات من الرجال والسيدات والحموات، تحت عنوان «حماتى حياتى»، والمراهقين، وهناك عروض ومسرحيات، وجميع هذه الأنشطة المختلفة تدور حول دور الرجل ومشاركته فى قرار تنظيم الأسرة وليس المرأة فقط ودعم صحة المرأة ودور الشباب فى الدعوة لتنظيم الأسرة، والتوعية بفترة المراهقة والرد على الشائعات حول وسائل تنظيم الأسرة ومفهوم تنظيم الأسرة ومردوده على صحة الأم والطفل.
وأوضح أن حملات تنظيم الأسرة لها دور كبير فى توعية السيدات بالمخاطر الصحية الناتجة عن كثرة الإنجاب، وخفض وفيات الرضع، مؤكداً أن من حق كل سيدة الحصول على وسيلة لتنظيم الأسرة آمنة وفعالة، وهو ما تحاول وزارة الصحة والسكان تحقيقه من خلال هذه الحملات.
وقال «عبدالغفار» إن مصر تمتلك حلولاً كثيرة وجديدة بالنسبة لوسائل تنظيم الأسرة، خاصة أن وسائل تنظيم الأسرة تقدم مجاناً، إلى جانب وصول خدمات تنظيم الأسرة إلى الأماكن النائية ومحافظات الصعيد من خلال خدمة الطبيب الزائر، مطالباً المواطنين بضرورة الاستفادة من الحملات التى تنظمها الوزارة والخاصة بتنظيم الأسرة للحد من خطر القضية السكانية والاستفادة التامة من الخدمات التى توفرها الدولة على المستويات المختلفة الطبية والاقتصادية والتعليمية.
وأضاف الدكتور عمرو حسن، مستشار وزير الصحة لشئون السكان وتنمية الأسرة، أن قضية الزيادة السكانية من القضايا المهمة التى تهتم بها الدولة كثيراً، لافتاً إلى أن الزيادة السكانية تلتهم ثمار أى تنمية، بل وتعمل على إعاقتها، وأشار إلى أن جميع المؤسسات المعنية بالدولة، وعلى رأسها وزارة الصحة بقطاعاتها المختلفة، تقدم مجموعة من الأنشطة ممثلة فى الحملات والندوات لرفع مستوى الوعى تجاه تنظيم الأسرة والتى ترتبط بشدة بالقضية السكانية.
وتابع «حسن» أن جزءاً من تحسين المؤشرات السكانية يعود إلى الحملات التى تقوم بها الدولة والاهتمام بالقضية السكانية، ويحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على توضيح خطر القضية السكانية فى كل الافتتاحات والمشاريع التى يتم تدشينها على مستوى الجمهورية.
مصدر: المواطن لا يتحمل أى أعباء مالية.. وتوفير وسائل عديدة ومتميزة لإرضاء المنتفعات وخفض معدلات الإنجاب
وأوضح مستشار وزير الصحة لشئون السكان أن مصر تحتل المركز 14 عالمياً من حيث عدد السكان، والأولى عربياً والثالثة أفريقياً، مؤكداً أن القضية السكانية ليست قضية الحكومة وحدها بل هى قضية مجتمع كامل، والحكومة وحدها لن تستطيع الحد من الزيادة السكانية بل بحاجة إلى كل فرد داخل المجتمع.
وطمأن «حسن» المواطنين بشأن نجاح الحملات التى تقوم بها الدولة لتنظيم الأسرة والحد من القضية السكانية، حيث أشار إلى وجود تحسن فى انخفاض عدد المواليد سنوياً، الذى انخفض إلى نصف مليون نسمة مقارنة بـ2014 وفقاً لآخر إحصائيات صدرت عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء.
وأضاف «حسن» أن معدل الإنجاب الكلى انخفض من 3.5 فى 2014 إلى 2.8 مؤخراً، وهذا مؤشر جيد للغاية فى ظل الإشارات المتكررة للقيادة السياسية عن خطورة الزيادة السكانية، والانخفاض الجيد لا بد من الاستمرارية عليه وعدم التوقف.
وأشار إلى أن أحد أخطر أسباب الزيادة السكانية هو المفاهيم المغلوطة، وبعض المحافظات تنتشر بها المفاهيم المغلوطة الخاصة بتنظيم الأسرة والعادات والتقاليد الخاطئة، خاصة فى الريف والصعيد، كالشائع مثل «اربطى الراجل بالعيال، لو مخلفتش ولد تفضل تخلف، ومفهوم العزوة، جيبوا عيال كتير تكون عزوة ليكم».
وأكد أن كثرة الإنجاب دون فوارق تؤثر صحياً على المرأة وتصاب بعدد من الأمراض كالإصابة بهبوط الرحم، وشحوم الجلد، والأنيميا الحادة، واحتمالات الإصابة بأمراض السكر وارتفاع ضغط الدم، لافتاً إلى أن كثرة الإنجاب تجعل المرأة تشعر بالتعب وعدم الراحة طوال فترة النهار وعدم القدرة على التركيز مع الأبناء.
وتابع أن كثرة الإنجاب تجعل المرأة لا تهتم بمظهرها ولا بشرتها، ونتيجة متوقعة لكثرة الإنجاب والإهمال الذى تتعرض له المرأة فتظهر مشاكل بين المرأة والزوج والدخول فى حال اكتئاب من كثرة المسئوليات عليها خلال فترة النهار، لذلك لا بد من الوقوف عند خطر القضايا السكانية والوقوف بجانب الدولة للشعور بالتنمية والطفرة التى تشهدها البلاد على جميع المستويات.
وكشف «حسن» عن أن المحافظات الأكثر فقراً هى المحافظات الأعلى تسرباً من التعليم والأعلى أمية والأعلى إنجاباً وتتركز فى محافظات بعينها مثل قنا والمنيا وسوهاج وأسيوط، مشيراً إلى أهمية محاربة المفاهيم المغلوطة التى سبق ذكرها ورفع الوعى بخطورة كثرة الإنجاب على صحة المرأة والعزوة ليست بإنجاب الكثير ولكن بالاكتفاء بطفلين والاهتمام بتربيتهما للاستفادة منهما وتعليمهما جيداً لينعكس ذلك على المستوى الاقتصادى على الأسرة والمجتمع.
وقال: «تنظيم الأسرة مشروع استثمارى تنفذه الدولة وعلى جميع الجهات العمل على تنفيذ هذا المشروع لا سيما المواطن نفسه وعليه إدراك أن خطر القضية السكانية ليس عليه وحده بل على الأبناء أيضاً، فكثرة الإنجاب وعدد الأطفال تؤثر على تعليمهم وعلى مستوى الرعاية الصحية المقدمة لهم، وقضية الزيادة السكانية كبيرة ومهمة للغاية وعلينا الاستمرار فى تقديم حلول جديدة ومبتكرة والاهتمام بالمراهقين وتوعيتهم بخطر هذه القضية».