ماذا يحدث في العلمين؟

لؤي الخطيب

لؤي الخطيب

كاتب صحفي

على أرض العلمين الجديدة، يُقام واحد من أكبر المهرجانات في المنطقة، والذي شهد أولى حفلاته في سهرة الجمعة والتي أحياها النجم تامر حسني.

على نفس هذه الأرض قبل سنوات، كانت الألغام حاضرة، والصحراء قاحلة.

هذا ما حدث.. ليس في العلمين وحدها وإنما في أكثر من ٢٠ مدينة جديدة يتم تنفيذها الآن.

تأمل فعاليات مهرجان العلمين.. كم فرصة عمل يوفرها المهرجان وحده؟وكم فرصة عمل ستتوفر خلال الفترة القادمة حينما تتوجه الأنظار نحو تلك المدينة الساحرة؟

كم سائح سيزور المدينة ويصبح ذلك موردا من موارد النقد الأجنبي؟

هذه أسئلة هامة ومحورية، لأنها في صلب الإجابة على السؤال الأشهر: المواطن استفاد ايه من كل ده؟

فرص عمل، سياحة، ترويج لمصر كلها.. هذه استفادة مباشرة للمواطن المصري، ليس فقط في العلمين وإنما في كل المدن المصرية.

اللافت هنا، أن الهجوم على هذه المشروعات ينطلق من فكرة أن الإنفاق عليها تسبب في ضغوط اقتصادية، وهذه حقيقة بالفعل، لكن التعامل مع هذه الحقيقة لا يمكن أن يكون بمعزل عن حقيقة أخرى تقول إن الضغوط التي يمكن احتمالها اليوم، ستكون مستحيلة خلال السنوات القادمة لو تُركت الأمور على حالها.

تعداد السكان في مصر تجاوز الـ١٠٠ مليون بالفعل، والتقديرات الواقعية التي لا تُفرط في التفاؤل، ولا تستغرق في التشاؤم، تقول إن عدد المصريين سيبلغ نحو ١٦٠ مليونا بحلول عام ٢٠٥٠، أي بعد أقل من ٣٠ عاما.

بحسبة بسيطة، وبافتراض أن كل إمكانياتنا اليوم كالبنية التحتية تكفي العدد الحالي، فهذا معناه أننا نحتاج أن نضيف أكثر من نصف ما لدينا تقريبا خلال السنوات القادمة لاستيعاب الزيادة السكانية.. فما بالك وما لدينا لا يكفينا أصلا؟

نحن نسابق الزمن لسد الفجوات الموجودة في كل شيء تقريبا، ولمواكبة الزيادة السكانية، المدن الجديدة والبنية التحتية عموما ليست من قبيل التفاخر أو التباهي، وإنما هي احتياج شديد الإلحاح.

وبناء على ما سبق، لنتخيل معا لو أن الدولة كانت قد اختارت تأجيل هذه المشروعات لتجنب الضغوط اليوم، كيف سنتحمل الضغوط المضاعفة في المستقبل حينما تتسع الفجوة أكثر؟