«تحت السيطرة وأحلام سعيدة».. دراما فنية تناولت أجواء العلاج النفسي

كتب: آية الله الجافي

«تحت السيطرة وأحلام سعيدة».. دراما فنية تناولت أجواء العلاج النفسي

«تحت السيطرة وأحلام سعيدة».. دراما فنية تناولت أجواء العلاج النفسي

اهتمت الدراما المصرية فى السنوات الأخيرة بتسليط الضوء على طرق العلاج النفسى الجماعى أو ما يعرف بـ«الثيرابى جروب»، التى تحدث فيها مناقشة الكثير من الإشكاليات والضغوط النفسية والاجتماعية التى يتعرّض لها الإنسان، وكيفية الوصول إلى حل من خلال مشاركة أفراد المجموعة لمشكلاتهم، وتفاعلهم مع بعضهم البعض، ومن تلك الأعمال الدرامية مسلسل «تحت السيطرة»، الذى عُرض فى شهر رمضان عام 2015، وتناول أهمية ذلك النوع من العلاج الجماعى فى تعافى مجموعة من المدمنين، كما ظهرت مجموعات «الثيرابى» فى مسلسل «حلاوة الدنيا» عام 2016، وكانت المجموعة مركزة حول مشاركة الضغوط النفسية والمخاوف التى يتعرّض لها مرضى السرطان.

ومن الأعمال الأخرى التى تحدّثت عن العلاج الجماعى، مسلسل «أحلام سعيدة» عام 2022، والذى عانى أبطاله من مشكلات نفسية مختلفة جعلتهم يجتمعون فى إحدى عيادات «الثيرابى»، وتناول كذلك مسلسل «ريفو»، الذى عرض عام 2022، أهمية مجموعة «الثيرابى» وتأثيرها على تحسين الصحة النفسية لأبطاله، كما عرض مسلسل «الليلة واللى فيها» أساليب تلك المجموعات العلاجية لحل المشكلات الزوجية، التى تعتبر أحد أسباب الضغوط النفسية.

«سعد الدين»: من المهم الاستعانة بمختصين

وبدوره، أكد الناقد الفنى أحمد سعد الدين أهمية الدراما فى مناقشة جميع الظواهر والمشكلات التى يعانى منها المجتمع، والتى منها الضغوط والأمراض النفسية وكيفية التغلب عليها باللجوء إلى الطبيب أو المختص النفسى، باعتبار الدراما مرآة عاكسة لما يعيشه أفراد المجتمع، مشيداً بالأعمال الدرامية التى تناولت أساليب العلاج النفسى الجماعى ومجموعات الدعم الاجتماعى، مثل مسلسل «تحت السيطرة»، ومسلسل «تغيير جو» الذى عرض رمضان الماضى وتناول طريقة السيكو دراما فى علاج مجموعة من الأفراد.

وأضاف: «من الضرورى أن يستعين كاتب السيناريو الذى يتناول الموضوعات النفسية والاجتماعية بمختصين فى الطب النفسى وعلم الاجتماع حتى يكون العمل مبنياً بطريقة صحيحة، على أن تمتلك الشركة المنتجة عيناً خبيرة لتحديد الطريقة المثلى لعرض المشكلة أو القضية التى يتناولها العمل الدرامى أو السينمائى، بما يقدّم رسالة تخدم المجتمع وفى الوقت نفسه لا يخلو من العنصر الترفيهى».

من جانبه، قال الدكتور محمود علام، كاتب واستشارى إرشاد نفسى، إن من الضرورى تقديم الشخص الذى يعانى من الاضطراب النفسى فى الأعمال الدرامية والسينما بصورة واقعية وعادلة، من خلال وصف دقيق لمشاعره وصراعاته النفسية، مع توضيح أن الكثير من الحالات تظهر فى صورة أشخاص عاديين، لهم مظهر جيد، مضيفاً: «لازم نغير المفاهيم المغلوطة عن المرضى النفسيين ونعرض حالات العلاج الجماعى بواقعية ومحاكاة.. مش من الواقعى والعادل نعرضه على أنه شخص غير متزن أو فج أو لبسه مبهدل وبيعمل حركات لاإرادية بوشه أو عينه».

واعتبر «علام» أن الإدمان من أهم الموضوعات التى يمكن مناقشتها فى الدراما والسينما، لأنه غير مقتصر على إدمان المواد المخدّرة، فهناك إدمان للسوشيال ميديا، وإدمان للإباحية، وإدمان عاطفى، فضلاً عن إدمان الطعام، وإدمان الألعاب الإلكترونية، كما ظهر مؤخراً نوع آخر من الإدمان، وهو إدمان التريند أو ما يُعرف بهوس الشهرة، مؤكداً أن تلك العناصر التى تندرج تحت خانة الإدمان تصلح لبناء مسلسلات وأفلام جاذبة للمشاهد، يمكن من خلالها تعريفه بشكل موسّع عن تلك الجماعات العلاجية ودورها فى العلاج: «لازم نعرّف الناس من خلال الدراما والسينما أن العلاج النفسى مش وصمة ولا عار.. وأنه ضرورى لحالات كتير».


مواضيع متعلقة