الطريق للمناعة الطبيعية في التربية المنزلية للدواجن.. يبدأ بنشر الوعي والفصل بين الدجاج والبط

الطريق للمناعة الطبيعية في التربية المنزلية للدواجن.. يبدأ بنشر الوعي والفصل بين الدجاج والبط
فى الوقت الذى يعتبر فيه خبراء أن «التربية المنزلية» للسلالات المحلية والمستنبطة باتت «ملاذاً للكثيرين من ارتفاع الأسعار»، ينبّه آخرون فى الوقت نفسه إلى ضرورة نشر الوعى بشروط التربية الآمنة السليمة لتجنّب انتشار الأمراض وفقد المنتج. هذا ما يؤكده الدكتور كمال مصطفى، أستاذ المناعة الوراثية بمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى، التابع لمركز البحوث الزراعية، مشيراً إلى أنه يجب البدء بنشر «الوعى» بشكل مبسّط بين ربات البيوت وصغار المربين، قائلاً: «لازم نعمل وعى ثقافى الأول لربات البيوت حول طرق التربية بشكل مبسط، ليحصلوا على أفضل النتائج وأكبر عائد من الدجاج الذى يربونه، وفى الوقت نفسه لا يكونون سبباً لانتشار الأمراض».
وتتلخص طرق التربية السليمة، وفقاً للدكتور كمال مصطفى، فى توفير سُبل الرعاية الفنية المتمثلة فى توفير «درجات الحرارة المناسبة والفرشة والتهوية»، هذا فضلاً عن توفير الرعاية الصحية والمتمثلة فى برنامج التحصين والتطهير والبرنامج العلاجى الذى يمكن أن يطبّق خلال فترة التربية كلها، وكلما أحسن المُربى الرعاية الصحية والفنية حقّق أفضل النتائج».
ورغم ما يشير إليه الدكتور مصطفى عن أن «التحصينات» مهمة لو كنا نربى عدداً صغيراً من الطيور، ولو 50 طائراً، تماماً مثلما هى مهمة لتربية 5000 طائر، إلا أنه يشير إلى أن التربية المنزلية غالباً ما تعتمد على تربية الطيور بشكل طبيعى دون أى أدوية أو تحصينات، لأن شراء «أمبول» واحد من هذه التحصينات أو الأدوية سيكون مُكلفاً بالنسبة لربة المنزل أو للمربى الصغير بشكل عام. وانطلاقاً من هذه الحقيقة، يقدّم أستاذ المناعة عدداً من النصائح حول كيفية رفع مناعة الطيور بشكل طبيعى حتى لا تتعرض لأمراض، وتزيد مناعتها فى مواجهتها، مشيراً إلى أنه «لا بد أن يكون الجو الموجود فيه الطائر مُهيأً صحياً، بمعنى أن يكون المكان نظيفاً بشكل كبير جداً، وبعيداً تماماً عن أى مصدر من مصادر انتقال العدوى، سواء كانت فيروسية أو بكتيرية».
ولكى يحدث ذلك «لا بد من عمل برنامج تطهير جيد جداً، بحيث نقضى كلياً على معظم البكتيريا، ونقوم بتثبيط الفيروسات الموجودة فى قلب المكان، ليكون المكان مهيأً صحياً لكى ينمو فيه الطائر، ويجب توعية ربات البيوت بكيفية عمل برنامج التطهير هذا، بهدف تقليل ما يُعرف بـ«الحمل الفيروسى والبكتيرى» فى حيز الهواء والمكان الذى يعيش فيه الطائر. وبرنامج التطهير، حسبما يضيف أستاذ المناعة، هو جزء مما يُعرف ببرنامج «الأمان الحيوى» الذى يشمل أن يتعامل مع الطيور شخص واحد فقط، ومنع أى شخص آخر من التعامل معها، والحيلولة دون وصول أى طيور أو قوارض للمكان.
وإلى جانب ما سبق، يجب أن يكون هناك فصل بين الأنواع المختلفة من الطيور وبعضها البعض، طالما أننا سنربى بطريقة طبيعية دون تحصينات، خاصة أن «البط»، على سبيل المثال، أحياناً ما يكون حاملاً بعض الفيروسات دون أن تظهر عليه الأعراض المرضية، ولكن ينقلها فى الوقت نفسه للطيور الأخرى، كما يحدث فى «الإنفلونزا». وفى هذا السياق، حسبما يؤكد الدكتور مصطفى، يجب ألا يكون الشخص الذى يتعامل مع الطيور، مُتعدّد التنقل بين أنواع طيور مختلفة، قائلاً: «ماينفعش أبقى مربى حمام ولديه إصابة بمرض «نيوكاسل» مثلاً (وهو من الأمراض الفيروسية المعدية الخطيرة التى تسبّب خسائر اقتصادية عالية فى الطيور)، وأدخل للحمام وبعدها أدخل للفراخ، أو آجى من عند البط أدخل للفراخ»، حسب أستاذ المناعة.