«محمد» من قصار القامة يحتفل بتخرجه في حقوق المنيا: واجهت التنمر بشجاعة

كتب: اسلام فهمي

«محمد» من قصار القامة يحتفل بتخرجه في حقوق المنيا: واجهت التنمر بشجاعة

«محمد» من قصار القامة يحتفل بتخرجه في حقوق المنيا: واجهت التنمر بشجاعة

احتفل الطالب محمد محسن علي حسن، البالغ من العمر 22 عاماً، من ذوي الاحتياجات الخاصة، بتخرجه من كلية الحقوق في جامعة المنيا، ويُعد الطالب الأقصر في الجامعة، حيث لا يتجاوز طوله 85 سنتيمتراً.

الاهتمام بالطلاب من ذوي الإعاقة

وقدم «محمد» الشكر إلى رئيس جامعة المنيا، الدكتور عصام فرحات، وإلى عميد كلية الحقوق، الدكتور حسن سند، وأعضاء هيئة التدريس بالكلية، الدكتور رضا ممدوح، والدكتور حشمت محمد عبده، لاهتمامهم بذوي الإعاقة، وأشاد بمهرجانات الألعاب الفردية لذوي الاحتياجات، التي أطلقتها الجامعة في وقت سابق.

وأعرب الشاب الجامعي عن تجربته الصعبة في مواجهة التنمر منذ طفولته، وكيف أن والده وأسرته ساعدوه على تحقيق أحلامه، والتفوق في دراسته، وأضاف أن السخرية من ذوي الإعاقة تحبطهم وتؤثر عليهم نفسياً، ودعا المجتمع إلى التعامل بأفضل طريقة مع هذه الفئة من الناس، وتحفيزهم ودعمهم.

مواجهة التنمر الشرس أثناء الدراسة

وقال «محمد»، في تصريحات لـ«الوطن»، إنه منذ طفولته يواجه تنمراً شرساً، وكان يقابل ذلك بالضيق والضجر في بداية الأمر، لكن والده أقنعه بأن الظروف التي يمر بها هي اختبار من الله عز وجل لمن يحبهم، وأنه يستطيع تحقيق النجاح والتقدم والتفوق في دراسته وحياته، ليجبر الجميع على احترامه وتقديره.

وذكر الشاب أنه ذات مرة كان يسير في الشارع، وواجه تنمر 3 شبان سخروا من قصر قامته، التي لا تتجاوز 85 سنتيمتراً، فرد عليهم بقوله: «شكراً ليكم، أنا طالب في كلية الحقوق بجامعة المنيا»، وقتها رأى في أعينهم الخجل والندم والحرج.

وقال: «أنا راضي بكل اللي كتبه ربنا ليا»، موضحاً أنه كان يرغب في الالتحاق بكلية الطب البشري، وعندما تقدم في الدمج تم رفضه، لأنه لن يستطيع ممارسة مهنة الطب، التي تضم تخصصات صعبة مثل التشريح، ولم يوفق في تحقيق رغبته، فتقبل الأمر عن قناعة ورضا، ثم التحق بكلية الحقوق، واجتهد لتحقيق حلمه، حتى تخرج منها.

كما وجه «محمد» الشكر إلى أسرته، خاصةً والديه اللذين قدما له الدعم والمساعدة والمساندة وسهرا على راحته، وكانا يعاملاه كأخ وصديق، ويحلان له كل المشاكل ويذللان له الصعوبات ويفرحاه وقت الضيق والزعل، وكان والده يكرر عليه عبارة «لاتحزن هتبقى أحسن الناس والكل هيحترمك لما تنجح في حياتك ومستقبلك».

واختتم تصريحاته بتوجيه مناشدة للمجتمع للتعامل بشكل أفضل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، لأن معظمهم يتمتعون بقدرات ومواهب، ويستطيعون فعل الكثير، مطالباً بعدم السخرية منهم وإحباطهم.


مواضيع متعلقة