«سكك صعيد مصر».. محطة ‏ذكية عملاقة تجسد العبقرية

كتب: كريم روماني

«سكك صعيد مصر».. محطة ‏ذكية عملاقة تجسد العبقرية

«سكك صعيد مصر».. محطة ‏ذكية عملاقة تجسد العبقرية

مساحة واسعة من الأرض، مملوكة لهيئة سكك حديد مصر، مساحتها 57 فداناً، خالية من أى أنشطة، محاطة فقط بعدد من خطوط السكة الحديد، سواء خط «الإسكندرية - أسوان»، أو إيتاى البارود، ولم تُستغل هذه الرقعة «مثلث بشتيل» فى أى أنشطة من قبل رغم موقعها الاستراتيجى المهم.

منذ عامين، فكرت هيئة السكة الحديد فى استغلال هذه المساحة الاستغلال الأفضل، وعقد المهندسون اجتماعات مكثفة مع مختلف إدارات هيئة السكة الحديد، سواء التشغيل أو التدريب أو الصيانة أو الورش وغيرها من الإدارات المتخصصة لوضع تصور كامل لمحطة هى الأضخم فى محطات السكة الحديد، إلى أن تقرر إنشاء محطة سكك حديد صعيد مصر.

المحطة لها أهمية كبرى مقارنة بمحطة قطارات مصر للسكك الحديدية برمسيس، رغم أن كلتيهما أنشئت لخدمة المواطن المصرى، حيث تم إنشاء محطة مصر برمسيس عام 1854 وكان عدد سكان مصر وقتها 4 ملايين مواطن بينما يبلغ عدد سكان مصر حالياً 104 ملايين نسمة، لذا كانت الحاجة لإنشاء محطة سكك حديد صعيد مصر لتسهيل حركة تنقل المواطنين، خاصة أن مستخدمى السكك الحديدية حالياً يصل عددهم إلى 1.1 مليون راكب يومياً، بالإضافة إلى وجود 10 آلاف كم سكك حديدية حالياً، وسوف تزداد مع إنشاء الخطوط الجديدة وازدواج الخطوط المفردة مقابل 400 كم سكك حديدية كانت تخدم سكك حديد مصر عام 1854، فتم التخطيط لبناء هذه المحطة، خاصة لأن محطة رمسيس لا تقبل التوسع ولا توجد إمكانية لزيادة عدد الأرصفة وتعانى من الازدحام الشديد.

وعلى قدم وساق، بدأ مهندسون وعمال وفنيون مصريون العمل على إنشاء محطة سكك حديد صعيد مصر، منها أعمال خاصة بالبناء والتشييد، وأخرى بالطلاء والدهانات، وأعمال فنية فى الكهرباء، وأخرى خشبية لتركيب بوابات لمكاتب جميع الإدارات المتخصصة فى السكة الحديد.

«الوطن» قامت بجولة فى محطة سكك حديد صعيد مصر، حيث تقدمت الأعمال بصورة كبيرة فى تشطيب المحطة، ومنها أعمال التشطيبات الخاصة بجميع مبانى المحطة.

بدأت الجولة من مبنى المحطة ‏الرئيسى المُقام على مساحة 31 ألف متر مربع، ويتكون من بدروم، من المقرر أن يُستخدم كجراج للسيارات، ودور أرضى و2 دور متكرر.

ويشتمل المبنى على 6 أرصفة ‏لخدمة ركاب الوجه القبلى، و4 أرصفة لخط المناشى، وإنشاء ‏سكك حوش المحطة ‏وربط سكك الورش بالسكك الطوالى «أسوان / الإسكندرية - المناشى - البضائع».

وتمكّن مهندسو المشروع من تركيب قضبان خطوط السكة الحديد، حيث يمر حالياً عدد من القطارات بالمحطة بنوعياتها المختلفة، سواء الركاب أو البضائع، ويبلغ إجمالى أطوال السكك الحديدية ‏بالمحطة 22 كم بعدد 89 مفتاحاً.

الدور الأرضى فى المحطة يشتمل على جزء تجارى ضمن مول تجارى متكامل بالدور «الأول - الثانى»، وأماكن إدارية ‏بالدور الأرضى خاصة بالعاملين بالمحطة، ‏بالإضافة إلى 28 شباك تذاكر ودورات المياه ‏ومنطقة الهرم الزجاجى بالبهو الرئيسى ‏للمحطة ‏الذى يبلغ ارتفاعه 40 متراً، ويضم الدور الأول والثانى للمحطة محلات تجارية ومناطق استثمارية.

ويجرى حالياً تنفيذ ‏2 نفق سيارات ونفق للمشاة للدخول والخروج ‏من محور الفريق كمال عامر ‏ولربط جراج المحطة ‏بالمحور و2 نفق سيارات ‏باتجاه شارع السودان ونفق للمشاة ‏لربط الشارع بجراج المحطة.

وستقدم محطة سكك حديد صعيد مصر أعلى مستوى من الخدمات للركاب، حيث ستكون محطة ‏ذكية تبادلية عملاقة ذات طابع فرعونى وذات مستوى عالمى من الخدمات، وتحتوى على شاشات إرشادية للراكب وبوابات تذاكر إلكترونية وماكينات «TVM» وكاميرات مراقبة، ‏‏وهى محطة مكيفة الهواء ‏فى كافة طوابقها وبها خدمة «Wi-Fi» ‏وتشتمل على نظام حديث للإطفاء والإنذار، وفق تقرير صادر عن وزارة النقل.

مساحتها تصل إلى 57 فداناً وتخدم 250 ألف راكب يومياً وبها شاشات إرشادية ونظام حديث للإطفاء والإنذار

إجمالى مساحة المشروع 239 ألف متر مربع تقريباً، أى ما يعادل 57 فداناً، ويشمل المشروع مبنى المحطة الرئيسى على مساحة 31.000 م2 بإجمالى مساحة بنائية 112.000 م2، وملحقات المحطة من مبانٍ خدمية وورش صيانة وأرصفة وخطوط سكك حديدية على مساحة 164.000 م2 وعمارات استثمارية على مساحة 44.000 م2، حيث من المتوقع أن تبلغ الطاقة الاستيعابية للركاب بالمحطة 250 ألف راكب يومياً.

المشروع وفر 7500 فرصة عمل ويضم جراجين يسعان 750 سيارة و28 شباك تذاكر ودورات مياه لخدمة الركاب

وأتاح المشروع منذ بداية تنفيذه حتى الآن فرص عمل بلغت حوالى 7500 فرصة عمل بالمشروع، ويوجد فى المبنى الرئيسى بدروم سيُستخدم كجراج يسع 250 عربة، بالإضافة إلى جراج مخطط أسفل المنطقة السكنية التجارية الإدارية يسع 500 عربة.

وأكد المهندس أنور نجيب، مسئول التشطيب المعمارى بالمحطة، أنه تم الانتهاء من أعمال التشطيبات فى الجزء الإدارى من المحطة الذى يشتمل على شبابيك التذاكر وإدارة المحطة من مكتب رئيس المحطة ورئيس الحركة وناظر المحطة، فضلاً عن غرف الطوارئ وكاميرات المراقبة واستراحات العاملين بالمحطة، سواء الكمسارية وقائدو القطارات والمهندسون.

«نجيب»: التشطيبات تمت بمواد وبأيادٍ مصرية 100%.. وجميع الأعمال تتم وفق المواصفات العالمية  

وأضاف أنور، لـ«الوطن»، أن أعمال التشطيبات الخاصة بالمحطة تمت بمواد مصرية وبأيادٍ مصرية بنسبة 100%، وجميع الأعمال تتم وفق المواصفات العالمية وهناك متابعة مستمرة من المشرفين للوقوف على جودة الأعمال ومدى دقتها لتقديم أفضل الخدمات لجمهور الركاب، واصفاً المشروع بأنه مشروع ضخم ومهم فى ملف السكة الحديد من ناحية ومهم بالنسبة لركاب صعيد مصر من ناحية أخرى. 


مواضيع متعلقة