مساعد وزير الخارجية الأسبق: أفريقيا تئن تحت وطأة الديون والفقر

مساعد وزير الخارجية الأسبق: أفريقيا تئن تحت وطأة الديون والفقر
قال السفير الدكتور محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى «قمة نيروبى» تأتى من منطلق أن المصالح الأفريقية على رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية خلال السنوات الأخيرة. وأضاف، فى حوار لـ«الوطن»، أن مناقشة القضايا الأفريقية المشتركة، والخطوات الواجب اتخاذها خلال الفترة المقبلة لإطلاق السوق التجارية الحرة الأفريقية، ومناقشة أزمة السودان، ملفات مهمة على رأس أجندة القمة.
ما الأهمية التى يمثلها هذا المؤتمر؟
- تكمن الأهمية فى مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى هذه القمة التى تعقد مرتين سنوياً بعد استحداثها فى 2019 إبان الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى، بهدف إدخال الإصلاح المؤسسى على الدول الأفريقية؛ لتعبر القمة مجدداً عن التزام مصر بالقضايا الأفريقية. وتناقش القمة القضايا الأفريقية المشتركة، لا سيما الخطوات اللازمة لإنشاء السوق الحرة الأفريقية، وتأثير التغيرات المناخية على القارة السمراء، التى أصبحت تئن بسبب الأضرار التى تعانى منها، فى ظل الديون والفقر الذى يعانى منه كثير من الدول الأفريقية.
الرئيس دعا إلى إعادة الإعمار وتحقيق التكامل بين الدول.. وتسريع إطلاق منطقة التجارة الحرة الأفريقية
ما أهم المحاور التى جرى مناقشتها بالتفصيل خلال القمة؟
- جاءت مشاركة مصر فى القمة لتؤكد أن مصالح الدول الأفريقية لها الأولوية بالنسبة للسياسة الخارجية المصرية، والتى كان من بين مبادراتها التوصل لهذه القمة التنشيطية الأفريقية التى تم استحداثها إبان الرئاسة المصرية التى شهدت أيضاً إطلاق المنطقة الاقتصادية القارية الأفريقية. واعتنت القمة بجهود الإصلاح المؤسسى للاتحاد الأفريقى وفى إطار محور تقسيم العمل والمهام بين التجمعات الاقتصادية الإقليمية ومفوضية الاتحاد الأفريقى والمبادرات القارية والتى ترأس مصر من بينها «نيباد». كما يتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الريادة فيما يتعلق بمشروعات إعادة الإعمار والتنمية والمساعى التى تنشدها القمة التنسيقية وهى التكامل الإقليمى بين دول القارة، خاصة التكامل الاقتصادى والتجارى، وإبراز أهمية الإسراع بإطلاق منطقة التجارة الحرة الأفريقية. وألقى الرئيس كلمة خلال القمة استعرض خلالها جهود مصر خلال فترة رئاستها لـ«نيباد»، وكانت مصر قد سلمت زامبيا رئاسة «الكوميسا» بعد أن قدمت خلال فترة رئاستها لها كل الجهد من أجل تحقيق هذا التكامل الاقتصادى القارى.
وما أبرز الملفات الأخرى؟
- الأزمات الأفريقية على رأس أولويات القمة، حيث يمكن للرئيس السيسى بحثها مع ويليام روتو، رئيس جمهورية كينيا، لدفع التطور الإقليمى للمنطقة، خاصة فى ظل الأوضاع الشائكة فى السودان، وسيحيطه بنتائج قمة دول الجوار والمخاطر المحيطة بها والجهود المبذولة فى إطار التلاقى بين مصر وإثيوبيا والسودان، بشأن إطلاق مفاوضات تقود للتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم بشأن سد النهضة، وتكون بداية أيضاً لاستعادة دول حوض النيل المجتمعة لزمام المبادرة نحو إقامة علاقات مبنية على دعم التعاون والتكامل الإقليمى المنشود، والتصدى للتحديات السياسية أو الأمنية أو البيئية، فى إطار وحدة الهدف والمصير لدول حوض النيل ودول قارتنا الأفريقية.
ما أبرز المبادرات التى قدمتها مصر لأفريقيا؟
- مصر جزء من القارة، وتتأثر بالأحداث الدائرة بها، ولعل أقربها كان الأزمة السودانية، الأمر الذى يؤثر بشكل مباشر على الأمن القومى للدول المجاورة، وقد دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى الأسبوع الماضى لقمة دول جوار السودان، التى شارك فيها قادة دول الجوار السبع، الذين وضعوا إطاراً لوقف إطلاق النار، ودخول المساعدات الإنسانية، وإطلاق حوار جامع للأطراف. ويأتى الاهتمام بهذه القضية على اعتبار أنها ضمن دول القارة الأفريقية، وأيضاً إدراكاً لأهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة.
المناخ والجلسات
لا يزال الرئيس السيسى رئيساً لقمة المناخ حتى نهاية نوفمبر المقبل، حيث سيتم تسليمها للإمارات، وأعتقد أنه خلال القمة سيتم استعراض خطة مصر خلال رئاستها لـ«نيباد» عن المناخ وهى الجلسة المخصصة لموضوعات البيئة والتغيرات المناخية، وسيتحدث الرئيس عن جهود مصر لمواجهة التغيرات المناخية بوصف مصر الرئيس الحالى لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27 والجهود التى بذلتها لدعم القارة خلال قمة شرم الشيخ.