روشتة الوقاية من التلوث بالأجهزة الكهربائية.. ابتعد قدر الإمكان

روشتة الوقاية من التلوث بالأجهزة الكهربائية.. ابتعد قدر الإمكان
دراسات علمية عديدة رصدت ظاهرة انتشار التلوث الكهرومغناطيسى المنبعث من الأجهزة المنزلية، واقترحت توصيات وحلولاً لتجنبها والوقاية منها.
أكدت الدكتورة أمل سعد الدين، أستاذ صحة البيئة والطب الوقائى، العميد الأسبق لمعهد بحوث البيئة والتغيرات المناخية، أن الإنسان العصرى يتعرض إلى جرعات كبيرة من الموجات الكهرومغناطيسية من مصادر كثيرة وأهمها التليفون المحمول، وكذلك الأدوات المنزلية الكهربائية مثل المكانس والخلاطات والميكروويف والسخان الكهربائى والتليفزيونات، وغيرها من الأجهزة المنزلية.
وأوضحت الدكتورة أمل سعد الدين أنه بالإضافة إلى المصادر السابقة للموجات الكهرومغناطيسية، تأتى التعرضات للموجات الكهرومغناطيسية عند اختيار السكن بجوار أسلاك الجهد العالى أو محطات تقوية المحمول، وفى المهن المختلفة مثل الأطباء والتمريض والمساعدين عند استخدام أجهزة التشخيص المختلفة، وعمال الجهد العالى والمصانع التى بها ماكينات تعمل بالكهرباء حسب الجهد الكهربائى المستخدم فيها، وغيرها.
وأشارت أستاذ صحة البيئة والطب الوقائى إلى أن دراسات عالمية أثبتت أن معدل امتصاص الموجات الكهرومغناطيسية يعتمد على تردد الموجات الكهرومغناطيسية وعلى عوامل مناخية مثل التهوية ودرجة الحرارة والرطوبة، كذلك يعتمد على الاختلافات الشخصية مثل السن وكمية التعرض. وفيما يتعلق بالمحمول تحديداً، فقد أثبت كثير من الدراسات، وفقاً لـ«سعد»، ارتباط ارتفاع نسب الإصابة بأورام المخ باستخدام المحمول لمدد طويلة خاصة بين مستخدميه بأذن واحدة باستمرار، وإن كانت دراسات أخرى نفت ذلك الارتباط، فيما عدا احتمال حدوث الأورام فى مخ مستخدمى المحمول لمدة تزيد على 10 سنوات.
وشملت الآثار الصحية السلبية للمحمول كذلك، ارتفاع حدوث بعض الأعراض المرضية مثل الشعور بالسخونية حول الأذن وآلام الرأس، التى تختلف عن الصداع المعتاد مع الشعور بالإجهاد. ولكن تم تفسير حدوث هذه الأعراض بتأثير استخدام أذن واحدة مما قد يؤثر فى الأذن الوسطى وينتج عنه الشعور بالصداع والغثيان والدوخة، وقد لوحظ أن هذه الأعراض تتزايد مع زيادة مدة الاستخدام.
وأشارت أستاذ صحة البيئة والطب الوقائى إلى أن دراسات أخرى أثبتت ارتفاع ضغط الدم عند استخدام المحمول فى الحديث لأكثر من خمس دقائق، ولكن فى الوقت نفسه فإن هناك من أرجع ذلك لمدة التركيز، خاصة بين مرضى الضغط العالى، ولا تزال الأبحاث تدرس التأثيرات الصحية للتعرض للمحمول لأكثر من 10 سنوات، ولزيادة مدة المكالمات ووضع المحمول، وذلك لإيضاح المشكلات الصحية الناتجة عن استخدام المحمول لمدد طويلة والقياسات العالمية للسلامة والاستخدام الآمن. وفيما يتعلق بالتوصيات العلمية للتغلب على هذه المشكلات وتقليل التعرض للموجات الكهرومغناطيسية، بالنسبة للتليفون المحمول، أوضحت أستاذ الطب الوقائى أن الأفضل استخدام المحمول غير ملاصق للأذن عن طريق استخدام (سبيكر؛speaker) للإقلال من كمية التعرض، هذا فضلاً عن الإقلال من استخدام المحمول عموماً وعدم استخدامه فى المكالمات الطويلة.
وأشارت إلى أنه يُفضل عدم استخدام المحمول «داخل الغلاف وأماكن البث الضعيف»، والامتناع عن استخدامه فى أماكن وجود الأجهزة الحساسة، مثل أجهزة المستشفيات والمطارات وغيرها، كما أنه يُحذر استخدامه على مسافة أقرب من 15 سم من مرضى القلب المزروع لهم منظم للضربات لعدم الإخلال بوظيفة منظم الضربات، كذلك يجب عدم استخدامه فى محطات تموين البنزين أو قرب الغازات المشتعلة.
وشملت التوصيات المُتعلقة بالموبايل كذلك، عدم وضعه بجوار السرير أثناء النوم، وعدم وضعه فى الجيب الأمامى للبنطلونات للرجال، وعدم وضعه فى أحزمة حول البطن بالنسبة للفتيات، ويفضل وضعه فى شنطة محمولة فى اليد، وعدم السماح للأطفال أقل من 12 سنة باستخدامه وذلك لعدم نمو عظام رأسهم بشكل كامل، وهو ما قد يسبب مشكلات بالمخ والأعصاب وزيادة فرط الحركة للأطفال، وإلى جانب كل ما سبق تأتى أهمية الإكثار من تناول مضادات الأكسدة كالفاكهة والخضراوات الطازجة للإقلال من خُطورة التعرضات.
وبشكل عام، فقد جاءت التوصيات العامة فيما يتعلق بالأجهزة الكهربائية عموماً لتشمل: البعد عن الأجهزة الكهربائية بمسافة كافية لتقليل التعرض للموجات الكهرومغناطيسية الصادرة منها، وعدم تشغيل أكثر من جهاز حول الإنسان فى نفس الوقت، مثل عدم تشغيل غسالة الملابس والخلاط والميكروويف فى نفس الوقت والإنسان موجود بالمكان، ونزع فيش الكهرباء بمجرد انتهاء عمل أو مهمة الجهاز المستخدم، والالتزام بشروط تشغيل الأجهزة الكهربائية والصيانة الدورية لها خاصة الميكروويف.