«تشاد»: ندعم جهود التسوية السلمية للمواجهات في السودان

«تشاد»: ندعم جهود التسوية السلمية للمواجهات في السودان
أكد محمد ديبى إتنو، الرئيس الانتقالى لتشاد، أنّ «دولته تحيى بشدة عقد قمة دول جوار السودان بالقاهرة، لمتابعة تداعيات الأزمة السودانية»، لافتاً إلى أنّها ستفعل ما بوسعها لكى ينتهى مؤتمرنا، وكذلك أى مبادرة من شأنها دعم جهود التسوية السلمية لوقف المواجهات.
وقال «ديبى»، خلال كلمته اليوم، فى مؤتمر قمة دول جوار السودان، الذى تستضيفه القاهرة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى: «أود فى بادئ الأمر أن أتقدم بخالص الشكر والامتنان لأخى الرئيس عبدالفتاح السيسى وحكومته وشعب مصر، لحفاوة الاستقبال الأخوية التى حظينا بها، ويتحتم علىّ أن أُشير إلى كرم الضيافة لى والوفد المرافق لى عقب وصولنا إلى هذه المدينة الكبيرة القاهرة».
ووجه التحية إلى القيادة المصرية للقمة التى تضم دول جوار السودان، والجهود المبذولة لإنجاح اللقاء، لافتاً إلى أنّ اللقاء يسمح بالتركيز على الموقف المثير للقلق، الذى تمر به السودان منذ اندلاع هذا العداء بين الأطراف المتحاربة، لكى ندرس معاً سبل الخروج من تلك الأزمة، وواصل: «أود أن أنتهز هذه الفرصة للإعراب عن امتنانا الخالص للدعوة التى وجهت إلينا، والتى تشارك بمقتضاها تشاد فى تلك القمة المخصصة لمعالجة تلك الأزمة التى تؤثر على السودان ودول الجوار كافة».
حريصون على إنجاح المؤتمر وأى مبادرة تدعم التسوية بالخرطوم
وأضاف الرئيس الانتقالى لتشاد أن المواجهات التى تدور فى السودان تشكل مصدر قلق بالغ للجميع، مشيراً إلى أن «تشاد» لم تنتهِ معاناتها من تدهور الموقف بسبب استهداف المواجهات للمدنيين، مناشداً بحث حل مشترك ملائم لعلاج هذا الموقف الطارئ ونقص الغذاء والأدوية والمعدات الطبية، والذى كان ضمن الأسباب التى أثرت تأثيراً غير طيب على الأبرياء، وتابع: «يجب أن يكون هناك نوع من التفاعل فى الجهود، ودعم المبادرات الدولية لحل الأزمة السودانية، خاصة من خلال الاتحاد الأفريقى، وإرساء آلية موسعة بشأن السودان»، موضحاً أن دولة تشاد تعانى من العواقب الوخيمة بسبب تلك الأزمة الجارية.
ولفت إلى أنه «خلال أسبوع واحد تم استقبال أكثر من 150 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال، الذين هربوا من القتال للجوء إلى شرق تشاد»، منوهاً بأن «هذه الموجة الأخيرة جاءت إضافة إلى 600 ألف لاجئ سودانى فى تشاد منذ 20 عاماً عقب أزمة دارفور، ما زاد الحمل الذى يمثله هذا العدد الكبير من اللاجئين وأثره الشديد على الموارد، إلا أننا نقوم بواجبنا الأخوى بالإعراب عن الإرادة القويمة فيما يتعلق باستقبال اللاجئين السودانيين الذين يسعون للبحث عن السلام فى تشاد».
وقال «ديبى» إنه قام مؤخراً بزيارة الحدود الشرقية فى تشاد لتفقد وضع اللاجئين السودانيين على المنطقة الحدودية، و«عندما التقيت باللاجئين، كنت مصدوماً مما رأيته، فالأطفال والنساء الذين تركوا كل شىء وجاءوا بأيدٍ فارغة حتى ينقذوا أنفسهم من الموت، قد فروا من دولتهم وكذلك عائلاتهم، وعلينا أن نتجنب تلك الحرب، وتلك العواقب الوخيمة التى تمس المنطقة بأسرها»، مضيفاً: «استقبلنا فى تشاد الفريقين الجنرالين السودانيين من أجل أن يكفا عن الحرب، ونحن نتواصل معهما، وقد ناشدناهما عدة مرات وقف إطلاق النار، وإيثار صوت المحادثات لإيجاد حل سلمى للأزمة التى تهز دولتهما، وإن خطواتنا ومسعانا هى لتطويق الحرب فى السودان».
وتابع: «لهذا منذ بدء الحرب، نسعى إلى وضع حد للحرب وإنهائها، ونحن على قناعة بأن خطواتنا ومسيراتنا بالنسبة لدول الجوار التى تتأثر بالانعكاسات السلبية لتلك الحرب تتطلب القيام بجهود للتسوية السلمية ولإيجاد السلام فى السودان دون أن ننزلق إلى فخ التدخلات الأخرى، ونحن نناشد المجتمع الدولى اتخاذ إجراء فيما يتعلق بمواجهة الأزمة الإنسانية التى تهز السودان، وعلى وكالات الإغاثة الإنسانية أن تضطلع بمسئوليتها وتقديم كافة الدعم الضرورى لهؤلاء اللاجئين».
وأكد أن «مسألة بقاء السودان لشعبها تتطلب الكف الفورى عن القتال، والكف عن كل شكل من أشكال العنف، ووقف إطلاق نار دائماً، مع التوصل إلى حل سياسى عادل وشامل ينخرط فيه كافة الأطراف السودانية، ويجب أن يتم الاهتمام من جانب كافة دول المنطقة، ونحن نتمنى النجاح والتوفيق لتلك القمة».