«دسوقي»: استخراج أوراقي أرهقني.. ونفسي أنزل مصر فورا
دسوقى
أحلام كثيرة راودت الشاب العشرينى منذ الطفولة، إلا أنه اختار طريقه من لحظة دخوله مرحلة الثانوية العامة، رأى نفسه مرتدياً البالطو الأبيض، ويتجول وسط المرضى، ليُقرر حينها دراسة الطب، حتى حال مجموعه فى الثانوية العامة دون ذلك، وعلى أثره غادر الوطن بحثاً عن فرصة أخرى لتحقيق الحلم.
حين علم الطالب محمد دسوقى من والده أنه سيُسافر إلى روسيا لدراسة الطب فى إحدى الجامعات، سيطرت عليه فرحة كبيرة لاستكشاف دولة أخرى وثقافات جديدة، رغم خوفه أيضاً من الإقامة فى بلد غريب.
قبل عام واحد، ودّع «دسوقى» أسرته حازماً أمتعته لمغادرة أرض الوطن: «كنت دايماً باسمع عن روسيا، وأن ناس كتير بتسافر لها للدراسة، وكان نفسى أبقى واحد منهم، لكن كنت خايف من وجودى فى الغربة لوحدى، وبافكر هاعمل إيه هناك من غير أهلى»، وفق ما رواه صاحب الـ19 عاماً لـ«الوطن».
مرّت السنة التحضيرية لـ«دسوقى» فى جامعة كازان الفيدرالية، درس خلالها اللغة الروسية والكيمياء والفيزياء، وهى التى تؤهله لدخول كلية الطب البشرى، وبعدها بعدة أشهر اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية، التى أجبرت الطالب المصرى على التفكير فى النزول إلى أرض الوطن، دون أن يعرف مصيره، أو يسمع بخبر فتح أبواب الجامعات أمام الطلاب الدارسين بالخارج.
رغم عدم مغادرة «دسوقى» روسيا حتى الآن، إلا أنه يعد الأيام والساعات حتى تطأ قدماه أرض الوطن: «اللى يعيش بره مصر يعرف قيمتها بجد، أنا ماطولتش فى روسيا غير سنة، لكن حسيتها سنين طويلة، وعايز أنزل مصر فوراً، كفاية إنى هاكون وسط أهلى وناسى، وباشكر الدولة علشان منحتنا فرصة تحقيق حلمنا فى بلدنا»، وفق تعبير «دسوقى».
قرر العودة للدراسة بجامعة «النهضة»
فرحة عارمة سيطرت على «دسوقى» حين علم بقبول أوراقه فى جامعة النهضة، التى رحّبت بقدومه وغيره من الطلاب الوافدين من دول روسيا وأوكرانيا والسودان: «كنت فرحان جداً إنى خلاص هارجع مصر وأحقق حلمى فى بلدى، وقابلتنى صعوبات كتيرة فى روسيا علشان أعرف آخد ورقى وأقدمه فى جامعة النهضة، لكن كله تم بفضل الله».