نهاية الإخوان.. الثورة قضت على فرص عودتهم في ظل الرفض الشعبي

كتب: سعيد حجازي

نهاية الإخوان.. الثورة قضت على فرص عودتهم في ظل الرفض الشعبي

نهاية الإخوان.. الثورة قضت على فرص عودتهم في ظل الرفض الشعبي

كتبت ثورة 30 يونيو نهاية تنظيم الإخوان، وجعلت فرص عودتهم مرة أخرى معدومة، فلا يوجد ترحيب بهم سواء سياسياً أو شعبياً. قال إسلام الكتاتنى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن ثورة 30 يونيو محفورة فى الذاكرة وفى القلب قبل العقل، ونهنئ أنفسنا بذكرى 30 يونيو وكأنها كانت أمس، فالإخوان هددوا بالحرب الأهلية فى مصر، خاصة مع اعتراض المواطنين على حكم الجماعة، لذلك أرى أن ثورة 30 يونيو كانت كاشفة لجماعة الإخوان وفضحتهم أمام العالم أجمع، فالجماعة دائماً ما كانت تزعم أنها جماعة معتدلة، إلا أن ثورة 30 يونيو كشفت إرهاب تلك الجماعة واستخدامها للعنف، فتلك الثورة العظيمة لم تحمِ فقط مصر بل العالم العربى والعالم أجمع من جماعة الإخوان التى شكلت خطراً على الجميع، والشعب المصرى تيقن أن صعود الإخوان للحكم لا يليق بمكانة مصر صاحبة التاريخ، وهو ما جعل الشعب يتخذ القرار ويزيح الجماعة من الحكم، ولم يكن يصح أن يستمروا فى الحكم أكثر من سنة بعدما اكتشف الشعب المصرى وجههم القبيح.

وأضاف: عودة الجماعة أصبحت مستحيلة، فقد كانت وعودهم كاذبة، فمنذ يناير 2011، وحتى ثورة 30 يونيو لم تسعَ الجماعة سوى للوصول للسلطة من خلال إطلاق شعارات كاذبة منها «مشاركة لا مغالبة»، ومارست الخديعة ضد المواطن المصرى، ونتج عن ذلك حصولها على أغلبية مجلس الشعب ومجلس الشورى، وبعد ذلك قالت الجماعة إنها لن تسعى للمنافسة على رئاسة الجمهورية وستكتفى بما لديها وستتعاون مع كافة القوى الوطنية، وكان ذلك ضحكاً على الجماهير والسياسيين، وشاهدنا ترشح خيرت الشاطر لانتخابات الرئاسة، وحينما تمت إزاحته من الترشح لوجود قضية ضده تم الدفع بشخص يكون ألعوبة ويسهل السيطرة عليه وهو محمد مرسى العياط، سكرتير خيرت الشاطر، وبشهادة السفيرة الأمريكية آنذاك، التى نقلها الدكتور مصطفى الفقى، المفكر السياسى، فى لقاءات سابقة.

وتابع: الكذب والخداع من الأساليب الفكرية داخل تنظيم الإخوان، حاولوا إيجاد مبرر شرعى لكذبهم وأن ذلك لمصلحة الدعوة الإخوانية وحمايتها، حيث إن «دعوة الإخوان هى دعوة الإسلام» وهى مقولة تكفيرية، فكذبوا على الناس وادّعوا أنهم جماعة دينية تقول قول الله ورسوله، لكن الحقيقة التى شهدها الشعب المصرى خلال عام حكمهم أن جميع الإخوان كاذبون، بدءاً من مرشد الجماعة وأعضاء مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة بالمحافظات، فالكذب كان عبارة عن منهج وعنوان عريض رئيسى يمثل الشخصية الإخوانية، ولا نبالغ إن قلنا إن الإخوان يتنفسون كذباً، ورأينا ذلك فى مواقف كثيرة، منها ما قالوه بخصوص مشروع النهضة.

وأكمل: «عودة الإخوان مرة أخرى مستحيلة، وتصريحات الجماعة كذب بواح، وممارسات العنف عجّلت بالقضاء على تنظيم الإخوان وسارعت برحيلهم بعد عام واحد من الحكم شهد فيه المصريون كذب الجماعة وضلالها لأنها استغلت الشعارات الدينية لدغدغة عواطف الجماهير للوصول للسلطة، وأن الإخوان قادمون لحكم مصر لـ500 عام مقبلة، باعتراف الجماعة ذاتها، فالشعب أخذ قراره بعدم استمرار الإخوان، الذين يكذبون ليلاً ونهاراً تحت غطاء (قال الله وقال الرسول)، ويروّجون لتلك الكذبة بمجموعة نصوص دينية يفسرونها حسب الهوى لتحصين قراراتهم أمام الجماهير، فاعتراضك على قراراتهم كأنه اعتراض على الله».

فؤاد الدواليبي: منهجهم قائم على «السمع والطاعة» ولا وجود لمصطلح الديمقراطية في قاموسهم

فيما أوضح فؤاد الدواليبى، أحد القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية والباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أن عودة الجماعة لمصر مرة أخرى مستحيلة، فهناك رفض شعبى وسياسى لوجودهم، إذ إن فكر الإخوان قائم على العنف ولا يعرفون طريقاً للتعامل سوى العداوة أو تكون خاضعاً لهم، وهم لا يؤمنون بالديمقراطية، وحديثهم بغير ذلك محض افتراء، والحديث حول أن محمد مرسى أول رئيس مدنى منتخب غير صحيح وشائعات تروِّج لها الجماعة الإرهابية، فهم لا يؤمنون بالحكم المدنى، لأنها جماعة قائمة على السمع والطاعة ولا تقبل الرأى الآخر، والمكون الفكرى لها قائم على طاعة الأمير وألا تخالفه، وشاهدنا الإعلان الدستورى الذى أصدره محمد مرسى وجعل منه إلهاً لا يتم الطعن على قراراته، المحصنة بقوة الدستور والقانون، فكنا نعيش فى فاشية دينية، المعارضة يتم قتلها وضربها، وهذا ما حدث فى أحداث الاتحادية، حيث قام عناصر الجماعة بقتل المتظاهرين بالخرطوش والتعذيب والاعتداء على بعض المتظاهرين، كذلك أحداث مكتب الإرشاد والاعتداء على الصحفيين والإعلاميين هناك بالإضافة للمتظاهرين، وكل تلك الأمور عجلت بالقضاء على هذا التنظيم.


مواضيع متعلقة