رحيل بلا عودة.. انقسامات ومعارك داخلية واتهامات مالية وأخلاقية بين صفوف تنظيم الإخوان

كتب: سعيد حجازي

رحيل بلا عودة.. انقسامات ومعارك داخلية واتهامات مالية وأخلاقية بين صفوف تنظيم الإخوان

رحيل بلا عودة.. انقسامات ومعارك داخلية واتهامات مالية وأخلاقية بين صفوف تنظيم الإخوان

10 سنوات مرت على ثورة 30 يونيو، التى أطاحت بحكم المرشد، بعد عام من الفوضى فى إدارة مؤسسات الدولة والسعى للسيطرة على مفاصل الدولة. وخلال الأعوام العشرة شهدت جماعة الإخوان انشقاقات وانقسامات ضربت التنظيم، واتهامات متبادلة بين مجموعات الجماعة بالخارج، سواء اتهامات مالية أو تنظيمية أو أخلاقية.

على الصعيد الداخلى، لم يبقَ من الإخوان سوى مجموعات مفككة، فى السجون، فلا يوجد هيكل تنظيمى للجماعة داخل مصر، بعد حل حزبها السياسى وإعلانها جماعة إرهابية، أما فى الخارج فانقسمت الجماعة إلى مجموعات، أبرزها مجموعة «الشيوخ» ممثلة فى القيادات، وتسعى للحوار السياسى، أما مجموعة «الشباب»، وكان يقودها محمد كمال، وترى فى العنف سبيلاً وحيداً لتحقيق أهدافها، فضلاً عن مجموعات أخرى تتنافس كلها لفرض سيطرتها على التنظيم.

«الشوربجي»: انقسامات حادة بين القيادات بالسجون.. و«حسم ولواء الثورة» جناحان عسكريان جديدان للتنظيم

بدوره، قال أحمد الشوربجى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية: ثورة 30 يونيو كانت بمثابة الإعصار الذى حطم نوافذ هذه الجماعة المغلقة، فكشف سرها، وإزاح الغطاء عن فسادها المالى والأخلاقى المتجذر فيها منذ النشأة، وهذا ما كشفه الشيخ أحمد السكرى مؤسس الجماعة مع حسن البنا ووكيلها، وصاحب أول انشقاق حقيقى فى تاريخ الجماعة، بسبب الفساد المالى والأخلاقى فى أعلى مستويات القيادة فى الجماعة.

وأضاف لـ«الوطن»: جاءت 30 يونيو لتؤكد هذا التاريخ الممتد من الفساد وتؤرخ له من جديد، فعلى المستوى التنظيمى انقسمت الجماعة لثلاث جبهات متصارعة، جبهة لندن، وجبهة إسطنبول، وجبهة تيار التغيير أو «الكماليون»، هذا بخلاف الانقسامات الحادة والمتعددة داخل السجون، وعملت الجماعة على تسليح عدة أجنحة عسكرية خاصة بها بعد 30 يونيو تجمعت كلها فى تنظيميين كبيرين هما حسم ولواء الثورة، كما دعمت بالمال والسلاح والأفراد التنظيمات الإرهابية فى سيناء، وتبنت سياسة الإنهاك والإرباك للدولة المصرية.

وتابع: «رغم خطورة ما أقدمت عليه الجماعة بعد 30 يونيو، لكنه كشف زيف الادعاءات التى كانت تصدرها الجماعة طوال الوقت من نبذها للعنف وتخليها عنه، ونجحت الدولة فى سحق هذه التنظيمات وإنهائها، كما نجحت فى سحق التنظيمات الموالية للجماعة فى سيناء، وامتد توسونامى 30 يونيو لخارج مصر، فبدأت موجاته فى زعزعة أعمدة التنظيم فى الدول العربية المختلفة، فاقتلعته فى تونس وأسقطته فى المغرب وفشلت مخططاته فى ليبيا، وانحسر فى السودان، وهرب أعضاؤه وتخفّوا داخل دول الخليج التى بدأت حملة ضارية لاقتلاع جذورهم، فأصبح التنظيم بلا مأوى ولا أرض تقله، يعيش فى الشتات، يعانى من خلافات تنظيمية، بعد فشل التجربة الإخوانية، وفقدان الإيمان بالجماعة، وصراعات على القيادة، وخلافات مالية وفكرية ومنهجية، وأصبحت الجماعة تعانى ضعفاً شديداً لا تجد حليفاً ولا تعرف كيف تخرج من أزمتها.

«أبوطبنجة»: الخلافات وصلت إلى حد إبلاغ الشرطة في تركيا عن اتهامات بعض العناصر بالعمالة 

وقال شريف أبوطبنجة، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، إن هناك انشقاقات وانقسامات داخل التنظيم، سواء فى لندن أو تركيا أو دول شرق آسيا، وكل أقسام الإخوان منقسمة على أمور إدارية ومالية وتمويلية، وبالنسبة لمحمود حسين ومؤيديه فهم يؤيدون العودة بالتنظيم لما قبل عام 2011، بنفس التصميم الهرمى، أما مجموعات الشباب فتسعى للصدام والعنف، وهؤلاء هم مجموعة «الكماليون»، نسبة لمحمد كمال الذى رأى ضرورة حمل السلاح، وسماه الفعل الثورى المبدع، لمواجهة الدولة المصرية، وأنشأ جماعة «حسم».

وأضاف: هناك مجموعات أخرى تسعى لإجراء مراجعات على مستوى السياسة، والتوقف عن الصراع على كرسى الحكم لمدة 10 سنوات، وعلى كل حال فالتفكك الذى أعقب خروج الجماعة من الحكم شهد العديد من المواقف الصعبة، وصلت فى حدتها إلى حد إبلاغ الإخوان الشرطة عن بعضهم البعض فى تركيا، وتبادل الاتهامات بالعمالة للأمن، والاختلاس، والتزوير، وتضارب الأهداف والمبادئ، كذلك قواعد التنظيم تشهد حالة من الانكسار الداخلى، وتعانى الانهزامية والرغبة فى الانعزال عن المجتمع أو التخفى بعيداً عن الأعين، وأصبح شباب التنظيم مهددين بالطرد من أوروبا بعد ثبوت علاقتهم بتنظيمات مسلحة فى سوريا والعراق، وبعد التأكد من أن أفكارهم هى نفسها أفكار التنظيمات الإرهابية».

«البشبيشي»: جناحا الجماعة في إسطنبول ولندن عملاء لمخابرات دولية.. والغرب رفض تصنيفها كجماعة إرهابية لأنها تخدم مصالحه

وقال طارق البشبيشى، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية القيادى الإخوانى المنشق، إن جماعة الإخوان الإرهابية تعيش مرحلة خريف منذ ثورة 30 يونيو، فالجماعة ظلت لمدة 9 عقود تبشّر بأن لديها حلولاً للمشكلات التى يواجهها الشعب، وأنها ستنفذ هذه الحلول حال وصولها إلى سدة الحكم، لذا طلبت من الشعب المصرى أن يقف بجانبها، وأنها ستحكم بما يقول الله، وبالفعل أعطاهم الشعب فرصة، لكن كانت هناك صدمة، ولم يتحملهم بعد أن رأى أنهم لا يهتمون بتخفيف معاناة الشعب.

وأكد «البشبيشى» أن انقسامات الجماعة جعلتها تعيش مرحلة تراجع وانحسار فى مختلف البلدان خاصة العربية، فوجود الإخوان حالياً متمركز فى تركيا ولندن، وكلا الجناحين عملاء لأجهزة مخابرات دولية، خاصة المخابرات البريطانية، ويعملون بالطلب لتنفيذ مخططات أجنبية، لا تخدم مصالح فكرة الدولة الوطنية. وأوضح أن الإخوان يتم تصنيفها كجماعة إرهابية فى عدد من دول العالم مثل: روسيا وكازاخستان، كما تم تصنيفها كذلك فى مصر والسعودية، وفى نوفمبر 2014، صنفتها الإمارات كمنظمة إرهابية، وفى المقابل فإن دولاً مثل الولايات المتحدة وبريطانيا رفضت تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية لأنها تخدم مصالحها.


مواضيع متعلقة