أضاحي المصريين في أفريقيا.. أيادٍ ممدودة بالخير بين أشقاء القارة السمراء

كتب: هاجر عمر

أضاحي المصريين في أفريقيا.. أيادٍ ممدودة بالخير بين أشقاء القارة السمراء

أضاحي المصريين في أفريقيا.. أيادٍ ممدودة بالخير بين أشقاء القارة السمراء

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك وحرص المصريين على ذبح الأضاحي وتوزيعها على الفقراء، يحرص البعض على أن يكون لأبناء القارة السمراء نصيب من لحوم أضاحي المصريين بالعيد، حتى أصبحت ضمن طقوسهم السنوية، إذ ضمنت عددًا من الجمعيات الخيرية صكوك الأضاحي بأفريقيا ضمن بقية أنواع الصكوك البلدي والمستوردة وغيرها، لتبقى مصر كما هي قلب أفريقيا النابض.

رنا الروبي: حققت جلمي بذبح الأضاحي في أفريقيا

ذهبت رنا الروبي استشاري تقويم الأسنان تتحسس طريقها من مطار المدينة الأفريقية لقرية بالقرب من بلدة «جنجا» بأوغندا بعد وصولها من القاهرة بصحبة أخواتها وأصدقائها، لتحقق حلمها بزيارة البلدان الأفريقية الأكثر فقرًا وتقديم «الإطعام» الذي ألفت بهجته في نفسها منذ أن كانت بالـ15 من عمرها، إذ بدأت تقديم الإطعام وذبح الأضاحي بالقرى الفقيرة في مصر، بخطوات كلها حماس توجهت للبلدة ليستقبلها بالترحاب الشديد الأطفال ذوي البشرة السمراء والأسنان ناصعة البياض والقلوب النقية كالذهب، كما يستقبلون جميع زوارهم الغرباء الذين يأتون من كل صوب لتقديم الإعانات، «كنت عايزة أروح أفريقيا من زمان، أنا بعمل الكلام ده هنا في مصر، بندبح هنا وبنوزع على قرى فقيرة هنا بقالنا كذا سنة، كنت عايزة أفريقيا خصوصًا لما عرفت الأوضاع هناك».

طعام الأطفال بمدارس أفريقيا.. دقيق مخلوط بالمياه يقدم في أكواب 

التطوع بمؤسسة «سفراء» كان بوابة «رنا» للوصول لأطفال أفريقيا الذين يعانون من سوء التغذية بسبب نقص الغذاء، وفقًا لحديثها مع «الوطن»، إذ أن طعام الأطفال بالقرية الفقيرة قاصر على تناول الماء المذاب به حفنه من الدقيق، «حاجة مأسوية جدًا الصغيرين بيبقى الدقيق متخفف بمية والكبار بيعجنوه بدقيق أكتر، أما اللحمة مش بياكلوها خالص غير لما بيجيلهم تبرع بأضحية أو عقيقة».

5 عجول من المتطوعين المصريين بقرى أوغندا 

«رنا» وصديقتها ذبحتا 5 عجول خلال فترة إقامتهما التي امتدت لأسبوعين، أعدا خلالها ولائم كبيرة ووجبات إطعام لأهل البلدة الأفريقية إضافة إلى 3 «إطعامات»، لتلقى ظلال الخير المصرية على أرض القارة السمراء، مع أعمال خيرية أخرى مصرية كذبح العقائق وكفالة الأطفال وتعليم الأطفال بمدرسة أسستها جمعية سفراء المصرية التي بنيت بجهود ذاتية، ليتمّ فيها دراسة حالة كل طفل، وتحديد أما مصروفات رمزية أو يتلقى الطفل تعليمه بالمجان حسب حالته الاجتماعية، ومع هذا فإن نسبة التعليم ليست مرتفعة نتيجة صعوبة التعليم، غير أن الأطفال الأفارقة لديهم استعداد كبير للتعلم رغم ضعف الإمكانيات بحسب ما ذكرت «رنا»، في وصفها لإحدى المدارس المحلية بجنجا إذ أن الفصول خالية من الكهرباء. 

الطهي على الحطب

بيوت بسيطة مصنوعة من الطين اللبن، حياة بدائية بحسب ما ذكرت «رنا»، أما طهي الطعام إن وجد، فيكون من خلال طنجرة على حطب سواء بأحد زوايا البيت أو خارجه، كما يأكلون أيضًا من خيرات الطبيعة المحيطة بهم كالفواكه التي توجد على الأشجار مثل الأناناس، أو من خلال شرائها من الأسواق كونها رخيصة الثمن مثل نوعين من الموز أحدهم يأكلونه كنوع من الفاكهة والأخر يكون للطهي.

وصفات طهي مصرية وأفريقية على مائدة الإطعام بأوغندا

بود وحب شاركت «رنا» وأصدقائها في طهي لحوم الأضاحي مع الأشقاء الأفارقة ليتمّ طهي اللحوم والكبدة على الطريقة الأفريقية، بطهي أكلتهم المفضلة «بيلاو» وهي عبارة عن بصل يتمّ تشويحه حتى يذبل تمامًا ويتمّ وضع اللحوم أو الكبدة ثم الأرز، كما تمّ طهيه على الطريقة المصرية التي أحبها الأفارقة كثيرًا وتعلموا طريقتها، خاصة الأرز «المفلفل»: «أكلهم طعمه حلو ومسكر لأن البصل مكرمل وحبوا أوي الرز المفلفل لأنهم بياكلوه معجن، والتوابل بتاعتهم غيرنا، كمان بياكلوا بكميات كبيرة ممكن تكفي أكتر من شخص لأن طول الوقت مفيش أكل، فلما بكون في إطعام بياكلوا كمية كبيرة، خاصة أن الرز هناك غالي جدًا زي اللحمة ويعتبر سلعة رفاهية، كل حاجة هناك مكلفة».

نحلم بتقديم أضاحي أسبوعية للأطفال بأفريقيا 

أكّدت «رنا النوبي» لـ«الوطن»، أنَّ الأطفال في أفريقيا يعانون من سوء تغذية وهشاشة بالعظام بصورة كبيرة، مشيرة إلى أنَّها تطمح إلى إعداد نظام غذائي للأطفال بأوغندا من خلال المواظبة على ذبح الأضاحي هناك، بحيث يتمكّن الأطفال من تناول وجبة غذائية متكاملة على الأقل مرة واحدة أسبوعيًا بالمدرسة، إذ أنهم يمكثون أشهر طويلة دون تناول هذه النوعية من الأطعمة، مع زيادة عدد كفالات الأطفال وتوجيه المقتدرين لهذه الأماكن التي يصعب الوصول اليها، مشيرة إلى دور الكبير الذي تقوم به بعض المدارس المصرية الخاصة والإنترناشونال في ذبح الأضاحي بأفريقيا شهريًا من خلال جمع الطلاب للتبرعات من أنفسهم، مشيدة بغرس مثل هذه القيم النبيلة في الأطفال المصريين منذ الصغر.


مواضيع متعلقة