1977.. "نسور مصر" يضربون "القذافى" رداً على الإساءة لمصر

1977.. "نسور مصر" يضربون "القذافى" رداً على الإساءة لمصر
ما أشبه اليوم بما حدث فى 1977، حيث وجهت مصر ضربات عسكرية لليبيا، لكن مع اختلاف السبب، إذ شن سلاح الطيران المصرى ضربة عسكرية، أمس الأول، رداً على الحادث الإرهابى الذى قام به تنظيم «داعش» عندما أقدم على ذبح 21 مصرياً، بينما فى عهد «السادات» كان الهجوم رداً على «التحرش الليبى»، حيث تطاول معمر القذافى على القيادة المصرية، وتدخل فى شأن مصر الداخلى، رداً على اتفاقية السلام مع إسرائيل.
كانت حرباً استمرت 4 أيام، حيث اندلعت فى 21 يونيو، وانتهت فى 25 يونيو 1977، لكن لم ينسَها التاريخ، إذ كان موقف مصر عنيفاً تجاه ليبيا بعد تحرشها بالقاهرة لتعطيها الأخيرة درساً قاسياً. واتسمت الفترة آنذاك بين البلدين بالتوتر، حيث نظم الطلاب الليبيون مظاهرة واتجهوا فيها إلى الحدود المصرية - الليبية للتعبير عن غضبهم من زيارة «السادات» لإسرائيل.
بدأ «تحرش» القذافى بالهجوم على المقرات الدبلوماسية فى ليبيا، ثم طرده فى شهر يونيو من نفس العام نحو ربع مليون مصرى يعمل هناك، فضلاً عن حشده مظاهرات حاولت أن تقتحم الحدود المصرية للوصول إلى القاهرة، أطلقوا عليها «مسيرة القاهرة»، كما أمر «القذافى» بضرب مدينة السلوم الحدودية المصرية بالمدافع، وجاء الرد قوياً من «السادات»، ففى 21 يونيو 1977 بدأت العمليات العسكرية والمعارك على حدود البلدين ودخل الجيش المصرى ليبيا وهاجم الطيران المطارات والقواعد العسكرية التابعة لنظام «القذافى».
لم يكن هدف «السادات» احتلال ليبيا، بل كان راغباً فى إعطاء درس لـ«القذافى»، وإثبات أن مصر التى دخلت 4 حروب خلال 25 عاماً فقط لا يصعب عليها قهر «من أهانها». وفى يوم 24 يوليو تصاعدت الهجمات المصرية كتحضير للهجوم البرى، حيث تم شن أكبر غارة جوية ضد قاعدة ناصر، وبالرغم من ذلك الهجوم المستمر من الجو لثلاثة أيام، لم يقم الليبيون بتوزيع قواتهم الجوية فى تلك القاعدة ولم يتم عمل أى إجراء ﻹخفاء الطائرات أو حمايتها.
وبالرغم من النجاح المبدئى فى غارات 24 يوليو، ورغم أن قوات الصاعقة المصرية كانت لا تزال فى المطارات الليبية. أعلن الرئيس السادات وقف إطلاق النار بشكل فورى، واستغرب معظم المراقبين مثل هذا القرار، حيث عكفت مصر على إبلاغ القنوات الدبلوماسية بأن العملية العسكرية ستستمر حتى إسقاط العقيد القذافى، وأشارت بعض المصادر الدبلوماسية إلى أن أمريكا ضغطت على مصر بشكل كبير لمنع هذا الغزو.
وتدخلت أطراف دولية وحدثت هدنة فى 24 يوليو 1977 أسفرت عن انتهاء المناوشات وانسحاب القوات المصرية فى اليوم التالى لعقد الهدنة. وبلغت الخسائر الليبية فى الحرب نحو 60 دبابة، و20 طائرة من نوع «Mirage 5» و40 ناقلة جنود مدرعة، وقتل وجرح نحو 400 ليبى.