"علمانيون" في عامها الرابع: فصل الدين عن السياسة ليست دعوة للإلحاد

"علمانيون" في عامها الرابع: فصل الدين عن السياسة ليست دعوة للإلحاد
احتفلت حركة "علمانيون"، أمس، ببدء عامها الرابع بعد مرور ثلاث سنوات على تأسيسها في 2011 بحضور عدد من قيادات الحركة ورموز السياسة وعلى رأسهم أسامة الغزالي حرب، أستاذ العلوم السياسية ورئيس مجلس أمناء المصريين الأحرار، وصلاح فضل عضو المجلس الأعلى للثقافة، وعلي مبروك أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة، وعلاء عبد اللطيف أستاذ الفيزياء النووية بالجامعة الألمانية، وشريف الشوباشي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي السابق.
وأكد مؤسس الحركة أحمد سامر، في كلمته أثناء الاحتفال، أن الحركة فكرية، تهدف لتكوين تيار علماني شعبي غير نخبوي يخرج من رحم الشارع المصري. وتعتمد الحركة على الانتشار الجماهيري من القاعدة بهدف أن يتم "علمنة المجتمع المصري وبالتالي علمنة مؤسسات ومجالس الدولة".
ويقول سامر إن الممارسات التي تاتي من بعض التيارات الأصولية تهدف لتشويه العلمانية وتقديمها للمجتمع المصري الذي تصفه الحركة بكونه "علماني بالفطرة" على أنها شر ودعوة لنشر الكفر مشدداً على أن هدفهم هو بناء وطن لا يميز أو يفصل بين أبنائه على أساس الدين أو الجنس أو العرق أو اللون.
أسامة الغزالي حرب، أستاذ العلوم السياسية ورئيس مجلس أمناء المصريين الأحرار، ومستشار "علمانيون" يؤكد أن البيئة العامة التي يتشرب منها المجتمع ثقافته تعج بالفقر والجهل وهو ما يسهم بشكل مباشر في وجود أرض خصبة للتيارات المتشددة لتشويه العقول والسيطرة عليها م خلال الدين.
وأضاف حرب، خلال كلمته باحتفالية الحركة، أن إصلاح منظومة التعليم واعتماد مناهج علمية سليمة هو السبيل الوحيد لترسخ مدنية الدولة في عقول الأجيال القادمة. وأوضح أن المعركة ستستمر لعقود للوصول لنتيجة لافتاً إلى أن الإخوان حاولوا أثناء فترة حكمهم للبلاد بناء نظام طائفي يخالف الثوابت التي تربى عليها المصريون وهم الآن أصبحوا لحظة عابرة وانتهت لحين إشعار آخر.
أما صلاح فضل عضو المجلس الأعلى للثقافة، أكد أن التاريخ يثبت سوء توغل الدين في السياسة على مر العصور، مشيرا إلى أن ذلك يخلق ديكتاورية دينية لا تقل بشاعة عن تلك التي سيطرت على العالم في القرون الوسطى.
وأضاف، في كلمته بالاحتفالية، إن المجتمع مازال يخلط بين "اللادينية" و"المدنية أو العلمانية" وهو ما يجعله في وضع الهجوم عند سماعه الكلمة، لافتا إلى أن مدنية الدولة هي المسلك الضروري الذي يجب أن تنتهجه الدول العربية بعد ثوراتها، بخاصة مع تزايد نبرة العنف الذي يستخدم الدين شعارا له في العالم.
وقال علاء عبد اللطيف، أستاذ الفيزياء النووية بالجامعة الألمانية، إن المجتمع المصري وقع فريسة صراع سياسي بين نظام الرئيس الراحل أنور السادات ومجموعة الناصريين في الجامعات ما أدى لاستخدام السادات لسباب التيارات الدينية للقضاء على خصومة، مضيفا: "مازلنا حتى الآن نعاني من هذا المارد الذي أخرجه السادات من القمقم".
فيما أكدت شادية محمود، القيادية بالحركة، إن قطاعا واسعا من الشباب المصري يمتلك الكثير من الأفكار التي بإمكانها تحويل المجتمع والنهوض به إلا أنه لا يملك الأدوات اللازمة لذلك.
وأضافت لـ"الوطن" إن الأوضاع السياسية الراهنة ساهمت بشكل كبير في عزوف شريحة كبيرة من الشباب عن العمل السياسي نتيجة ضبابية الرؤية وعدم وضوح المشهد بعد ثورتي يناير ويونيو، مؤكدة أن البدء من القاعدة الجماهيرية والسعي للوصول إليها وتغيير أفكارها هو الشكل المناسب لتثقيف المواطنين وتحقيق طموحاتهم.