متى فرض الحج على المسلمين؟.. «الإفتاء» تجيب
متى فرض الحج على المسلمين؟.. «الإفتاء» تجيب
أيام قليلة تفصل جموع المسلمين على مستوى العالم عن أداء فريضة الحج والوقوف على جبل عرفات والذي يعد ركن الحج الأعظم، ورغم أداء فريضة الحج كل عام من قبل الملايين، إلاّ أنّ قطاعا كبيرا من المسلمين يبحث بشكل دوري ويتساءل عن السنة التي فرض الله تعالى فيها فريضة الحج.
وورد في هذا السياق سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، وقال السائل: كنت أتكلم مع أخي؛ فقال لي: إن الحج فُرض في السنة العاشرة من الهجرة؛ أي: في السنة التي حج فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فقلت له: بل فُرض قبل ذلك؛ وجرى نقاشٌ بيننا في ذلك، وأريد أن أعرف الرأي الصحيح في هذا الأمر، وهو مايوضحه التقرير التالي.
السنة التي فرض فيها الحج
وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى أنّه لم تتفق كلمة العلماء على تحديد السنة الهجرية التي فُرضت فيها فريضة الحج، لافتة إلى أنّ الأمر في ذلك واسع، ولكن الذي يظهر أنها فُرضت إما في السنة التاسعة، أو في السنة السادسة، ولم تتجاوز السنة التاسعة؛ فهي قطعًا إما فيها أو قبلها.
وقالت دار الإفتاء أنّه فيما يتعلق بالسَّنَةِ الهجرية التي فُرضت فيها هذه الفريضة الجليلة؛ فهي محلُّ خلافٍ بين علماء المسلمين؛ فقد قيل: في سنة خمس، وقيل: في سنة ست، وقيل: في سنة تسع، وقيل: في سنة عشر.
وقد ذهب الجمهور من الحنفية، والمالكية إلى أن الحج فُرض في السَّنَة التاسعة من الهجرة، وهو الصحيح من مذهب الحنابلة، وجزم به غيرُ واحدٍ مَن محققي المذهب، وققال الإمام الحَصْكَفِيُّ الحنفي في "الدر المختار" (ص: 155، ط. دار الكتب العلمية): [(فُرِضَ) سنة تسع، وإنما أخره عليه الصلاة والسلام لعشرٍ لعذرٍ مع علمه ببقاء حياته؛ لِيُكْمِلَ التبليغ] اهـ، وقال الإمام ابن نُجَيْم الحنفي في "البحر الرائق" (2/ 333، ط. دار الكتاب الإسلامي): [فرضية الحج كانت سنة تسع؛ فبعث أبا بكرٍ حَجَّ بالناس فيها، ولم يحج هو إلى الْقَابِلَةِ].
