في ذكرى وفاته.. «الشعراوي» كاد أن يفقد بصره للهروب من الأزهر

كتب: محمد أسامة رمضان

في ذكرى وفاته.. «الشعراوي» كاد أن يفقد بصره للهروب من الأزهر

في ذكرى وفاته.. «الشعراوي» كاد أن يفقد بصره للهروب من الأزهر

ترك بصمة في قلوب محبيه لا تساويها بصمة، وكتب اسمه على رأس قائمة من الكبار، وظل متربعا في قلوب عشاقه طيلة حياته حتى وفاته، بل وحتى بعد وفاته بـ25 عاما، التي توافق اليوم 17 يونيو 1998.

الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي أطلق عليه محبوه لقب «إمام الدعاة»، حكى كيف لعب القدر ودفع إلى حب العلم والتعلم دفعا، رغم عدم رغبته ورفضه لترك قريته وعصيانه لما طلبه منه والده على حد وصفه في أحد اللقاءات التليفزيونية النادرة.

وقال الشعراوي في لقاء نادر: «أنا من قرية دقادوس مركز ميت غمر بالدقهلية، وبلدي لها مميزات كثيرة للغاية، أولها أن غربها النيل والرَيّاح التوفيقي شرقها، ويجتمعان لإعطاء مد لترعة المنصورية في الشمال، لتكون شبه جزيرة، لذلك كانت متمتعة بحالة خاصة، ومياه وجو له تأثير عليّ، وعلى كل من عاش بها».

كان بلدة فقيرة لا يتعدى زمامها 800 فدان، ويرى الشيخ أن لرحمة الله بأهلها، جعلها قرب مركز ميت غمر الذي تتواجد به المصانع والمحلات، «كل اللي معندوش حاجة كان بيطلع يشتغل في مصانع ميت غمر، وأهلي كانوا مزارعين، وكنت أعمل معهم في الأرض».

تشتيت الدارسين بالأزهر

يضيف الشيخ، أن الأزهر كان قديما مُرَكزا في القاهرة أولا، وعندما وجد الاحتلال الإنجليزي أن المظاهرات ضد الاحتلال يقودها أزاهرة، وهم من يضعون الخطط، ويخطبون في الناس، قرروا تشتيت الدارسين في الأزهر، فقرروا تأسيس المعاهد بالمحافظات المختلفة، فبنوا معهدا في الإسكندرية ودمياط وأسيوط، «على حظي بنوا معهد الزقازيق بعد ثورة 1919، وكانت الدقهلية والشرقية تتبع معهد الزقازيق، وظللت به 9 سنوات، إعدادي وثانوي، وكنت أعود في الإجازة إلى أهلي، وفي الإجازة أكون في مهنة أهلي في الزراعة».

مواقف في طفولة الشيخ

ويتابع الشيخ ضاحكا، كانت أسوار أي حديقة مخصصة لنا نحن الصغار فيزرع بها الليمون والمشمش، ويسمح لنا أن نبيع منها ما نريد، ونحضر من هذه الأموال ما نريد، لذلك كنت أحب هذه الحياة للغاية، إلى أن جاء اليوم، الذي قرر فيه أبي سفري إلى الزقازيق للتعلم هناك: «أما أبويا حب يوديني الزقازيق عصيته، وكنت عايز أفضل في البلد، وفضل يتحايل عليا، وكنت بجيب الشطة وأحطها في عيني، وبعدها بشوية أخف وتبقى كويسة، وأعيد الموضوع دا أكتر من مرة عشان أهرب من الكشف الطبي، وفضلت أعمل كدا لمدة أسبوع، على أساس إنهم مايخدونيش، واكتشفت إنهم بياخدوا المكفوفين برضو، وكنت هخسر عيني على الفاضي، وبقيت بعمل مقالب في والدي كل فترة، وأقوله الفلوس اتسرقت، أو الكتب ضاعت، واستحملني لحد ربنا محبب ليا العلم، وكان عمري حينها 14 سنة».


مواضيع متعلقة