بالصور| "مسجد الظاهر بيبرس".. "المجاري" تطفح على التاريخ

بالصور| "مسجد الظاهر بيبرس".. "المجاري" تطفح على التاريخ
مازالت مصر بحضارتها الفخمة نهرا لن يجف، فكانت بدايته الفراعنة أما النهاية لن تأتى يوما، فالمصري دائما ما يحرص على التقدم، لكن مثلما تتفرد مصر بمعالم لا مثيل لها، هناك معالم أخرى اندثرت تحت التراب كحال الأموات في قبورهم، لما أصابها من إهمال شديد.
"جامع الظاهر بيبرس"، يقف مثالا صارخا لهذا الإهمال، ففقد الأثر التاريخي، الذي بني على الطراز المعماري الإسلامي الفريد، رونقه وعظمته، وصار مقلبا للقمامة، وملجأ للحيوانات الضالة، كما تعاني أرضيته من الارتفاع الشديد فى منسوب المياه الجوفية والتى لم تعالج حتى الآن، والتي تهدد بقاءه، فأصبح أشهر المزارات السياحية في القاهرة الأثرية، مقبرة يدفن فيها التاريخ.
بدأ التفكير في ترميم "جامع الظاهر بيبرس" عام 2007، حينما
بدأت شركة مصرية للمقاولات في مشروع الترميم للجامع بمبلغ 53 مليون جنيه، وفي عام 2008 أصبحت عمال الترميم مشتركة بين مصر وكازاخستان، واستمرت لمدة 3 سنوات، وحتى عام 2010 تم الاستعانة بأعمدة إيطالية لاستكمال أعمال صيانة المسجد.
كان من المفترض الانتهاء من آخر عمليه ترميم لجامع الظاهر بيبرس على يد شركة "المقاولون العرب" في 6 أكتوبر 2011، إلا أنه حتى الآن لم يكتمل، ولم يتبق من عمليات الترميم، سوى بعض معدات الصيانة المتروكة في محيط المسجد.
"إيهاب أمين"، محام، وأحد سكان المنطقة، قال لـ"الوطن" إن ترميم الجامع توقف منذ فترة قصيرة وسبب التوقف من جانب وزارة الآثار، وذلك لعدم وجود ميزانية تكفى، متابعا: "أقارب الظاهر بيبرس من كازاخستان كانوا يمولون الجامع على نفقتهم ولكنهم لم يعدوا يهتمون به"، وأشار إلى أن الجامع أثناء وزارة ممدوح سالم كان مرصود له ميزانية بمبلغ 2مليون جنيه، وفى عهد مبارك مبلغ 55 مليون جنيه ونأمل أن يهتم مجلس النواب القادم بترميم الجامع ويساعد على حل تلك المشكلة وأكد انهم كانوا يتمنون أن يكون هذا الجامع كباقى أثار مصر يحفل بقدر من الإهتمام وشركة المقاولون لم تأمر بوقف الترميم وإنما المشكله من جانب وزارة الآثار.
فيما قال المواطن أحمد حسن وهو عامل بوزارة الأوقاف فى الجامع، أن دورهم هنا إقامة شعائر دينية داخل الجامع كالصلاة ودروس لحفظ القرءان الكريم، وأكد أن وقوف الترميم بسبب استعانة المهندس المشرف على الترميم بنوع معين من الطوب وهو "الطوب الحرارى"، وعندما انتهت فترة عمله جاء مهندس آخر وقال إن هذا الطوب غير مطابق للبناء، ولا بد من تغييره، ومن هنا حدث الخلاف وتوقف ترميم الجامع، موضحا أن البعض بعثوا بمذكرات وشكاوى، وطلب لإقامة صرف نظرا لارتفاع منسوب المياه الجوفية فتم التأجيل لمدة سنة، وبعدها قامت ثورة 25 يناير ومازال حال الجامع يرثى له ولا جديد حتى اليوم.
من جانبه، أكد الدكتور محمد عبد اللطيف رئيس قطاع آثار مصرية إن خلافا بين شركة المقاولات القائمة على ترميم الظاهر بيبرس وبين الآثريين القائمون على ترميم المسجد كانت وراء وقف أعمال ترميم المسجد.
وأضاف فى تصريحات لـ"الوطن" أن هناك مدارس مختلفة في الترميم نتج عنها خلافات في وجهات النظر، لذا لجأت إلى اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية لحسم الخلاف، وستجتمع اللجنة غدا الأحد لأخذ قرار حاسم في الخلافات وبعضها يتعلق باستخدام الطوب الحراري وطرق سحب المياه الجوفية دون الإضرار بالأثر.
وعما إذا كان هناك مشكلات مالية وراء وقف العمل بالمشروع، أكد عبد اللطيف أن مشروع ترميم مسجد الظاهر بيبرس رصدت له ميزانية من دولة كازاخستان، التي تعود إليها جذور الظاهر بيبرس، وصلت لـ 4 ملايين ونصف المليون دولار، وتلك الميزانية موجودة ومتوفرة، وقمنا بزيارة الأسبوع الماضي للمسجد بصحبة مساعد وزير الخارجية الكازخستاني وسفير كازخستان في القاهرة، وقد أعربوا عن أملهم في الانتهاء من المشروع الذي رصدت ميزانيته منذ أكثر من عامين.