بالفيديو| في اليوم العالمي للإذاعة.. أصوات مصرية خلدها "الأثير"

كتب: محمود عباس

بالفيديو| في اليوم العالمي للإذاعة.. أصوات مصرية خلدها "الأثير"

بالفيديو| في اليوم العالمي للإذاعة.. أصوات مصرية خلدها "الأثير"

"هنا الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية"، كلمات افتتحت تاريخ الأثير الشاهد على إنجازات الوطن وعثراته، الأداة التي جمعت الأسر المصرية ساعاتٍ للاستماع لبرامجها ومسلسلاتها وأجمل أنغامٍ تعشقها قلوبهم، أخرجت العديد من الأصوات التي عكست هموم المصريين وأحلامهم، وارتبطت في آذانهم بالحب والبراءة والحماسة والحزم، لتكون الإذاعة المصرية وأصواتها، رغم عالم الفضائيات الواسع، المعبر الشرعي عن طعم البيوت والوطن. بصوته الرخيم وأدائه الأخاذ يجلس جلال معوض، أمام الميكروفون يلقي بيان الثورة المصرية التي صفعت الظلم والاستبداد ويبشر بعهدٍ جديد من الحرية والاستقلال، وتارة أخرى يذيع حفلات سيدة الغناء العربي "أم كلثوم" بشيء من الرومانسية التي يتوجها الوقار، ولم نجد أفضل منه ينعى العندليب، الذي قال له بعد ساعة من رحيله: "سلام عليك يا ابن مصر التي أحببتها وأحبتك، سلام عليك من الأرض التي أنجبتك وتضم اليوم ثراك، سلام عليك في رحاب الخلود". حماسته لم تغب عن الأذهان، كان أحمد سعيد صوتًا لحلم القومية العربية والوحدة وسقوط الاستعمار والإمبريالية وسيادة الشعب، ارتبط صوته بخطاب التأميم الشهير الذي قدمه عبر ميكروفون الإذاعة وكأنه يتوقع نصرًا، وحينما انطلقت إذاعة "صوت العرب" من القاهرة كان هو رئيسها، نقل أخبار "النكسة" إلى مستمعيه في أحلك الظروف دون أن يرتجف صوته أو تقل حماسته، وبعد "نصر أكتوبر" خرج محتفلًا بجيشه الذي أثبت للعالم كله أنه قاهر لن يركعه أحد، فاستحق لقب "مذيع النكسة والنصر". "منتهى الصراحة"، برنامج كان منصة لتجمع كل نجوم الغناء والسينيما والأدب، لم يرد وجدي الحكيم، أن يجري مجرد حواراتٍ تقليدية يكتفي خلالها بأسئلة النجوم عن أعمالهم المحببة ومشروعاتهم القادمة، وإنما كان أول تطبيق عملي لفكرة المناظرة، حبّذ أن يجمع المتخاصمين من النجوم ويعرض آراءهم بكل حيادية، "والحكم للمستمع في النهاية". "الإذاعة ليست مكانا للنخبة فقط"، شعار رفعته آمال فهمي، التي أتاحت لقطاع عريض من الجمهور أن يبدي رأيه في كافة المجالات، حتى أصبح "ع الناصية" حلما يراود كل المصريين في الستينات، يتمنون أن يلتقوا بتلك السيدة في شارع ما، ليستمعوا لأصداء أصواتهم تتلألأ عبر ميكروفون الإذاعة مثلهم مثل أشهر نجوم المجتمع، ولم يستسلم ذلك البرنامج أمام كثرة القنوات الفضائية ووسائل الإعلام وظل محتفظًا بشعبيته حتى الآن. الأطفال لم يفقدوا نصيبهم من الإذاعة، فها هو "بابا شارو" أو الإذاعي محمد محمود شعبان، ينتقي الأطفال من كل مكان ويقدم بهم أجمل الاستعراضات الغنائية التي حضرت في كل بيت مصري احتفل بأعياد الميلاد وغنى: "يالا حالا بالا بالا حيوا أبوالفصاد"، ثم جاءت تلميذته "أبلة فضيلة" أو الإعلامية فضيلة توفيق، لتستكمل المسيرة بحواديت مصرية لم ينساها هؤلاء الأطفال الذين أصبحوا الآن، آباء وأجدادًا.