«الوطن» تعيد نشر حوارها مع الراحلة فايزة واصف: أنصح المذيعات بالقراءة

«الوطن» تعيد نشر حوارها مع الراحلة فايزة واصف: أنصح المذيعات بالقراءة
غيب الموت منذ قليل الإعلامية فايزة واصف، بعد صراع مع المرض، بعد أن قدمت مسيرة كبيرة في مجال الإعلام.
وأعلن محمد توفيق ابن شقيقها خبر وفاتها عبر صفحته الشخصية على «فيس بوك»، قائلا: «عمتي الغالية الإعلامية القديرة فايزة واصف.. البقاء لله».
وتعيد «الوطن» نشر آخر حوار لها معها، وإلى نص الحوار:
طلة مميزة لا تخطئها العين، جسد نحيل، وجه نحيف، شعر ناعم، صوت تجذبك نبراته للاستماع إلى صاحبته بصدر رحب، على مدار أكثر من 30 عامًا، تربعت الإعلامية فايزة واصف، على عرش ملكات ماسبيرو، من خلال برنامج حياتي، الذي تناول مشكلات المجتمع وعرضها من خلال عمل درامي قصير، واستضافة المتخصصين لتقديم الحلول.
رغم أن الزمان بات مختلفًا وأكثر تطورًا، إلا أن المشكلات التي يعيشها الناس، سواء كانت نفسية أو مادية كما هى، وذلك حسب ما أكدته القديرة فايزة واصف، في حوارها لـ«الوطن»، التي ما زالت ممتنة لمشوار حياتها الذي بدأته من خلال الإذاعة، قبل انتقالها إلى التليفزيون.
في بداية الحوار، طمأنتنا فايزة واصف، على أحوالها الصحية: «الحمدلله، من فترة أجريت عملية جراحية، وكنت أسير من خلال مشايّة، للأسف الطبيب أجرى لي عملية في القدم، دون داعي، وحاليًا مش بخرج تقريبًا، ويقيم نجلي طارق معي ويهتم بي».
برنامج حياتي استمر 30 عامًا لأني كنت صادقة مع نفسي
وعن سر نجاح برنامج حياتي، الذي استمر عرضه على شاشة التليفزيون المصري، 30 عامًا، قالت: «ذلك يرجع لاهتمامي به، وتكريس وقتي ومجهودي له، ورفضت أي وظيفة أخرى، كنت بشتغله صح، ووقتها لم يكن هناك معدين لمساعدتي في إعداد الحلقات، وكنت أقوم بكل شئ بنفسي، وأنا في الأصل مذيعة إذاعة، وتم نقلي إلى التليفزيون في بدايته، ولم يكن لي وقتها مثل أعلى، كنت أعتمد على نفسي في كل شيء».
وعن اختلاف مشاكل المجتمع التي تم تناولها في برنامج حياتي منذ 30 عامًا عن الآن، أوضحت فايزة واصف: «المشاكل لم تتغير، هى نفس المشاكل، والسوشيال ميديا حاليًا، جعلت الناس مهمومة بالموبايل والإنترنت، عمال على بطال»، وبالتالي له تأثير سلبي.
وحول تقديمها حلولًا غير مجدية لمشكلة ما تم طرحها من خلال برنامج حياتي، وندمها على ذلك، قالت: «لا.. لم يحدث، في برنامج حياتي، كنت أقوم باستضافة المتخصص الذي يدلي برأيه العلمي الصحيح، ولا أقدم رأيًا من عندي، ولم أندم إطلاقًا في حياتي، خصوصًا فيما يتعلق بالعمل».
أرفض ظهور المذيعة بالسواريه.. إحنا مش في فرح
وفيما يخص تقييمها للمذيعات في الوقت الحالي، قالت: لا توجد مقارنة على الإطلاق، حاليًا المذيعات يقمن بارتداء فساتين سواريه، ويظهرن على الشاشة، ولا أقصد البهرجة بمفهومها، أنا مش مقفلة، لكن السواريه ده للأفراح مش للتليفزيون، مبيعرفوش يلبسوا، يجب أن يكون الشكل مقبولا فقط، ولكن ليس بالأحمر والأخضر والبلاوي السودة.
وفيما يخص ثقافتهن ولباقتهن على الشاشة، قالت فايزة واصف: «أيامنا زمان، كنا نهتم بالثقافة، كنا بطبعنا مثقفين، ولذلك هناك استمرارية لنا، ونصيحتي لهن أن يكون لديهن اهتمام بالقراءة، لازم يقروا».
وبشأن وجود صراع بين المذيعات قديمًا، أوضحت «فايزة»: لم يكن صراعًا، ولكن منافسة شريفة، وكنا نتكاتف ليكون لدينا منتجًا جيدًا في النهاية، وأنا كنت خجولة جدًا، وعالجت نفسي من خلال دراستي للتمثيل والإخراج بالفنون المسرحية، بخلاف حصولي على ليسانس آداب، والتمثيل ساعدني على أن أقضي تمامًا على هذا الخجل.
وحول وجود مذيعة بعينها تشد انتباهها وتتابعها، قالت: «الحقيقة لا أشاهد التليفزيون كثيرًا، ما عدا القناة الأولى، وماسبيرو زمان، وبقضي بقية يومي في النوم».
أنا مش ست بيت شاطرة ومع ذلك زواجي استمر 40 عامًا: «
وتستعيد فايزة واصف، ذكرياتها مع زوجها الراحل السفير شريف ياسين، وقولها «أنا اتجوزت جواز صالونات، وكان رجلًا محترمًا للغاية مفيش زيه في الدنيا، ولم يتدخل في عملي إطلاقًا، وكان ينفق هو على المنزل، وأنا أحتفظ براتبي لنفسي».
وفيما يتعلق بقيام المرأة العاملة بالإنفاق على المنزل، قالت: «إذا كان عندها فائض، والست لو أنفقت على نفسها واحتياجاتها، تعد أيضًا مساعدة لزوجها».
وبسؤالها عن كيف تكون مذيعة ولا تتزوج عن حب، أجابت فايزة: لأن هذا هو أسلوب حياتي، لم يكن هناك حب أو كلام من ده، وبطبيعتي كنت أقوم بتقليد من حولي، واستفيد بخبراتهم، احتفظ بالجيد، وألفظ الرديء، ومن وجهة نظري أن الزواج القائم عن الحب دائمًا يفشل، لأن مجرد ما تملك الرجل المرأة التي يحبها "خلاص بقى"، ولكن زواج الصالونات بيعيش أكتر، وفي النهاية الست الشاطرة، تستطيع الحفاظ على بيتها.
الزواج عن حب دائمًا يفشل والصالونات يعيش أكثر
وعن الطريقة التي اتبعتها في حياتها للحفاظ على زواجها، قالت: في البداية، كان اختياري جيدًا، وحاليًا هناك ارتفاع في نسب الطلاق، لأن هناك رغبة في الزواج من أجل الزواج فقط، دون أن يكون هناك تدقيق في الاختيار، يجعل الحياة تستمر، واستمر زواجي نحو 40 عامًا، بالرغم من أني مش ست بيت شاطرة، ولم أتزوج إلا عندما وجدت الرجل الذي يقول مش مهم الست تدخل المطبخ، وحتى الآن هناك من يتولى مهمة إعداد الطعام، ولم أحاول ولا مرة أن أفعل ذلك بنفسي مش بحب المطبخ، لأني كنت فتاة وحيدة على 3 أشقاء من الذكور، والتربية لها دخل في ذلك.
وعن معيار الست الشاطرة، أوضحت فايزة واصف: هى التي تسير في اتجاه معين ولا تحيد عنه، ويكون لديها اختيارات صحيحة، وأنا أفضل العمل للمرأة، وهناك فتيات يتخرجن من الجامعة، ويتجوزوا ويقعدوا في البيت، وابنتي منهن، الفتاة عندما يكون لها وظيفة ودخل يكون أفضل، ولكن إذا لم يكن لديها رغبة في العمل فهذه حريتها بالنهاية.
لم أعرف الندم في حياتي
وعن مشوارها المهني، قالت فايزة واصف: كنت صادقة مع نفسي جدًا في كل حاجة، الصدق والأمانة سبب استمراري، ولم يكن هناك معوقات أمامي، وعلاقتي كانت طيبة بالجميع، ولم أقل يومًا أنا تعبت وهسيب شغلي، وكنت أحب اختياراتي الشخصية، ولا أعرف الندم إطلاقًا، وهناك أصدقاء من الذين مازالوا على قيد الحياة وتلاميذ لي، يقومون بالسؤال عني، وهذا دليلًا على أن الوفاء مازال موجودًا بيننا.