بالصور| بعد منع الحجاب.. مسلمة روسية لـ"الوطن": المفتي مُسيس

بالصور| بعد منع الحجاب.. مسلمة روسية لـ"الوطن": المفتي مُسيس
استمرارا لسلسلة تقييد الممارسات الدينية التي ظهرت في العديد من الدول الغربية، وبعد منعه في فرنسا عام 2004 بقرار من المحكمة الفرنسية، وفي هولندا بقرار من البرلمان، وفي المانيا والنمسا وأخيرًا كندا عام 2011، تدخل روسيا في القائمة، حيث مُنع ارتداء الحجاب في المدارس بقرار من المحكمة الروسية أول أمس.[SecondImage]
تعود المشكلة في روسيا لعام 2013، حين منعت حكومة مدينة "مورد وفيا" ارتداء الحجاب داخل المدارس، ما أثار استياء أولياء الأمور، فقاموا برفع دعوى قضائية حتي تنظر فيها المحكمة العليا لروسيا الاتحادية، والتي بتت في الأمر 11 فبراير من العام الجاري، حيث منعت ارتداء الحجاب في مدارس روسيا بشكل عام، واستندت في حكمها على الخبرات السابقة للدول الأوروبية، حيث أنهم يرفضون ارتداء أي رداء يدل على الدين، وخاصة بعد زيادة أعداد المسلمين في البلاد الأوروبية، تحت شعار "الوطن للجميع"، وتحت أضواء هذه الجملة نسوا ما ينادون به من "كفل الحريات".[FirstQuote]
وعلقت تنوروه قاديروف، إحدى المسلمات الروسيات القاطنات بالعاصمة موسكو والدارسة في أحد المعاهد الروسية الحكومية، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، قائلة "إن المحكمة الروسية اتخذت قرارا تعسفيا لمجرد أن تساير الخبرات الأوروبية، ونسيت أن المسلمين في روسيا يمثلون حوالي 10% من القومية الروسية، أي أنهم نسبة كبيرة لا يمكن إغفال حقوقهم في العبادة"، مضيفة "القرار لا يمثل أي مشكلة بالنسبة لي، فأنا لا أرتدي الحجاب، ولكن لي صديقات في المعهد منعهم أولياء أمورهم من الذهاب للدروس اليومية بمجرد تطبيق هذا القرار، فمن الخطأ عدم اتخاذ حق أي فرد روسي في عين الاعتبار، فالحكومة يجب أن تكون هي من ترعى حقوق المواطنين".
وأضافت قاديروف "بالرغم من مناداة معظم مشايخ المسلمين الروس بعدم جواز ذلك الحكم، لم تلتفت لهم الحكومة وأصغت إلى مفتي موسكو الذي أفتى بعدم ضرورة ارتداء الحجاب في المدارس، ولكني لا أستعجب من هذه الفتوى فالمفتي في الأغلب مسيس".
واستطردت قائلة "لن أكون مبالغة، فأغلبية المسلمين الروس غير ملتزمين بشكل كامل بتعاليم الإسلام، ولكن يوجد من هو ملتزم ولا يجب أن نبعده عن شعائر دينه، ونجعله يشعر وكأنه يفعل شيئا ما ضد القانون".[ThirdImage]
وذكرت قائلة "ما تقوم به الحكومة الروسية يذكرني بالسياسة التي انتهجتها المملكة في إسبانيا حين استردت غرناطة من يد المسلمين، فبالرغم من أن الأغلبية العظمى من سكان غرناطة كانوا مسلمين، إلا أن المملكة الإسبانية لم تتراخى في طمس الهوية الإسلامية لأهل المدينة، حتى تم ترحيل المسلمين بالكامل من إسبانيا، ولكني لا أعتقد أن هذا سيحدث في روسيا، فنحن نعيش هنا كتفا بكتف دون أن نعرف ما هي ديانة الآخر، ولا ننظر إلى أحد بنظرة استنكار، أيًا كان دينه أو لونه أو عرقه".