نائب «المصرى للشؤون الأفريقية»: «الاقتصاد والأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة» ملفات حاضرة في مباحثات السيسي مع الزعماء الأفارقة

نائب «المصرى للشؤون الأفريقية»: «الاقتصاد والأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة» ملفات حاضرة في مباحثات السيسي مع الزعماء الأفارقة
- افريقيا
- تغير المناخ
- الأزمة الروسية الأوكرانية
- جائحة كورونا
- افريقيا
- تغير المناخ
- الأزمة الروسية الأوكرانية
- جائحة كورونا
تشهد العلاقات بين مصر والقارة الأفريقية تحولاً جذرياً ومتنامياً خلال السنوات الأخيرة، وذلك بفضل جهود حثيثة من قِبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، فقد عمل على تعزيز الروابط القوية بين مصر والدول الأفريقية، وإعادة بناء التعاون والتفاعل الإيجابى بينها، بهدف تعزيز التنمية المشتركة، وتحقيق الاستقرار فى المنطقة. وعن العلاقات المصرية الأفريقية الحالية، حاورت «الوطن» السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية.. وفيما يلى نص الحوار:
بداية.. كيف ترى أهمية مشاركة مصر فى قمة الكوميسا فى لوساكا التى تُعقد تحت شعار «التكامل الاقتصادى.. من أجل كوميسا مزدهرة»؟ وماذا يمكن أن يتحقق خلال القمة؟
- تشكل مشاركة مصر فى قمة الكوميسا فى زامبيا، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، أهمية كبيرة وتعكس التزام مصر القوى بالتكامل الاقتصادى والتعاون الإقليمى فى أفريقيا، كما تعد الكوميسا، المجتمعة تحت شعار «التكامل الاقتصادى... من أجل كوميسا مزدهرة»، منظمة إقليمية تجمع 21 دولة أفريقية، تهدف إلى تعزيز التبادل التجارى وتطوير البنية التحتية، وتعزيز النمو الاقتصادى فى المنطقة، كما تجسد مشاركة مصر فى قمة الكوميسا الروح القوية للتعاون الإقليمى فى أفريقيا، وتعكس التزامها بتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الرخاء الاقتصادى فى القارة، حيث إن الجهود المبذولة فى هذه القمة ستسهم فى تعزيز التجارة، والهدف من التجمع هو خلق اقتصادات واعدة فى جميع دول الكوميسا، تقوم بالأساس على تطوير البنية التحتية بكافة القطاعات وجميع محاورها، كطرق النقل البرية والنهرية والبحرية، وسكك حديدية، وربط كهربائى بين الدول، خاصة أن مشروعات البنية التحتية القومية الكبرى تندرج تحت هذا الإطار، مثل ربط بحيرة فكتوريا بالبحر المتوسط، بالإضافة إلى خط «القاهرة - كيب تاون»، وهو ما سينعكس على دول الكوميسا.
طالبت مصر بزيادة التكامل الاقتصادى بين دول القارة وبخاصة الاستثمارات فى البنية التحتية.. كيف تستطيع القمة التوافق على هذا الهدف؟
- يتطلب تنفيذ ذلك استثمارات ضخمة، وهناك اتجاه لدى دول الكوميسا لزيادة الاستثمارات، كما يلعب بنك التنمية الأفريقى دوراً فى هذا الصدد، بالتعاون مع مؤسسات التمويل الدولية، فى إطار رؤية أو مبادرة، تضع فى اعتبارها ظروف وأوضاع دول القارة الأفريقية، وتأثرها بثالوث «التغيرات المناخية والأزمة الأوكرانية وجائحة كورونا»، وفى هذا الإطار هناك اتجاه لمنح قروض ميسرة مراعاة لتلك الظروف، خاصة أن عدداً كبيراً من دول الكوميسا تعانى من أعباء الديون، كما تخصص جزءاً كبيراً من ناتجها القومى للسداد، وهناك توجه قوى فى هذا الصدد، ومن جهة أخرى، هناك اهتمام بالقطاعات الإنتاجية، وهناك هدف لإحداث نوع من التكامل بين الدول بعضها البعض، كما أن مصر قد طرحت مبادرة للتكامل الاقتصادى تعد محوراً أساسياً فى عملية التكامل المنشودة.
مصر و6 دول أفريقية عرضت وساطة لتقديم مقترحات في حل الأزمة الروسية - الأوكرانية
دائماً ما يعبّر الرئيس السيسى عن أهمية الأمن والتأكيد على دور الدولة الوطنية، وارتباط ذلك بالتنمية الاقتصادية فى القارة الأفريقية.. هل من الممكن أن تتبنى القمة آلية لحل الصراعات الأفريقية؟
- رغم أن المؤتمر سيكون تركيزه على الاقتصاد بشكل أكبر، فإن أى نشاط اقتصادى له بُعد سياسى، وبالتالى سيتم بحث كافة القضايا الخاصة بالأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، كما سيتم تناول القضايا والأزمات السياسية التى تؤثر على الأمن والاستقرار، وبالتالى تؤثر على عملية التنمية، وسيكون هناك اهتمام بتلك القضايا من جانب أعضاء الكوميسا، سواء فى إطار التجمع أو فى إطار العلاقات الثنائية بين الدول الأعضاء، لأن هناك لقاءات ثنائية ستكون على هامش الاجتماعات، فالرئيس السيسى سوف يلتقى مع عدد من رؤساء الدول على هامش الاجتماعات، ولذلك سيكون هناك اهتمام بالقضايا السياسية، ومدى تأثيرها على القضايا الاقتصادية، بما فيها قضايا ليست أفريقية، مثل الأزمة الروسية الأوكرانية، لأنها تركت آثاراً كبيرة على دول القارة، بالإضافة إلى مناقشة قضايا تتعلق بالأمن الغذائى والأمن المائى وأمن الطاقة، وهى موضوعات محل اهتمام من الدول الأعضاء، كما أن هناك وساطة من ست دول، بينها مصر، لتقديم مقترحات ولعب دور وساطة فى الأزمة الأوكرانية، وأعتقد أنه ستتم مناقشة ذلك خلال الاجتماعات.
هناك دعوات خلال القمة لضرورة تبنى أجندة قارية للعمل المناخى والتأكيد على مكتسبات قمة شرم الشيخ.. كيف يعكس هذا وعياً أفريقياً جماعياً بتلك القضية؟
- هناك اهتمام أفريقى بتلك القضايا، وتجلى ذلك فى مؤتمر شرم الشيخ وما تم إنجازه، وبخاصة صندوق الخسائر والأضرار الذى يتم تمويله من الدول الغنية، كما يجب نقل التكنولوجيا من أجل مواجهة تداعيات تغير المناخ، وهذا يرتبط باستخدام الطاقة النظيفة، وما يتطلبه ذلك من إمكانات تكنولوجية لتحقيق ذلك.
مبادرة التكامل الاقتصادي
الطرح المصرى لمبادرة «التكامل الاقتصادى» سينعكس إيجابياً على العلاقات الاقتصادية والاستثمارية البينية بين الدول الأفريقية بعضها البعض، وكذلك بين دول الكوميسا، وهى تلك المرحلة التى أعتقد أن فيها اهتماماً كبيراً بعملية التنمية المستدامة 2063 فى الاتحاد الأفريقى، لأن ذلك يربط بين ما يحدث فى الكوميسا كتجمع وبين منطقة التجارة الحرة فى القارة الأفريقية، ولا بد أن يكون هناك نوع من الترابط حتى يتحقق شعار «الاندماج الإقليمى والتكامل القارى».