مصر و«صحة» أفريقيا!

أحمد رفعت

أحمد رفعت

كاتب صحفي

وجدت مصر نفسها بعد ٣٠ يونيو خارج الاتحاد الأفريقى وقد أسسته عام ١٩٦٣ بتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية التى حملت الاسم السابق فيما بعد!قبل ذلك، ذهب النفوذ المصرى فى القارة الطيبة مع الريح عبر أربعين عاماً من الانكماش!! فى هذه السنوات أصبحت أفريقيا ساحة للتنافس بين العديد من الدول العظمى والكبرى وغيرها من الدول ذات التطلعات برغبة وطنية عارمة بعد تولى الرئيس السيسى المسئولية في٢٠١٤ لاستعادة أفريقيا والدور المصرى بها وهو ما احتاج بعد ما جرى فى السنوات السابقة على هذا التاريخ إلى جهد مضاعف.. إذ علينا أن نعود إلى دورنا وقد حل غيرنا - فى مجالات عديدة - محلنا!!ويصعب الحديث عما جرى فى كافة المجالات بل حتى عند الحديث عن مجال مهم ويصل إلى قلب المواطن الأفريقى مباشرة وهو المجال الصحى يصعب أيضاً تناوله كله ولذلك سنجتهد فى السطور التالية للحديث فقط عن بعض من المجهودات المصرية فى مجال بناء وتأهيل المستشفيات فى الدول الأفريقية الصديقة، خصوصاً وآخر المعلومات تتحدث عن بناء مصر لسبعة مستشفيات وتقديم خمس سيارات إسعاف مع عيادات متنقلة فى ثلاث دول فقط هى جيبوتى وجنوب السودان وأوغندا باعتمادات قدرها 493 مليون جنيه مصرى!وسبق أن قدمت مصر الدعم الطبى لدولة «جنوب السودان» ببدء عمل المركز الطبى المصرى بأطباء من وزارة الصحة فى مختلف التخصصات كما تم تجهيز عيادات المركز الطبى المصرى الجديد بجوبا بتكلفة خمسة ملايين جنيه.. كذلك أطلقنا فى الصومال العمل بوحدة أمومة وطفولة مكونة من ثلاث عيادات تضم جهاز موجات فوق صوتية وتجهيزات عيادات خارجية تحت مبادرة «تحيا مصر أفريقيا «وإيفاد فريق هندسى طبى لتشغيل الوحدات المتوقفة وإيفاد فريق هندسة طبية لتدريب الكوادر الصومالية الموجودة بالمستشفى، والتنسيق لإرسال أطباء من مستشفيات وزارة الصحة للتدريب على العمليات المتقدمة وكذلك اعتماد المستشفى ليكون مركز تدريب معتمد للزمالة المصرية!وفى إثيوبيا وضمن البعد الإنسانى المصرى تم توفير جهاز PCR ومحاليله لمستشفى «سان بول» ومستشفى «بلاك ليون» مع تدريب أطقم كل منها العمل ودعم أن تكون تلك الأجهزة نقاطاً مرجعية يتم تحويل العينات إليها من المستشفيات الأخرى!كما قامت مصر بإعادة تأهيل مستشفى «أتوجو» بمنطقة «روهوما» بغرب أوغندا بتكلفة ٢٨٠ ألف دولار أمريكى فضلاً عن الأجهزة الطبية حيث تم تزويد المستشفى بها وكنا فى ٢٠١٦ قدمنا منحة طبية إلى مستشفى «ميلاجو» بالعاصمة كمبالا من وحدتى غسيل كلوى ومعها وحدة مناظير وأجهزة الطبية الأخرى!أما فى إريتريا فقد افتتحنا مركز للغسيل الكلوى وزيارة عيادات الأسنان والرمد المصرية هناكولا يمكن أن ينتهى الحديث عن المستشفيات المصرية فى أفريقيا إلا بالإشارة لافتتاح الرئيس الزامبى إدجار شجوا لونجو مع الأنبا بولس أسقف أفريقيا فى ٢٧ أبريل ٢٠١٩ المستشفى القبطى الذى شيدته كنيستنا المصرية الأرثوذكسية فى لوكاسا كواحدة من أكبر المستشفيات هناك!لذلك كان ضرورياً فى الطريق إلى بناء هذا الدور المصرى الكبير أن يحضر الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس الأول الثلاثاء وتحت رعايته فعاليات المؤتمر والمعرض الطبى الأفريقى الثانى والمنعقد بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة ومن الطبيعى أن يقول جون كاسيا مدير عام مركز مكافحة الأمراض بأفريقيايجب أن نشكر مصر على ما تقدمه فى مجال الرعاية الصحية ويجب أيضاً أن نتحد ونشجع التكنولوجيا وقدرتنا فى هذا المجال، خاصة أن الرجل اعترف فى كلمته بأن أزمة كورونا كانت كاشفة لمستوى لخدمات الصحية فى أفريقيا وهو ما لعبت أيضاً مصر فيه دوراً مهماً هو وأوبئة أخرى تصدينا لها هناك يمكن الحديث عنها فى مناسبة لاحقة!ما قدمته مصر فى المجال الصحى كثير جداً.. من المنح إلى البعثات إلى الوقوف بجانب الدول الصديقة وشعوبها فى الأزمات والكوارث الكبرى من فيضانات وأوبئة وكأمراض مزمنة مثل فيروس سى وخلافها.. وهذا منطقى فى ظل الرؤية المصرية لقارتنا.. خصوصاً والرئيس أعلنها صريحة أيضاً أن أفريقيا سوق كبيرة حيث يدرك الرئيس أن أفريقيا قارة كبيرة وواعدة يسكنها مليار وثلاثمائة مليون مواطن يسكنون مساحة كبيرة من الأرض تزيد على ثلاثين مليون كيلومتر مع ثروات هائلة فى كافة المجالات!مصر قادمة.. ذلك باختصار شديد!